بعد المعارك التي خاضها حزب الله في منطقة القلمون وجرودها يقوم الجيش اللبناني اليوم بتكليف من الحكومة بضرب المسلحين الجهاديين في المنطقة الحدودية.
حيث شهدت الحدود اللبنانية السورية الجمعة 5 يونيو/حزيران تجددا للاشتباكات بين مقاتلي حزب الله وعناصر ما يسمى “جيش الفتح” بقيادة “جبهة النصرة” في منطقة جرود عرسال، فيما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن الجيش اللبناني “يستهدف بعنف مواقع وتجمعات المسلحين في جرود رأس بعلبك براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية الثقيلة”.
بدوره أعلن مصدر أمني في بيروت الجمعة أن الجيش اللبناني قصف بالمدفعية الثقيلة تجمعات المسلحين في منطقة جرود عرسال، بعد محاولتهم التسلل باتجاه بلدة عرسال ومراكز الجيش عند تخومها، مضيفا أنه حقق إصابات مباشرة في تجمعات المسلحين ومراكزهم.
وكلفت الحكومة اللبنانية الخميس الجيش بتحرير جرود عرسال من المسلحين السوريين، إذ أعلن وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عن تكليف الجيش اللبناني بتقييم الوضع الميداني في بلدة عرسال على حدود لبنان الشرقية مع سوريا، واتخاذ كافة الإجراءات لحماية بلدة عرسال وتحرير جرودها من المسلحين الإرهابيين.
ونفى جريج وجود قيود أمام “الخطوات التي سيتخذها الجيش لمعالجة الوضع المأساوي في عرسال، نتيجة تواجد المسلحين في جرودها، وتركز أعداد هائلة من النازحين داخلها”.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله كرر الحديث عن عرسال مستعيدا توصيف وزير الداخلية لها بأنها “محتلة”، ومطالبا بمناقشة مسألة تحرير جرود عرسال في مجلس الوزراء، معتبرا أنه “في حال لم تتحمل الدولة مسؤوليتها، فإن أهل بعلبك الهرمل لن يرضوا بوجود إرهابي واحد في جرود عرسال”.
ذلك على الرغم من الانتقادات الداخلية لنصر الله بشأن زجه الجيش في حرب، حيث حذر مسؤولون في قوى 14 آذار حزب الله من شن هجمات عبر الحدود الأمر الذي من شأنه أن يجر البلاد بصورة أكبر إلى الصراع في سوريا.
وفيما تجاهل نصر الله التحذيرات دعا جميع المكونات السياسية إلى التكاتف لمواجهة هذا الخطر بشتى الطرق، معتبرا أن “تيار المستقبل سيكون من أوائل ضحايا داعش”.
وأوضح نصر الله أن “جبهة النصرة هي كداعش إلا أنها فصيل شامي، ويعمل تحت مسمى جديد هو جيش الفتح، وجيش الفتح هو النصرة أي القاعدة”.