أصبح لا يخفى على المتابعين تزايد حضور الميليشيات الشيعية في المشهد السياسي العراقي، بعد ان اضحت رأس الحربة في مقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية”،وتمكنت من تأدية ادوار قيادية وعسكرية، حيث تشكل هذه الجماعات مقدار النصف أو أكثر من القوات الحكومية، بعد دمجها وحدات من قوى الأمن الداخلي، وترتبط ارتباطا مباشرا بمسؤولين حكوميين، وتلقى دعما لوجستيا وعسكريا من إيران.وتمضي الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، في مسار تصادمي تتماهى فيه مع المصالح الإيرانية. ويُنظر إلى العدد الكبير منها، بوصفه اسلوبا ناجعا لإحداث التداخل والفوضى في المنطقة، ما يتيح لطهران ولوكلائها امكانية نفي ممارساتها وتمويه افعالها الإجرامية. كما يقدم هذا التنوع في الميليشيات مساحة واسعة للمنتمين لها، قائمة على وهم حرية الاختيار والاستقلال في العمل، واستجابة لمقاربة المنتمين وقناعاتهم.
وتأسيسا على ما تقدم يرى الباحث فيليب سميث في جامعة ماريلاند الأمريكية- الذي يراقب تحرك الميليشيات الشيعية المتطرفة في المنطقة- الوفرة الكبيرة من الميليشيات في العراق، بانها ستار لإيران، يسمح لها بإخفاء نفوذها. ولهذا تدعم طهران أكثر من 50 ميليشيا في العراق، ومثلها في سوريا، والتي لا تقل انتهاكاتها وجرائمها فظاعة عما يقوم به تنظيم “الدولة الاسلامية” من انتهاكات.
إيران والميليشيات الشيعية:
ويؤكد باحثون بان عمل هذه الجماعات الميليشياوية، يراد به تعزيز السياسة الإقليمية لإيران في المنطقة، وليس هذا التحليل بالأمر المجانب للصواب، لجهة تحولها الى مجموعات قتالية عابرة للدول تعاضد التمدد الإيراني في المنطقة، وهو ما يوفر نفوذا لطهران في دول تضم اقليات شيعية، ويتبدى ذلك واضحا في لبنان والعراق، وكذلك الحال بالنسبة لنظام الاسد.
وما وجود ميليشيات أو أحزاب على أساس طائفي أو اقلوي داخل الدول العربية الا لأحداث الانقسام في نظمها السياسية ثم اضعافها، لتتمكن من التسلل الى الدولة والهيمنة عليها لملء الفارغ الناجم عن تخلخل السلطة، و”حزب الله” اللبناني نموذجا واضحا لذلك.
اضف إلى ذلك تأكيد قدرات إيران في المزج بين ما حققته اذرعها في دول المنطقة، وبين وجودها العسكري في العراق وسوريا، الذي اتخذ شكلا مباشراً، للتعبير من خلاله على نجاح النظام الايراني بإسلامه الشيعي في إعادة رسم معالم الاقليم سياسيا وطائفيا واستراتيجيا، الامر الذي افضى الى اندفاعة تكشف عن هوس طائفي، يعتمد مقاربات حركية وفكرية وعسكرية. فعلى سبيل المثال? وجهت “كتائب حزب الله” و”كتائب الإمام علي” وجماعات مماثلة تهديدات متكررة إلى المملكة العربية السعودية على خلفية حكم الإعدام الصادر بحق رجل الدين الشيعي نمر النمر? بعد إدانته بتهم إشعال الفتنة الطائفية وجرائم مرتبطة بها في تشرين الأول /أكتوبر 2014.
