عمق حزب الله اللبناني، الحليف الأبرز للتيار الوطني الحر، من أزمة العماد ميشال عون رئيس التيار، بانضمام التنظيم الشيعي إلى القوى السياسية الرافضة للعصيان “المسيحي” الذي دعا إليه عون أنصاره بالنزول للشارع والاحتجاج لاسترداد ما أسماه “حقوق المسيحيين”.
وأعلن الحزب أنه لن يكون طرفاً فيما اعتبرها فوضى ستؤدي إلى مزيد من التصدعات في الصف اللبناني، حيث أعرب وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش، لرئيس الحكومة، خلال زيارة مكتبه، عن رفض حزب الله التصادم مع الحكومة وتعريض البلد إلى “هزة”، على حد قوله.
وقال النائب عن حزب الله: “ندعم الوطني الحر بشكل كامل، لكننا نتمسك بالحكومة، فهناك مشكلة وعلى القوى السياسية معالجتها بإيجابية، لأن التيار الوطني سبق وأن طرح مطلبه وسمع كلاماً إيجابياً من بعض القوى، وعلينا كقوى سياسية أن نبذل جهداً لتجنيب البلد أية مشكلة”، وفقاً للبلد.
من جهته، اتهم عضو “تكتل التغيير والإصلاح” النائب نبيل نقولا الحكومة اللبنانية بالتصرف مع التيار العوني على الطريقة الداعشية السياسية، مشيراً إلى رفضه المنطق “الإستعلائي” الهادف إلى تهجير المسيحيين بطريقة منظمة وهادئة، وقال: “نحن لن ننتظر حتى يصيبنا ما أصاب مسيحيي سوريا والعراق”.
وأضاف نقولا: “من لا يريد تفجير الأوضاع في البلد فليستمع إلى مطالبنا، معركتنا معركة وجود، ومن يضغط علينا يدفعنا للنزول للشارع، معركتنا ستستمر حتى آخر نقطة دم”، حسب العهد اللبناني.
واتهم موقع جنوبية الإخباري، العماد ميشال عون بأنه يريد تكرار انقلاب عام 1988، محذراً من أن عون يصور نفسه على أنه هو “الزعيم المسيحي” الوحيد في لبنان الذي يدافع عن حقوق المسيحيين ويخاف على مصير أو مركز المسيحيين برئاسة الجمهورية، مؤكداً أن حجة عون ما هي إلا دلالة على الكذب والنفاق والمراوغة السياسية اعتاد عليها الجنرال.
ولفت الموقع إلى أن سياسة عون تلك يتبعها ويفبركها على الشعب اللبناني بشكل عام، وعلى المسيحيين بشكل خاص، وتحديداً على الرعاع الغوغائيين من مناصريه، ليس من أجل حقوق المسيحيين أو مصالحهم كما يدعي، ولكن طمعاً بكرسي رئاسة الجمهورية.
وسلطت صحافة لبنان، الأربعاء، الضوء على الجهود الحثيثة التي يبذلها رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام من أجل نزع فتيل الأزمة التي افتعلها عون، مؤكدة أن سلام أجرى اتصالات موسعة مع مختلف الأطر والأحزاب من أجل ضمان استمرارية الحكومة وعدم تعطيل البلاد، ناقلة عن رئيس الحكومة قوله: “إن توقيف عجلة سير الحكومة هو انتحار”.
وأشارت تقارير إعلامية أيضاً إلى أن أتباع ومناصري العماد عون لا يعلمون حتى اللحظة طبيعة التحرك المطلوب منهم ولا كيفية الاعتراض الشعبي الذي سيقومون به، لافتة إلى أن التيار يترك الاحتجاج وأحداثه لتكون رهينة جلسة الحكومة وما ستسفر عنه، الخميس، ليتحدد بعدها كل شيء، مع عدم نفيها أن تتطور الاحتجاجات لأعمال عنف وقطع للطرق وغيرها.