سعى النظام الإيراني جاهدا في ظل الظروف المأساوية الراهنة التي تعصف بالعراق خاصة بعد سقوط مدينة الرمادي على أيدي داعش إلى إدخال عناصر وتجهيزات عسكرية إلى العراق. وللأسف يبدو أنه يحظى في هذا التدخل واحتلال العراق السافر بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية رغم انه يبرر هذا التدخل تحت غطاء محاربة داعش.
برأينا انه خطأ سياسي عسكري قاتل اذا سمحت لإيران بفرض سيطرتها مباشرة على العراق بحجة محاربة داعش. ومن الواضح أن النظام الإيراني كان العامل الرئيسي لكل حالات الفوضى و زعزعة الأمن في العراق بعد احتلال العراق. لو لم تكن ممارسات رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والذي كان يعمل كعنصر للنظام الإيراني لما كان يستطيع داعش أن يؤسس موطئ قدم له في الخطوة الاولى في البلاد. لذلك ان التدخل العسكري الايراني في العراق يتمخض عنه فقط تعزيز مكانة داعش والتقسيم الطائفي في العراق وتوريط العراق في حمام دم دائم.
وصرح رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري خلال مقابلته مع القناة العربية الحدث بتاريخ 23أيار/مايو 2015 قائلا: «الحديث عن دخول قوات إيرانية لتحرير المناطق السنية قطعا سكان المناطق سوف لن يتعاطفوا مع الجيش الذي يريد ان يحررهم»..
لا يخفى على احد جرائم النظام الإيراني وميليشياته في العراق ضد العراقيين. اننا نحذر بشأن هذه الخطة قيد التنفيذ ونطالب بالحاح أمريكا والامم المتحدة والمجتمع الدولي أن يعارضوا بشدة هذا التدخل العسكري الايراني وذلك لمنع العراق من الغرق في حمام دم. ان معالجة قضايا العراق والانتصار على داعش مرهونه بالمصالحة الوطنية الحقيقية وتشكيل حكومة وطنية شاملة حقيقية وهذا لا يتحقق الا بطرد النظام الإيراني من العراق.
انتفضت عشائر السنة لطرد تنظيم القاعدة من العراق في فترة التمرد ويمكن أن يتحفزوا ويتحشدوا لمحاربة ارهابيي داعش الوحشيين اذا ائتمنوا وزودتهم الحكومة بالاسلحة ولا أن يتم اقصائهم وتستباح أرواحهم على أيدي المليشيات المجرمة تحت قيادة النظام الإيراني.