ومن هنا يدرك صناع السياسة الإيرانية الأهمية المتزايدة للفصائل والميليشيات الشيعية، التي تتوافر لديها على مهارات قتالية عالية، وهي إلى حد كبير نتاج لتدريبات تلقوها على يد “الحرس الثوري الإيراني”، ما عزز من ادوارها في النزاعات والإقليمية، وليجري استخدامها أدوات مركزية للسياسة الإيرانية في المنطقة في جوانبها العسكرية والاستراتيجية والعقائدية، وأبدت طهران قدرة منقطعة النظير لتسخير هذا النوع من القوات واستخدامه في منطقة الشرق الأوسط، الامر الذي كان بمثابة المتغير الرئيس في نجاح طهران المستمر في بناء نفوذها السياسي والحركي في الاقليم.
“كتائب حزب الله” العراق: النشأة والادوار
وتجلى النموذج العراقي لهذا النهج بإنشاء “كتائب حزب الله”، التي تعد واحدة من اهم الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، والتي يتولى “فيلق القدس” الايراني تمويلها وتدريبها، كما ترتبط بعلاقات مع “حزب الله” اللبناني، إذ يتدرب عناصرها في دورات بلبنان على زرع العبوات الناسفة، والتدرب على تنسيق الهجمات بالأسلحة الصغيرة والمتوسطة، وهجمات القناصة وقذائف الهاون، والهجمات الصاروخية.
وبالتالي، فان مشروعا إيرانيا يتعلق بالنشاط الشيعي في الخارج، ستنهض به “كتائب حزب الله” والمتمثل بمحاولة تصدير الثورة إلى الدول العربية التي هي من وجهة نظر طهران موالية للغرب، مثل الأردن ودول الخليج العربي، إذ يكثف “فيلق القدس” تدريبه وتحضيره لمجموعات من الكتائب”، في كل من إيران والعراق بغية تعزيز القدرة العملياتية والاستخباراتية لهم، ليصار الى زجهم في مجموعات “فيلق القدس” الناشطة في أوروبا ودول الخليج وأماكن أخرى في الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، شجعت إيران هذه المجموعات على العمل سياسيا وعسكريا داخل دول الخليج وذلك جزءا من استراتيجيتها لزعزعة الاستقرار الداخلي لأنظمة سنية ترتبط بعلاقات ودية مع الغرب. وحسب تقرير سري، اختار «فيلق القدس» وبعناية، نشطاء من الشيعة لتدريب متقدم وفقا لمتطلبات محددة، يجري تهيئتهم للمساعدة في الخارج في مهمات معينة.
وبذات المعنى، فان ايران تعول على هذه الكتائب، لاستنساخ نموذج عراقي مشابه لـ”حزب الله” في لبنان، بالإمكان زجه في معادلات سياسية وعسكرية، لتكون له الكلمة العليا، وبمقدوره فرض مقارباته كلما تطلبت المصلحة الايرانية ذلك، فضلا عن تحركاته الخارجية، التي يراد بها تعضيد جهود ميليشيات شيعية اخرى تعمل في دول، لإيران فيها مصلحة استراتيجية كما في اليمن ولبنان. ونشير هنا إلى ما اعلنته “كتائب حزب الله في العراق”، في 26/3/2015، عن مساندتها لحركة “انصار الله الحوثيين” في اليمن، مؤكدة أن “قلوب وايدي وسلاح الثوار والاحرار في العالم معهم وتساندهم في معركتهم”.
ولا تعمل “كتائب حزب الله” تحت امرة او مظلة “الحشد الشعبي”، انما تتصرف على نحو مستقل، إذ تعد الجيش الرديف والمساند للجيش العراقي بمقاتلة تنظيم “الدولة الاسلامية” بالنظر لما تمتلكه من اسلحة ثقيلة وعناصر مدربة ومنضبطة تختلف عن الميليشيات الاخرى.
