في لقائه أمس بشيوخ وقبائل سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح وتناوله الإفطار معهم كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حريصا على مصافحة أحد شيوخ سيناء ولاحظ الحاضرون أن الرجل المسن الذي تخطى السبعين من العمر يحظى بترحاب شديد من الرئيس وهو ما أثار فضولهم لمعرفة شخصية هذا الرجل ولماذا يحظى بكل هذا الترحاب والحميمية والود من الرئيس؟
المسن السيناوي هو شيخ مجاهدي سيناء واسمه الشيخ حسن علي أبو خلف ينتمي إلي قبيلة السواركة بسيناء، وهو أحد أبطال حرب الاستنزاف وحصل علي نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته ضمن تبادل الأسرى عام ١٩٧٤، وكان محكوماً عليه في إسرائيل بالسجن ١٤٩ عاماً بعد اتهامه بقتل النساء والأطفال الإسرائيليين وعبور قناة السويس دون إذن مسبق.
وأثناء محاكمته في إسرائيل قال للقاضي وهل حصل الجيش الإسرائيلي علي إذن قبل عبور قناة السويس وتدمير مدرسة بحر البقر علي رؤوس الأطفال؟
وخاض “أبو خلف” مع زملائه معارك كر وفر ضد إسرائيل في سيناء واستطاع تنفيذ مهام فدائية قتالية في عمق مناطق كانت تخضع لسيطرة الإسرائيليين .
بدأت بطولات أبو خلف وعمره 21 عاما وكانت البداية بعملية نقل 12 صاروخا على ظهور الجمال برفقة زميل له يدعى براك جهيني وسارا سويا لمسافة 150 كيلو مترا خلف الجمال ووصلوا بها إلى العريش وعلى بعد 400 متر من مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي نصبوا صواريخهم ثم وجهوها إلى المقر وأزالوه تماما وفي عملية أخرى استهدف أبو خلف ورفاقه معسكرا إسرائيليا بعدد 24 صاروخا، ثم معسكرا آخر بالشيخ زويد بعدد 12 صاروخا، ثم مطار العريش بعدة صواريخ و تمكنت إسرائيل من القبض عليه في 22 مايو من العام 1970 ونقلته الى تل أبيب وصدر بحقه حكما بالسجن 149 عاما.
وجهت المحاكم الإسرائيلية لأبو خلف ثلاث تهم الأولى حيازة كمية من الصواريخ وصدر فيها حكم عليه بالسجن بـ99 عاما مع الشغل، والثانية التدريب على السلاح وصدره ضده حكم فيها بالسجن 25 عاما، والثالثة عبور القناة بدون إذن مسبق، وقضت المحكمة بحبسه فيها بـ25 عاما مع الشغل وكان مجموع العقوبات 149 عاما مع الشغل.
ظل أبو خلف معتقلا في سجون إسرائيل لمده 4 سنوات حتى تم الإفراج عنه في 4 مارس 1974 في صفقة تبادل مع الجاسوس الإسرائيلي “باروخ كوهين” ومنذ عودته لم يفارق أرض سيناء وما زل يقيم فيها وسط أسرته وأفراد عائلته وقبيلته بقرية الجورة.
تلقى أبو خلف صدمة مفجعة مؤخرا بوفاة ابنه أثناء ملاحقة قوات الجيش لمتطرفين وتكفيرين خلال عملياته المسلحة لإلقاء كلمة في الاحتفال الأخير بنصر اكتوبرلتطهير سيناء من بؤر الإرهاب واستدعته القوات أشار فيها إلى دور أهالي سيناء في حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، خاصة أنهم كانوا عيون القوات المسلحة وعونها في تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر وقال كنا عيون الجيش في تلك الفترة الحالكة التي لم يكن بها أقمار صناعية أو وسائل اتصال حديثة وجعلنا المواقع الإسرائيلية كتابا مفتوحا أمام قوات الجيش المصري.
وأضاف قائلا الحمد لله أنني شهدت تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي وأدعو الله أن يمنحني بقية من عمر لأشهد تحريرها من دنس الإرهاب والتطرف.