– نتشاور مع قوى المعارضة التي تؤمن بالحل السياسي لعقد اجتماع في القاهرة للوصول الى رؤية مشتركة .
– داعش يعمل بصورة غير مباشرة لخدمة اهداف النظام وضربات قوى التحالف غير مؤثرة.
شهدت الايام الماضية زيارة وفد من تنسيقية الثورة السورية لقوى التغيير الوطني للقاهرة حيث اجرى الوفد مباحثات مع المسئولين المصريين حول ايجاد حل سياسي للازمة السورية وعقب تلك الزيارة كان لنا هذا الحوار مع احمد العسراوي القيادي بالتنسيقية: –
– ما هي الاهداف الحقيقية لزيارة وفد التنسيقية السورية الى القاهرة؟ وهل تمت تلك الزيارة بمبادرة منكم او بدعوة من المسئولين المصريين؟
الزيارة تمت بناء على تواصلات مشتركة بين الادارة المصرية وهيئة التنسيق للوصول الى حل سياسي للازمة السورية وبناء على ذلك فلقد قامت الادارة المصرية بدعوتنا الى القاهرة للتباحث حول المبادرة الروسية والموقف المصري المتوافق معها بشكل مبدئي لانتاج حل سياسي يؤدي الى التغيير الوطني في بلادنا.
– وهل ترى ان المبادرة الروسية يمكن ان تشكل اساس لحل الازمة؟
حتى هذه اللحظة ليس هناك مبادرة روسية متكاملة ولكن هناك افكار روسية مقترحة لإيجاد حل وقد وافقنا على بعض النقاط واعترضنا على البعض الاخر ومن هذا المنطلق درسنا تلك المبادرة مع المسئولين المصريين بصورة متكاملة.
– ترددت انباء عن وجود مبادرة مصرية لحل الازمة. فما هي حقيقة ذلك؟
لم يتم ابلاغنا حتى الان بتلك المبادرة وعندما يتم عرضها علينا سوف نبدي راينا فيها.
– وهل يوجد ارتباط بين زيارتكم للقاهرة وزيارة ابن عم الرئيس الاسد لها؟
ليس هناك ارتباط بين الزيارتين فزيارة ابن عم الرئيس الاسد ذات صبغة مهنية مرتبطة بالاكاديمية البحرية وليس لها طابع سياسي واذا تمت مناقشة امور سياسية خلالها مع مسئولين مصريين فاننا لا نتدخل في الشأن المصري.
– وهل تعني تلك الزيارة تغيير في السياسة المصرية تجاه النظام السوري؟
الادارة المصرية خلال نظامها الحالي او الانظمة السابقة لم تتدخل بشكل سلبي في الازمة فالادارة المصرية كانت دائما تتمتع بموقف متوازن فهي لم تتدخل في جانب النظام او المعارضة وبالتالي هي اقرب الى وجهة نظر هيئة التنسيق التي تتبنى الحل السياسي التفاوضي ومن هذا المنطلق فنحن نعتمد عليها لانها تتبنى هذا الموقف كما اننا نعتقد ان مصر هي زعيمة الامة العربية ويمكن من خلالها استعادة تحقيق مطالب الشعب السوري.
– وهل لا يوجد حتى الان وساطة مصرية بين النظام السوري والمعارضة؟
نحن لا نسعى الى مفاوضات غير مباشرة تتم بصورة سرية بل نؤمن بمفاوضات علنية تؤمن لها المناخ المناسب لانجاحها والمناخ المناسب يتمثل في وقف القتل والتدمير والافراج عن المعتقلين وتأمين الغذاء والگساء للمناطق المحاصرة ثم البحث في قضايا الحكومة الانتقالية والتي تؤدي الى التغيير الذي نريده.
– ادى تشرذم قوى المعارضة الى اضعاف موقفها فهل ستسعون خلال المرحلة المقبلة الى توحيد قوى المعارضة للوصول الى رؤية موحدة لحل الازمة؟
نحن بدأنا بالفعل جهود لتوحيد قوى المعارضة في اليوم التالي لفشل اخر المبادرات ومنذ حوالي ستة اشهر بدأنا جهود جدية في هذا الاطار واقدمنا بخارطة طريق يتوافق عليها القسم الاكبر من المعارضة لايجاد حل سياسي للازمة لاننا نؤمن بأن الحل العسكري لن يؤدي إلا تعقيد الازمة وليس حلها ومن المتوقع ان تشهد القاهرة قريبا لقاء بين قوى المعارضة التي تؤمن بهذا الحل للوصول الى رؤية موحدة.