وتكشف الرعاية الايرانية للكتائب، التزامها بالولاء لحكم “الولي الفقيه” في إيران، وتعمل على توسعة حدود “الثورة الإسلامية”، فهي ترتبط مباشرة بالمرشد الايراني علي خامئني، وممثليه في العراق قاسم سليماني قائد “فيلق القدس”، وفي لبنان حسن نصر الله امين عام “حزب الله”، فضلا عن استخدامها ذات المفردات التي يتبناها النظام الايراني في رؤيته للغرب، فعلى سبيل المثال لا الحصر اعلنت الكتائب في بيانها الصادر في 8/4/2014? ان شعب العراق اليوم لديه قوة ذاتية يستطع بها الذود عن نفسه”، مذكرة بالقول، “مازالت تجربة مقاومة القوى الاستكبارية على الارض حاضرة بين يديه تمده بالقوة والثبات”.
ولا تتبع “كتائب حزب الله” حزبا معينا من الأحزاب الشيعية، وبالتالي تصنف نفسها على إنها “مقاومة إسلامية” تستمد طبيعة عملها وآلياته من هذا النوع، على ان اولى العمليات العسكرية التي نفذتها هذه الميليشيا ضد القوات الامريكية في العراق كانت في 23/10/2003 وتحت اسم كتائب “ابي الفضل العباس”، لتندمج بعد ذلك بغيرها من المجموعات المسلحة التي تمولها إيران، مثل: “كتائب كربلاء”, “كتائب زيد بن علي”, “كتائب علي الاكبر” و”كتائب السجاد”، والتي كانت تعمل كل واحدة منها بصورة مستقلة عن الاخرى ودون ان تعلم شيئا عن الكتيبة الاخرى، حتى اعلن عن اندماجها وقتالها تحت اسم واحد هو “كتائب حزب الله “وذلك خلال بيان نشرته الكتائب بتاريخ 21/8/2007.
جاءت أهداف تأسيس “كتائب حزب الله” العراق بحسب ما هو منشور في موقعها الرسمي، لمواجهة الاحتلال الأمريكي والغربي في العراق، والعمل على تحقيق الجمهورية الإسلامية، التي تحكم وفقا لتعاليم الشريعة الإسلامية، كما في إيران. ويقول عضو الهيئة السياسية للكتائب جاسم الجزائري: ان “كتائب حزب الله تشكيل ولائي” تأسّس ابان حكم النظام السابق، وبدأ بممارسة دوره في عام 2003 مع الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وما بين مارس/ آذار 2007 ويونيو/ حزيران 2008، شن أعضاء تابعون لـ” كتائب حزب الله” عدة هجمات صاروخية بقذائف (آر بي جي) وقذائف الهاون (إرم) ضد القوات الامريكية في بغداد، كما استهدفوا المنطقة الدولية في بغداد في 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 بهجوم صاروخي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي الامم المتحدة. لتتوالى بعد ذلك عملياتها العسكرية ضد القوات الامريكية في العراق باستخدام مختلف الاساليب العسكرية، منها تفجير العبوات الناسفة والعبوات المتتالية، واستهداف المقرات والمعسكرات الامريكية بالهاونات الثقيلة، واستخدام سلاح صواريخ الكاتيوشا بضربات صاروخية مفردة ومزدوجة، ورشق سيل من الصواريخ يصل الى 50 صاروخا دفعة واحدة, وصواريخ السترلا المضادة للطائرات.
قيادات “كتائب حزب الله”:
لم تعلن الكتائب عن قياداتها حتى خروج القوات الامريكية من العراق عام 2011، ليتغير الامر بعد ذلك, لكن هيكلها التنظيمي بقي سريا، وينظر الى جمال جعفر إبراهيم، أو أبو مهدي المهندس بوصفه المسؤول عن تأسيس هذه المجموعة، وهو اقوى ممثل عسكري لإيران في العراق، حيث يتولى الاشراف على المتطوعين في “الحشد الشعبي”، ويتابع شؤونهم الإدارية، ويشرف على عمليات التمويل، والخدمات اللوجستية والتخطيط. كما تفيد المعلومات بان عماد مغنية أحد أبرز قادة “حزب الله” اللبناني، اسهم هو الاخر في تأسيس هذه المجموعة المسلحة.
