قالت رواندا إنه لمن “العار” أن تعتقل بريطانيا رئيس مخابراتها بناء على طلب من إسبانيا التي تريد محاكمته، فيما يتصل بجرائم حرب، وطلب البلد الإفريقي توضيحاً من المملكة المتحدة حول سبب الاعتقال.
وقالت الشرطة البريطانية إنها ألقت القبض على كارينزي كاراكي (54 عاماً) المدير العام لجهاز المخابرات والأمن الوطني في رواندا في مطار هيثرو في لندن، السبت، ووضع قيد الاحتجاز للمثول أمام المحكمة الخميس.
وكتبت وزيرة خارجية رواندا لويز موشيكيوابو على حسابها على تويتر “التضامن الغربي لإهانة الأفارقة أمر غير مقبول. من العار اعتقال مسؤول رواندي بناء على هوس مؤيدي مرتكبي الإبادة الجماعية”.
ومن المرجح أن تزيد هذه القضية من توتر العلاقات بين رواندا وبريطانيا المانحة بعد أن أوقفت كيجالي خدمة إذاعية محلية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) بعد فيلم وثائقي لـ”بي.بي.سي” شكك في الروايات الرسمية للإبادة الجماعية.
وقالت السفارة البريطانية في كيجالي إن اعتقال كاراكي “التزام قانوني جاء بعد صدور أمر اعتقال أوروبي صحيح”، مضيفة أنها “تقدر بشكل كبير العلاقة الوثيقة مع رواندا”، وملتزمة بها على المدى الطويل.
واتهمت وزيرة الخارجية الرواندية منظمات إسبانية غير حكومية بالوقوف وراء أمر الاعتقال.
وكتبت في تغريدة أخرى “الأمم المتحدة وثقت بما فيه الكفاية عام 2009 دعم منظمات إسبانية غير حكومية. لميليشيات القوات الديمقراطية لتحرير رواندا.”
وقال وزير العدل الرواندي جونستون بوسينجي في تصريحات نشرت الثلاثاء، إن رواندا تطلب تفسيراً من بريطانيا فيما يتعلق باحتجاز كاراكي.
وأضاف في تصريحات نشرتها صحيفة “نيو تايمز” على موقعها على الإنترنت “نبحث الأمر مع الحكومة البريطانية. سنطعن في المحاكم، وطلبنا تفسيراً من بريطانيا”.
وقال وليام نكورونزيزا، سفير رواندا في لندن لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية، إن الاتهامات الموجهة ضد كاراكي في إسبانيا منذ عام 2008 “لها دوافع سياسية”.
وفي عام 2008، اتهم قاضي المحكمة العليا الإسبانية فيرناندو اندريو 40 مسؤولاً عسكرياً وسياسياً رواندياً من بينهم كاراكي بالتورط في أعمال قتل انتقامية بعد عمليات الإبادة التي شهدها البلد الإفريقي في 1994.
ووجه القاضي اتهامات إلى هؤلاء المسؤولين بالتورط في أعمال إبادة وجرائم ضد الإنسانية وإرهاب، ما أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين من بينهم إسبان.