قال التلفزيون الرسمي إن الجيش السوري يتقدم باتجاه مقاتلي معارضة متشددين يتحصنون داخل مدينة الزبداني في إطار عملية عسكرية كبيرة بدأها اليوم السبت لاستعادة السيطرة على المدينة الاستراتيجية القريبة من الحدود مع لبنان.
ونقل التلفزيون عن مصدر في الجيش السوري قوله إن قواته “تتقدم حاليا باتجاه أهدافها من عدة محاور” وإنها شددت حصار المدينة وكبدت مقاتلي المعارضة خسائر ثقيلة.
وكانت قناة تلفزيونية تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية قد أعلنت اليوم أن الجيش السوري ومقاتلي الجماعة بدأوا حملة قصف جوي ومدفعي كبيرة لمواقع المقاتلين. وعرضت فيما بعد لقطات لأعمدة نيران كثيفة تتصاعد من المدينة نتيجة القصف العنيف.
ويسعى الجيش السوري منذ فترة طويلة إلى انتزاع السيطرة على الزبداني من قبضة المتشددين السنة. وهذه المدينة قريبة من طريق بيروت دمشق الرئيسي الذي يربط البلدين وستمثل السيطرة عليها مكسبا استراتيجيا لحكومة الرئيس بشار الأسد.
والزبداني التي كانت يوما واحدة من المنتجعات الساحلية الشهيرة باتت أحد المعاقل المتبقية لمقاتلي المعارضة على الحدود. وكانت المدينة جزءا من طريق إمداد رئيسي للأسلحة التي كانت ترسلها سوريا في السابق إلى مقاتلي حزب الله قبل اندلاع الصراع السوري في 2011.
وكثيرا ما تمتد الحرب الأهلية المستمرة في سوريا منذ أربع سنوات إلى لبنان.
ويشتبك الجيش السوري والمقاتلون المؤيدون للحكومة مع مقاتلي المعارضة في المنطقة الجبلية الواقعة إلى الشمال من العاصمة. ومن بين جماعات المعارضة الموجودة بالمنطقة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وكثف حزب الله المدعوم من إيران هجومه على مواقع على طول منطقة جبال القلمون على جانبي الحدود السورية اللبنانية في الأشهر الأخيرة.
وكان الهجوم الذي يشنه الجيش السوري و”قوات المقاومة” وهو التعبير الذي تستخدمه الجماعة اللبنانية لوصف مقاتلي حزب الله متوقعا في الأيام الأخيرة.
ويقول مقاتلو المعارضة إنهم زرعوا الألغام حول المدينة شبه المهجورة وإنهم مستعدون بشكل جيد لصد الهجوم.
وعلاوة على قتال قوات المعارضة حول مدينة درعا في الجنوب وفي مدينة حلب في الشمال يحارب الجيش السوري على عدد من الجبهات الأخرى إذ يقاتل متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة الحسكة بشمال شرق البلاد.