وبحسب ما اورده موقع راصد الشرق الاوسط فان الكثير من قيادات الكتائب كانوا اعضاء في “جيش المهدي”، الذي احتضنهم في لحظة معينة، لينفصلوا عنه فيما بعد، ويلتحقوا بهذا التشكيل، ومنهم مسؤول الكتائب في بغداد/ الرصافة الشيخ مؤيد البهادلي، وعدد من مساعديه، الذين شاركوا في العمليات المسلحة التي شهدها العراق بين العامين 2004 و2008، وكذلك الحال بالنسبة مسؤول الكتائب في بغداد/ الكرخ المدعو احمد السعدي، وكذلك المسؤول الاداري والمالي الشيخ كمال الفرطوسي، الذي هو من عنصر سابق في “جيش المهدي” ويتردد باستمرار الى ايران ولبنان.
ومن ابرز قيادات الكتائب اليوم:
– جعفر الغانمي الملقب (ابو اسلام) والذي يتولى مهام الامين العام.
– جاسم السوداني الملقب (ابو احمد السوداني) ويشغل عضو مجلس الامناء.
– جاسم الجزائري وهو مسؤول المكتب الاعلامي والناطق الرسمي وعضو مجلس الامناء.
-عدنان المحمداوي عضو مجلس الامناء، والمشرف على مكتب الهيئة الاقتصادية للكتائب.
– محمد الصافي المذكور رجل دين معمم، وهو المفتي الديني والشرعي “لكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء”.
-جعفر الحسيني وهو الناطق العسكري.
ويتولى المرجع الشيعي آية الله محمد السند وهو من أصول عراقية، ويقطن حالياً في لبنان، مهام الاشراف العام على الكتائب، اما التدريبات الميدانية فيشرف عليها عدد من الضباط السابقين بالجيش العراقي، ممن انضموا إلى تلك الميليشيات عقب تفكيك الجيش على يد الحاكم المدني بريمر اعقاب احتلال العراق عام 2003.
النشاطات الاقتصادية:
يدير مكتب الهيئة الاقتصادية التابع للكتائب، والذي يشرف عليه عدنان المحمداوي عضو مجلس الامناء، نشاطا اقتصاديا واسعا، خاصة في محافظتي بغداد والبصرة، ما يشكل للكتائب موردا ماليا يديم عملياته العسكرية ويغطي نفقات مقاتليها ومقراتها. ومن جهة اخرى فان هذا النشاط الاقتصادي، يتيح لهذه المجموعة السيطرة على الاسواق العراقية، خاصة الاسواق الرئيسة في بغداد.
وتتمثل اهم انشطة الكتائب الاقتصادية في معارض استيراد السيارات وبيعها، وفي معامل بيع المواد الإنشائية ومنها الطابوق والسمنت، وفي اسواق بيع المواد الغذائية بالجملة. اضف إلى ذلك فان “كتائب حزب الله” ترتبط بمؤسسات تعمل تحت غطاء ديني في لبنان، لتمويل انشطتها مثل “مؤسسة اهل البيت” التي مقرها ضاحية بيروت الجنوبية. ولدى الكتائب شركة مقاولات تقع قرب السفارة الكندية في بيروت، وترتبط بعلاقة مع “حزب الله” اللبناني وحركة “أمل”، عبر القيادي في الحركة أيوب حميد، الذي كان وزيرا للشؤون الاجتماعية اللبنانية.
ولم يعد خافيا، النفوذ والامكانات المتوافرة لدى الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، ميدانيا وسياسيا في جميع المؤسسات الرسمية العراقية، حيث اضحت جزءا من هيكلية الحكومة العراقية، ما يعني صعوبة الفصل بينهما رغم بقاء الفارق النظري. وتدليلا على ما تقدم ووفقا لمصادر معلومات استخباراتية تمكن مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية من الحصول عليها نفذت “كتائب حزب الله” و”سرايا الخراساني” مؤخرا عملية اطلاق صواريخ كاتوشيا من حي الغدير التابع لمنطقة بغداد الجديدة وتحديدا من محلة 720، استهدفت السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء وبتوجيه من قيادات “الحرس الثوري الايراني”.
