بدأ المزارعون بقرى قنا لاستقبال موسم قصب السكر الذي يعد من أهم المحاصيل الأساسية التي تعتمد عليها المحافظة في ضخ مصدر دخل ثابت للأسر القناوية يعد محصول قصب السكر من المحاصيل الإستراتيجية حيث تتصدر محافظة قنا زراعته ويمثل 37٪ من جملة المساحة المزروعة على مستوى الجمهورية ومع بداية الموسم يعاني العديد من مزارعي القصب من عدد من المشكلات العديدة بداية من زراعة المحصول وحتى حصاده ومن أبرزها قلة إنتاجية المحصول وارتفاع تكلفة الأيدي العاملة وضعف سعر توريد المحصول لمصانع السكر بنجع حمادي ودشنا وقوص ونقص في مياه الري والأسمدة الزراعية. مزارعو القصب يرون أن أحد أهم مشكلات ذلك المحصول الاستراتيجي في موسم حصاد القصب نقص العمالة فبالرغم من ارتفاع أجر العامل عن الأعوام السابقة وانخفاض ساعات العمل لا نجد العمالة الكافية لحصاد وكسر محصول القصب ونبذل مجهودا شاقا حتى نتمكن من الانتهاء من توصيل المحصول للمصنع. إضافة إلي أن إنتاجية محصول القصب باتت قليلة بالنسبة للمزارع ولا يغطي تكاليف زراعته أو جمعه مع ارتفاع يومية العامل إلى 60 جنيها وانخفاض ساعات العمل إلى أربع ساعات فقط الأمر الذي يمثل عائقا إضافيا على أصحاب المحصول في ظل ارتفاع أجور آلات ومعدات كسر القصب الحديثة أيضا. مشيرين إلي أن الدولة يقع عليها مسؤولية حماية المزارع من الأضرار التي تقع عليه نتيجة الأعباء التي يواجهها أثناء زراعة المحصول الذي يعد أكثر محصول يمكث في الأرض ويحتاج المزارع إلي عام تقريبا لجني الأرباح وهو ما يجبر بعض المزارعين للاستدانة من البنوك ويتعثرون في السداد بسبب تكاليف المحصول الباهظة مطالبين وزير الزراعة بزيادة سعر طن القصب الذي يتم توريده لمصنع السكر بما يتناسب مع تكاليف المحصول. ويتابع مزارعو قصب السكر أن هناك آلاف الكيلومترات من خطوط “الديكوفيل” التي كانت تستخدم لنقل شاحنات القصب من المزارع للمصانع تمت سرقتها وأن هناك خطوطا أخرى تم الاستغناء عنها وردمت تحت الأرض ويتساءل المزارعون من المسئول عن إهدار ملايين الجنيهات التي تم إنفاقها لإنشاء هذه الخطوط التي تخدم المزارع والمصنع؟ مطالبين في الوقت ذاته مسئولي مصانع السكر بإعادة تشغيل هذه الخطوط مرة أخرى تيسيرا على المزارع والدولة. كما يطالب مزارعو القصب بقنا المسئولين بوزارة الزراعة بتوفير الأسمدة اللازمة للمحصول في وقتها لأن المزارع يعاني في كل عام للحصول على حصته من السماد العضوي. ويشكو مزارعو القصب بقنا أيضا أن زراعة القصب أصبحت معاناة سنوية يمر بها المزارع طوال العام لافتا إلى أن يومه يبدأ مع مطلع الشمس وينتهي مع مغربها مشيرا إلى أن الدولة لم تقم بتقدير المزارع ماديا خاصة وأن محصول القصب استراتيجي ويعتبر من الموارد الهامة التي تعتمد عليه الدولة لافتا إلى أن طن القصب يورد بـ 400 جنيه وهو مبلغ لا يغطي تكاليف المحصول مشيرين إلى أن شاحنة نقل القصب تتكلف 70 جنيها وحدها مطالبا برفع طن توريد القصب إلى 500 جنيه علي أقل تقدير مع ضرورة تقديم مصانع السكر إرشادات زراعية وتوفير المبيدات لمقاومة الحشائش والآفات التي تتسبب في تقليل إنتاجية الفدان وأنه على الإدارة الزراعية توفير الأسمدة للمزارع بأسعار في متناول المزارعين ورفع حصة الفدان من السماد إلى 20 جوال للفدان ليأخذ المحصول حقه ويدر إنتاجا وفيرا ويسهم في زيادة رأس المال التي لا تتناسب مع مجهود المزارع خلال العام.