يعتزم زعماء الاتحاد الأوروبي بحث موضوع الهجرة الشائك مجددا اليوم الخميس، وذلك تحت ضغط للتصرف لمواجهة زيادة كبيرة في معدلات الهجرة.
وكتب رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك في الدعوة التي وجهها للزعماء المشاركين في القمة التي تستغرق يومين في بروكسل، بدءا من اليوم الخميس: ” نحن في حاجة إلى أن نبذل قصارى جهدنا لاحتواء التدفقات المتزايدة للهجرة غير الشرعية و للتوصل إلى موقف متوازن وشامل من الناحية الجغرافية”.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الكتلة الأوروبية قد سجلت بالفعل 320 ألف حالة عبور غير شرعي للحدود خلال العام الجاري، مقابل 100 ألف حالة خلال عام 2013 بأكمله.
ويشار إلى أن الصراعات والقمع في أفريقيا والشرق الأوسط قد تسببا في دفع آلاف الأشخاص إلى السفر إلى أوروبا، بحثا عن الحماية أوعن حياة أفضل. وقد فقد الكثيرون أرواحهم أثناء محاولة عبور البحر المتوسط.
ومن المتوقع أن تكون مباحثات القمة مثار جدل على وجه خاص بشأن مسألة إعادة توطين اللاجئين.
وقد عرض اقتراح على حكومات الاتحاد الأوروبي لنقل 40 ألف من طالبي اللجوء السوريين والأريتريين من إيطاليا واليونان، إلى دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي على مدار عامين، للمساعدة في رفع الضغط عن تلك الدول الجنوبية الواقعة في الخطوط الأمامية.
إلا أن الخطط قوبلت بمقاومة، وسط خلافات بشأن ما إذا كان يجب أن تكون إلزامية وبشأن عدد طالبي اللجوء والجهة التي يجب نقلهم إليها. ومن المتوقع الآن أن يقدم الزعماء توجيهاتهم بهذا الشأن.
وجاء في مسودة لبيان القمة، اطلعت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها، أن زعماء الاتحاد سيوافقون على مسألة إعادة نقل المهاجرين وسيدعون وزرائهم إلى “الموافقة على توزيع هؤلاء الاشخاص بحلول نهاية تموز/يوليو المقبل”. ولم ترد إشارة إلى ما إذا كانت الخطة يجب أن تكون طواعية أو إلزامية.
وأكد دبلوماسيون رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن هناك نحو عشر دول تعارض فكرة الخطة الإلزامية.
وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي، “إن فكرة إمكانية فرض بروكسل لحصص (من المهاجرين)، لن تنجح”.
وتعتبر المجر من بين الدول الأكثر معارضة للأمر. ومن المتوقع أن تتعرض لضغط شديد في القمة بعد إعلانها هذا الأسبوع أنها توقفت عن قبول طالبي اللجوء الذين وصلوا في بادىء الأمر إلى أراضيها، لكن انتقلوا بعد ذلك إلى دول أخرى من دول الاتحاد الأوروبي.
يذكر أن قواعد الاتحاد الأوروبي تنص على أن أنه يتعين بدء الإجراءات الخاصة ببحث بطلبات اللجوء في الدولة العضو في الاتحاد التي وصل إليها المهاجرون أولا.
وقال أحد الدبلوماسيين ” إن هذه ازمة تصل إلى شواطىء كل منا. إنها مناقشات صعبة للغاية”.
كما أنه من المقرر أن يبحث الزعماء اليوم الخميس خطط إجراء استفتاء بريطانيا حول عضويتها في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بحث قضايا اقتصادية.
من ناحية أخرى، قد يشمل جدول أعمال القمة بحث أزمة إنقاذ اليونان، وسط مفاوضات اللحظة الأخيرة حول كيفية تجنب حدوث الإفلاس في الدولة.