التطوير الذاتي للقدرات العسكرية لـ”كتائب حزب الله”
تمكنت الكتائب في عام 2010 من تطوير صواريخ الكاتيوشا وإنتاج صواريخ جديدة هي “ذو الفقار والكرار وحيدر”، والتي استخدمتها ضد القواعد الأمريكية، ففي 5 يناير/ كانون الثاني 2011 ، إذ تختلف في تسليحها عن بقيه الميليشيات الاخرى، كونها تقوم بتصنيع الأسلحة بنفسها، فضلًا عن ترسانة الأسلحة التي غنمتها من مخازن الجيش العراقي بعد احتلال القوات الأمريكية للبلاد عام 2003. ما يعني امتلاكها قدرات علمية ولوجستية وفنية تمكنها من تصنيع بعض الاسلحة.
وتشمل الترسانة التي تملكها الكتائب اسلحة متنوعة منها: الكلاشنكوف ” AK-47? والمسدسات والـ”M16? والـ”PKC” وقذائف صاروخية RPG-7 وقناصات B29, HS-50 والهاون من 60 إلى 180 ملم وصواريخ الكاتيوشا و”سترالا” لمقاومة للطائرات والمدافع الأحادية والثنائية والرباعية، والراجمات الصغيرة المثبتة على الأرض والمتحركة على العجلات.
ولمقاتلي الكتائب خبرة في استعمال العبوات الناسفة المتنوعة، والتي استخدمتها بكثافة ضد القوات الأمريكية، إضافة إلى أن مهندسي وفنيي الكتائب تمكنوا من تصنيع أسلحة جديدة مثل صواريخ الأشتر، التي تطوروها فيما بعد، كما صنعوا صواريخ ذو الفقار والكرار، وهي ذات قوة أكبر في التدمير والانفجار والسرعة، والتحكم بالدفع لمسافات قريبة كانت أم بعيدة.
المؤسسات التابعة للكتائب:
في عام 2011 اسست “كتائب حزب الله” جمعية “كشافة الإمام الحسين” لتهيئة الأطفال والناشئين والشبيبة وتدريبهم؛ وزجهم في صفوف الكتائب، وابرمت الجمعية اتفاقية مع جمعية “كشافة الإمام المهدي” اللبنانية، ويفيد الاتفاق إرسال المتدربين إلى “مدينة الخميني الكشفية” في لبنان، وإلى مخيمات كشفية في إيران. وتبدي الكتائب اهتماما بالاطفال الذين تتراوح اعمارهم من 10- 15 سنة باعتبارهم القاعدة التي تغذي الكتائب بالشباب مستقبلا. ولهذا فتحت معسكرات كشافة في بغداد والبصرة والنجف، لهؤلاء الاطفال لمدة (30) يوما بغية ادخالهم بدورات ثقافية وعسكرية ودينية طائفية، تأسيا بـ”حزب الله” اللبناني بهذا الصدد.
مؤسسة النخب الأكاديمية:
تهتم بالشباب وطلاب الجامعات، وقد تأسست في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2011 وتعرف نفسها بأنها “مؤسسة تهتم بإبراز الجانب العلمي والعملي للإنسان الرسالي، ونشر ثقافة الإسلام المحمدي الأصيل من خلال البرامج المقدمة للجامعات”.
مؤسسة الزينبيات النسوية الثقافية:
هي مؤسسة نسوية إسلامية ثقافية من مؤسسات المجتمع المدني، تأسست في سبتمبر/ايلول 2012، ومن اهدافها “دعوة المجتمع إلى التمسك بالدين الإسلامي الأصيل ونشر ثقافة علوم أهل البيت (عليهم السلام)، والنهوض بواقع المرأة من جميع المستويات وتعريفها بحقوقها وواجباتها، والعمل على مساعدة الايتام من خلال دمجهم في المجتمع وتعريف النشء بتقاليد الدين الإسلامي وقيمه، والابتعاد عن التقاليد الدخيلة على المجتمع العراقي وإعادته إلى سابق عهده كمجتمع إسلامي.
