تتسارع أحداث الأزمة بشأن الفيفا بين ليلة وضحاها وتتشابك الادعاءات حول قضايا مختلفة بشأنالمؤسسة على مر السنين الماضية.
ورفعت محكمة أمريكية دعوى ضد 9 مسؤولين حاليين وسابقين من الفيفا، و5 من مسؤولي شركات إدارة أعمال مرتبطة بالاتحاد الدولي لكرة القدم، واعتقلت السلطات السويسرية على خلفية ذلك 7 متهمين في زوريخ.
وتعود الدعوى بتهم الفساد والرشى إلى عشرات السنين وتتعلق بما تزيد قيمته عن 150 مليون دولار، وأتت هذه القضية قبل يومين فقط من انتخابات الفيفا، والتي فاز فيها السويسري سيب بلاتر، قبل أن يعلن استقالته الثلاثاء 2 يوينو/حزيران، كما أن الاتهامات طالت بلاتر نفسه بالإضافة إلى الأمين العام للفيفا جيروم فالكه.
الادعاء الأمريكي أمام مشكلة تسلم المتهمين
وقد يتعذر على الادعاء الأمريكي جلب عدد من الأشخاص المتهمين بالتورط في القضية، كون أن عددا كبيرا منهم مجهول الإقامة وقد لا توافق السلطات في بعض البلدان على طلبات تسليمهم.
وأعلن جميع المتهمين السبعة الذين اعتقلوا في زوريخ أنهم سيقاومون التسليم.
وترتبط أكثر من 100 دولة بينها الأرجنتين والباراغواي وترينيداد باتفاقيات مع الولايات المتحدة لتسليم المتهمين.
وفي السياق نفسه اعترف تشارلز (تشاك) بليزر عضو اللجنة التنفيذية السابق بالفيفا عام 2013 وهو أمريكي، بحصوله على رشى لمنح فرنسا وجنوب إفريقيا حق استضافة مونديالي 1998 و2010 على الترتيب، وذلك حسب وثائق أمريكية.
وعلى ما يبدو فإن بليزر سيدلي بشهادته أمام المحكمة الأمريكية في قضايا الفساد الحالية.
وأقر بليزر أيضا بقبول رشاوى وعمولات لـ5 نسخ لبطولة الكأس الذهبية للكونكاكاف بين عامي 1996 و2003.
من جانب آخر داهمت المخابرات الحربية الفنزويلية مقر الاتحاد لكرة القدم في البلاد بعد اعتقال رئيسه السابق رفائيل إسكيفيل في سويسرا مع بقية المعتقلين.
وقال المدعي العام الفنزويلي في بيان إن عملاء المخابرات الحربية ذهبوا إلى مكتب الاتحاد الفنزويلي لكرة القدم في كراكاس “في إطار التحقيق بمخالفات مزعومة”.
وقد يواجه إسكيفيل البالغ عمره 68 عاما والذي أدار الاتحاد الفنزويلي منذ 1988 ومحتجزون آخرون في زوريخ إجراءات الترحيل إلى الولايات المتحدة.
وزير الرياضة الروسي يؤكد إقامة مونديال روسيا
أكد فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي إنه لا توجد أي مخاوف تتعلق بإمكانية حرمان بلاده من استضافة وتنظيم نهائيات كأس العالم 2018.
وقال موتكو أن ما عصف بالفيفا مؤخرا لن يؤثر على استضافة المونديال وإن البطولة هي “الحدث الأهم للفيفا وستجري بعد 3 سنوات”.
وأضاف الوزير أن “روسيا قدمت مقترحاتها بشأن استضافة نهائيات كأس العالم. والفيفا وافق على ذلك. وهو ليس قرار شخص بل هو قرار لجنة مختصة قبل الموافقة عليه، من قبل كونغرس الفيفا”.
وتشمل التحقيقات التي تجريها الولايات المتحدة عملية التنافس على استضافة النهائيات العالمية لمونديالي 2018 و2022 في قطر.
هل من الممكن سحب تنظيم المونديال؟
المرة الوحيدة التي تغير فيها مكان إقامة كأس العالم، كانت في 1986 عندما قررت كولومبيا عدم استضافة النهائيات بسبب مشاكل اقتصادية.
وفي 2003 نقل كأس العالم للسيدات من الصين بسبب تفشي فيروس الالتهاب الرئوي الحاد (سارس).
ووفقا للمادة الـ85 من لوائح الفيفا والتي تتعامل مع “ظروف غير متوقعة وقوة قاهرة” فإن اللجنة التنفيذية للفيفا لها “القرار الأخير بالنسبة لأي مسائل لا تندرج ضمن اللوائح”.
وبالتالي فإنه في حال اتخاذ قرار بسحب تنظيم أحد المونديالين القادمين، فإن ذلك سيعتبر ظروفا غير متوقعة، ودائما ما تتخذ اللجنة التنفيذية قراراتها وفقا لأغلبية الأصوات.
وتسمح لوائح الفيفا أيضا للأعضاء وعددهم 209 بتقديم مقترحات للاتحاد الدولي للتصويت عليها.
وهذا الحق من الممكن استخدامه عن طريق أحد الأعضاء لتقديم اقتراح للفيفا من أجل سحب تنظيم نسخة واحدة من كأس العالم أو النسختين معا.
ورغم الاتفاق بالفعل على عقود بمليارات الدولارات بشأن البطولتين إلا أن هذا لا يمثل عائقا لسحب التنظيم.
وقال مسؤول بشبكة تلفزيونية تملك حقوق بث البطولتين إنه من المتوقع الاحتفاظ بها بغض النظر عن مكان إقامة النهائيات. ورغم انتقال كأس العالم للسيدات في 2003 إلى مكان آخر استمرت عقود البث التلفزيوني الموقعة كما هي.
ولدى الفيفا اتفاقات مباشرة مع الدولة المنظمة لكن من الممكن إلغاء مثل هذه العقود في حالة ثبوت وقوع أخطاء في عملية منح حق التنظيم.