لسعوديون، من “دواعش” سوريا أو العراق، أصبحوا طبقة مميزة تثير الحسد في دولة أبو بكر البغدادي، والشكاوى بشأنهم بدأت تظهر للعلن، وملخصها أنهم تمكنوا من السيطرة على صف “داعشي” طويل من الراغبين في “الاستشهاد” بعمليات انتحارية، فاحتلوا مقدمته، محتكرين “الشهادة” إلى درجة أصبح صعباً على الآخرين “الاستشهاد” قبلهم إلا بشق الأنفس.
خبر هذه الشكوى الواردة اليوم الجمعة بوسائل إعلام عالمية الانتشار، أساسه من داغستان الممتدة بآسيا الوسطى عند بحر “قزوين” في منطقة القوقاز، والتي “تدعوش” عدد كبير من أبنائها وانضموا إلى صفوف التنظيم المتطرف، ومن داغستان نبه داعية، يبدو أنه شهير هناك، لكن “العربية.نت” لم تعثر على صورته، واسمه كامل أبو سلطان الداغستاني، إلى أن قائمة الراغبين “بالشهادة يتم التلاعب بها لتفضيل السعوديين على آخرين من مناطق أخرى”، وفق الوارد في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية.
الشيء نفسه وارد أيضاً بعدد اليوم الجمعة من “التايمز” البريطانية، الملخصة خبرها أكثر، وفيه أن الداعية الداغستاني كتب اتهامه في موقع “جهادي” الطراز وروسي اللغة، تم تأسيسه باسم Qonah حديثاً، ومرتبط بتنظيم في شمال القوقاز له صلة بأحمد شاتاييف، المعروف في “داعش” بلقب أحمد الشيشاني، القائد لكتيبة اليرموك في سوريا.
صورتان لناقل الشكوى، أحمد شاتاييف، المبتور القدم واليد، في 2012 بجيورجيا، وداعشي في 2014 بسوريا
وانتظر الانتحاري 3 أشهر ولم يصل دوره
شاتاييف نفسه هو من أبلغ الداعية بأن السعوديين “لا يسمحون لأحد بالدخول” في إشارة منه إلى احتكارهم لقائمة الراغبين بـ”الاستشهاد”، مضيفاً أنهم “لا يسمحون لغير أقاربهم بالتقدم إلى الصف الأول (من القائمة) مستخدمين الوساطة”، وأعطى مثلاً عن انتحاري انتظر دوره، ولكن بلا طائل، فانتقل من سوريا إلى العراق “حيث فترة الانتظار أقصر”، إلا أن الشيء نفسه وجده في العراق أيضاً.
أضاع “الداعشي” الصبور 3 أشهر من وقته ينتظر دوراً “للاستشهاد” في العراق، ولم يحصل عليه “لأنه اكتشف أن القياديين السعوديين البارزين (في داعش) يحابون أبناء وطنهم، ويضعون أسماءهم في مقدمة القائمة”، فخاب ظنه وعاد إلى سوريا ليروي لأحمد شاتاييف ما حدث له، وبدوره نقل شاتاييف للداعية أبو سلطان تململه وشكواه.
الخبر الذي كتبه الصحافي بن هويلي من روسيا في “التايمز” هو نفسه الذي كتبه قبله نظيره ريد ستاندس في “فورين بوليسي” التي انفردت بذكرها أن “المحسوبية” تتيح للسعوديين اختيارهم لـ”الاستشهاد” أسرع من الآخرين، لذلك “أصبحت قائمة الانتحاريين طويلة، إلى درجة يقضي المنتظرون فيها بالقتال قبل أن تسنح لهم فرصة القيام بعملية انتحارية”، على حد ما كتب أبو سلطان الذي أنهى وقال: “طبعاً، باستثناء السعوديين، لما لهم من صلات جيدة”.