أكدت صفحة “أحرار قطر”، التي تمثل المعارضة القطرية على “فيس بوك”، ما تردد من أنباء انقلاب في دولة قطر، أطاح فيها الأخ الأصغر الشيخ عبد الله بن حمد بشقيقه حاكم قطر “تميم بن حمد”.
ويذكر أن الشيخ عبد الله بن حمد ابن الشيخة نورة الزوجة الثالثة لحاكم قطر السابق “حمد بن خليفة آل ثاني”، بينما الشيخ تميم، المختفي، ابن الشيخة موزة الزوجة الرابعة للشيخ حمد.
وكتبت “أحرار قطر” تدوينة على “فيس بوك”: “عاجل: أنباء متواترة تتردد أن الذي قام بالعملية الانقلابية ضد أمير قطر هو الشيخ عبد الله ابن حمد من زوجته الثالثة الشيخة نورة والذي يشغل الآن منصب نائب الأمير، ومما يرجح هذه الأخبار هو اختفاء الأمير تميم عن الساحة السياسية وعدم ظهوره في وسائل الإعلام منذ أكثر من عشرة أيام وكذلك تغيبه عن حضور الحفل الذي أقيم لوالدته الشيخة موزة بمناسبة حصولها على الماجستير”.
وتسيطر حالة من الغموض والجدل على الأوساط الإعلامية والسياسية بسبب استمرار غياب أمير قطر تميم بن حمد آل ثان عن المشهد لأكثر من أسبوع، دون أن يخرج أى توضيح من الدوحة حول أسباب هذا التغيب، مما دفع البعض للتكهن بحدوث انقلاب ناعم داخل الأسرة الحاكمة فى قطر، والتى طالما شهدت حالات مشابهة من الانقلاب، خاصة أنه على مدار يومين سيطرت أخبار الشيخ عبد الله بن حمد نائب الأمير على وسائل الإعلام القطرية وسط غياب لأخبار الشيخ تميم.
وزاد من حالة الغموض تغيب تميم عن حضور مناسبات عامة كان دائم التواجد فيها قبل ذلك، ومنها حفل تخريج طالبات جامعة قطر دفعة 2015 الذى حضرته أمس الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثان حرم أمير قطر. الغريب فى هذا الحفل الذى نقلت تفاصيله وكالة الأنباء القطرية، ان كلمة الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند رئيس جامعة قطر خلت تماماً من أى أشارة لتميم، واكتفت بتوجيه الشكر للشيخة جواهر على حضورها الحفل، وهو أمر غير معهود فى مثل هذه المناسبات التى غالباً ما تشهد توجيه الشكر للأمير حتى وأن لم يكن حاضرًا.
ورغم أن وكالة الأنباء القطرية بثت صباح اليوم خبراً يفيد بتوجيه الشيخ تميم برقية تهنئة إلى الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى بمناسبة ذكرى اليوم الوطنى لليمن، فى محاولة للتأكيد على أن تميم لازال موجوداً، إلا أن مثل هذه الأخبار تعد من الأمور البروتوكولية، التى يقوم بها الديوان الأميرى بشكل دورى دون طلب أو تدخل من الأمير. ما أثار الشكوك أيضاً أن الدكتور بويكو بوريسوف رئيس وزراء بلغاريا زار قطر الأسبوع الماضى ومكث فيها ثلاثة أيام، ولم يصدر أى خبر يفيد بحدوث لقاء بينه وبين تميم، وكانت كل لقاءاته مع رئيس الوزراء ومجموعة من المستثمرين ورجال الأعمال فى سابقة ربما الأولى أن يزور الدوحة مسئول أجنبى على هذه الدرجة من الأهمية دون أن يلتقيه الأمير.
مراقبون بدأوا فى سرد بعض الأمور التى قد تكون سبباً فى اختفاء أمير قطر، منها أن تميم موجود حالياً فى تركيا برفقة زوجته الثانية العنود بنت مانع الهاجرى، حيث يقضيان إجازة طويلة فى القصر الذى اشتراه مؤخرا تميم للعنود على ضفاف مضيق البسفور بـ 100 مليون يورو ليكون أغلى مقر إقامة فى تركيا والرابع على مستوى العالم. وكانت إحدى الصحف التركية قد أشارت فى وقت لاحق إلى أن تميم اشترى “قصر أربيلجين” عندما كان فى زيارة إلى تركيا مؤخراً، ووقع العقد باسم والد الشيخة العنود رجل الأعمال القطرى مانع بن عبد الهادى الهاجرى، لافتة إلى أن زيارة أمير قطر الأخيرة لتركيا شملت الانتهاء من عملية شراء القصر الذى أهداه أمير قطر إلى زوجته الثانية.
ويقع قصر أربيلجين فى منطقة “ينى كوي”على شارع كوى باش فى حى “صاريير” أحد أرقى أحياء اسطنبول المطلّة على البوسفور، ولهذا غيرت بلدية “اسطنبول اسم أحد شوارع المدينة المهمة فى حى صاريير ليُصبح اسمه “شارع قطر” مما أثار جدلا كبيرا فى أوساط مختلفة.