مؤسسة المصباح الثقافية:
تعرف عن نفسها بانها “مؤسسة تربوية اجتماعية رسالية تعمل على إشاعة الثقافة، وتعميم المعرفة، وبث الوعي، والحفاظ على القيم ومبادئ المجتمع الأصيل”. وتدير كلا من: “مركز فكرة لرعاية الباحثين”، و”مكتبة السفينة العامة”، و”معرض الشيخ الطوسي للكتاب”، و”أكاديمية المصباح الرياضية”، و”مركز المصباح الثقافي”، و”المصباح السمعية والمرئية”.
المؤسسات الإعلامية:
تمتلك الكتائب، العديد من الأذرع الإعلامية، وتعد قناة الاتجاه الفضائية، التي تبث برامجها باللغة العربية، الواجهة الإعلامية لـ”كتائب حزب الله” وان لم يعلن عن ذلك رسميا، فضلا عن قناة الاتجاه الفضائية باللغة الإنكليزية، وللكتائب إذاعتان هما: إذاعة الاتجاه، وإذاعة الكوثر, وتصدر صحيفة المراقب العراقي.
مقرات “كتائب حزب الله”:
اصبح لهذه الميليشيا دور واسع على الساحة العراقية خاصة في محافظة بغداد، ما اوجب فتح مكاتب لها في معظم مناطق المحافظة، وبعض المحافظات الجنوبية ومحافظات الفرات الاوسط، بقصد كسب الشباب من ابناء المذهب الشيعي لتنظيماتها، من خلال تقديم المساعدات المالية لهم، والتي تقدر بمئات الملايين من الدنانير العراقية، وادامة الصلات التنظيمية معهم. وتوجد اهم مقرات الكتائب في الاماكن الاتية:
-يقع مركزها الرئيس في محافظة بغداد، في بناية نادي الصناعة الواقع في منطقة القناة القريبة من مستشفى بن القف، وتقام فيه الاستعراضات العسكرية والتجمعات الجماهيرية.
-يقع مقر الكتائب الاخر في محافظة بغداد الرصافة في منطقة البلديات مجاورا لحسينية ومؤسسة الثقلين.
-اما مقر بغداد الكرخ فيقع في منطقة ابو دشير مجاورا لحسينية ابو دشير.
-يقع مقر محافظات الفرات الاوسط في محافظة النجف، في منطقة الحي الاشتراكي مجاورا للشركة اللبنانية للمقاولات العائدة الى (محمد الكوثراني) احد قيادي “حزب الله” اللبناني، مع شقيقه (عدنان الكوثراني) الذي يقوم بإدارة اعمال هذه الشركة.
-مقر المحافظات الجنوبية، ويقع في محافظة البصرة مجاورا لمعهد الامين وسط المحافظة.
“كتائب حزب الله ” العراق.. العمليات العسكرية
اتسعت عمليات كتائب “حزب الله” تزامنًا مع نشاط تنظيم “الدولة الإسلامية”، وتميزت الكتائب بجهوزيتها العالية، وجهدها الاستخباراتي النشط. ويقول جاسم الجزائري مسؤول المكتب الاعلامي انه من خلال قراءة ما يحدث في سوريا: “تبيّن وجود إشارات لامتداد الحرب … إلى العراق، وزودنا حكومة رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، بمعلومات حول خطورة الموقف، وعدم قدرة الجيش العراقي على مجابهة هذه الجماعات”. متوقعين ما سيحدث في الموصل والأنبار؛ لهذا وجد مقاتلو الكتائب بكثافة في العديد من مناطق التماس الساخنة، مثل: آمرلي وطوزخورماتو ومناطق غرب بغداد وتلعفر وغيرها.