– وهل ترى ان ايران اصبحت اكثر استعدادا للتخلي عن النظام السوري بعد مفاوضاتها مع الولايات المتحدة؟
من المفترض ان يكون هذا من البداية إلا ان الايرانيين كان لهم موقف منحاز الى النظام منذ البداية بشكل كامل ولكن يبدوا وفق ما سمعنا من بعض الاطراف استعداد النظام الايراني لذلك ونتمنى ان يحدث تغيير في الموقف الايراني ويقتنعوا ان الحل السياسي هو الافضل سواء انحازوا للنظام ام لا لان اي تغيير سياسي سوف يفرز نظام جديد ولن يبقى النظام الحالي كما هو الان.
– وما تفسيرك لوجود تنظيمات متطرفة في سوريا وعلى راسها تنظيم داعش وتمددها داخل الاراضي السورية؟
لابد ان نفصل بين داعش وبقية الفصائل فداعش عبارة عن مشروع مؤسسة دولة متكاملة لها وجودها لا تتفق مع المعارضة او النظام وتتبنى مشروع دولة لا تتفق مع طبيعة الشعب السوري وارى ان المعارضة متضررة من داعش اكثر من تضرر النظام لانها تحاول السيطرة اكثر على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة وبالتالي فهي تخدم اهداف النظام بطريقة غير مباشرة.
– وهل ترى ان داعش هو نتاج مؤامرة خارجية لتفتيت سوريا والوطن العربي؟
عندما نتكلم عن الوضع العربي لابد ان نقرأ الواقع من زاويتين الزاوية الاولى هي مطالب شعب ثار من اجل الحرية والكرامة والع الة الاجتماعية في مواجهة نظام استبدادي وصراع خارجي على سوريا قائم منذ قيام الكيان الصهيوني وهذا الصراع سوف يستمر والقوى الاقليمية والدولية تحاول الاستفادة من الوضع القائم لصالحها.
– وما تاثير المعارك الدائرة الان بين الاكراك وداعش حول عين العرب كوباني. ؟
الاخوة الاكراد ومعهم قوات عربية سورية شاركت في صد هجوم داعش وصمود الاخوة الاكراد هو الذي حرك المجتمع الدولي في مواجهة داعش وارى ان داعش لا تريد فقط الدخول الى عين العرب كوباني ولكنها تريد ان يكون لها حزاما تستطيع ان تستفيد منه في الربط بين مواقع البترول الموجودة في شمال شرق سوريا وبين الخطوط التي تريد ان نتعامل معها سواء الموجودة في تركيا او قواتها الموجودة في تركيا او قواتها الموجودة فط الساحة العراقية لتكمل مشروعها الذي تحاول الاعتماد عليه.
– وما تاثير الضربات الجوية الموجهة من جانب قوات التحالف الى قوات داعش؟
رغم رفضنا للضربات على الساحة السورية إلا اننا نرى ان تلك الضربات لن تكون مؤثرة إلا اذا ارتبطت بحل سياسي للازمة.
– وما تفسيرك للغارة الاسرائيلية الاخيرة على اهداف لحزب الله في سوريا؟
اسرائيل هي بؤرة استعمارية في المنطقة تحاول استغلال اي احداث لصالحها وليس هناك اي علاقة في هذا بالثورة او غيرها.
– وكيف تفسر عدم وصول الثورة السورية حتى الان الى اهدافها؟وهل يعني هذا وجود اخطاء ارتكبتها المعارضة خلال الفترة السابقة؟
الثورة السورية حاولوا جرها الى ساحة النظام من خلال الاعتماد على الحل الامني العسكري وحاولوا افسادها سواء ممن يدعون انهم اصدقاء سوريا او حلفاء النظام ونحن نقول انه على كافة القوى المسلحة التي اتت من خارج البلاد لدعم المعارضة او النظام ان تخرج خارج البلاد لانها ساعدت على تدمير البلاد وليس انتاج حل سياسي للازمة.
– في النهاية بعد عدة اعوام من الثورة السورية هل النظام هو الاقرب لاجهاض الثورة ام ان الثورة هي اقرب لتحقيق اهدافها؟
بالقطع الثورة السورية السلمية التي حاول البعض انحرافها عن مسارها سوف تنتصر إلا ان ذلك قد يطول بحكم التحالفات الدولية التي تعمل على اسقاط الثورة قبل ان تعمل على اسقاط النظام.