لقد كان دور “كتائب حزب الله” واضحا في معركة آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين، ذات الأغلبية التركمانية الشيعية، التي حاصرها تنظيم “الدولة الاسلامية” على مدى أكثر من 100 يوم، حيث نقلت طائرات الهليكوبتر التابعة للجيش العراقي، أفضل مقاتلي الكتائب للالتحاق بالمعركة، وبحسب تصريح لاحد القادة الميدانيين في الكتائب، فقد جرى تشكيل غرفة عمليات مشتركة للتنسيق بين الجيش العراقي والميليشيات الأخرى والمستشارين من فيلق القدس، وعلى مدى أيام من القتال العنيف في أغسطس/ آب 2014، قدمت الولايات المتحدة، دعما جويا للقوات المقاتلة على الارض، وهو ما يعد مثالا واضحا على التعاون بين إيران والولايات المتحدة.
يعلق ريتشارد سبنسر مراسل صحيفة “صندي تلغراف” البريطانية حول هذا التعاون بأن الولايات المتحدة وبريطانيا تجدان نفسيهما على الجانب ذاته الذي تقف عليه “كتائب حزب الله” في الحملة المشتركة ضد تنظيم “الدولة الاسلامية”. فهذا هو العالم الجديد الذي وصفه بعضهم بأنه عالم “الأصدقاء- الأعداء”، الذي نشأ من أجل مواجهة تنظيم الدولة.
واشتركت الكتائب مع ميليشيات “الحشد الشعبي” والجيش العراقي، في اقتحام مناطق جرف الصخر شمالي بابل وجنوب غربي بغداد، والتي تشكل عمقاً استراتيجياً يمتد إلى كربلاء. كما أسهم مقاتلوها في صدّ الهجوم الذي خطط له تنظيم “الدولة الاسلامية” على العاصمة بغداد بعد العاشر من يونيو/حزيران 2014، من الجهة الجنوبية والغربية منها.
وكان للكتائب أولوية ودور فاعل في معركة تكريت، ضمن ميليشيا “الحشد الشعبي” بالاشتراك مع المقاتلين المخضرمين من “الحرس الثوري الإيراني” وبأشراف قاسم سليماني، تساندهم المدفعية وقاذفات الصواريخ وطائرات الاستطلاع دون طيار.
كما استجابت “كتائب حزب الله” في عام 2012، لدعوة قاسم سليماني لإرسال مقاتلين إلى سوريا لمساعدة حكومة الأسد، واسهمت الكتائب في تشكيل لواء “أبو الفضل العباس”، الذي يضم أيضًا أعضاء سوريين ولبنانيين، ويشرف عليه سليماني و”فيلق القدس”. وفي أوائل عام 2013، شكلت الكتائب ميليشيا أخرى تسمى “كتائب سيد الشهداء”، جنبا إلى جنب مع منظمة بدر، للقتال في سوريا. وبحلول أبريل/نيسان عام 2013، أعلنت الكتائب لأول مرة عن مشاركتها في سوريا، عندما نشرت صورًا لبعض مقاتليها الذين قتلوا هناك.
وللحفاظ على هذا الجهد، بدأت كتائب حزب الله بالتجنيد في العراق، وإرسال بعض مقاتليها الجدد إلى إيران أو لبنان للتدريب. وبررت الكتائب تدخلها في سوريا بحجة أنها كانت تدافع عن ضريح السيدة زينب في ضواحي دمشق من الإسلاميين السنة والجيش السوري الحر.
وبهذه الطريقة، من الممكن أن يقال إنها كانت تؤدي واجبا دينيا، بدلًا من دعم حكومة الأسد بناءً على طلب طهران. كما أنها بذلك، سيطرت على الحي الاستراتيجي الذي يقع فيه الضريح، ومنعت المتمردين من محاصرة العاصمة السورية من خلال إبقاء طريق قوات النظام إلى مطار دمشق الدولي مفتوحا.