بعد رسالته للرئيس السيسي بالعفو عن قادة الاخوان المحكوم عليهم بالاعدام الصادق المهدي رئيس وزراء السودان السابق ورئيس حزب الامة في حوار لبوابة العرب اليوم

 
–        رسالتي للرئيس السيسي جات من منطلق حرصي علي مصلحة مصر نظرا للروابط الوثيقة بين مصر والسودان واتوقع ان تاخذ القيادة المصرية وقتها حتي تقرر موقفها من تلك المبادرة
–        لا استبعد قيام النظام السوداني باقامة معسكرات لتدريب الاخوان نظرا لطبيعة النظام السوداني الاخوانية
–        هناك علاقات وثيقة بين النظام السوداني والايراني والنظام السوداني يقوم بنقل الاسلحة الايرانية الي مناطق وفصائل مختلفة
*******
في تطور لافت للنظر دخل الصادق المهدي رئيس وزراء السودان السابق علي خط الوساطة بين النظام المصري وجماعة الاخوان المسلمين حيث بعث برسالة الي الرئيس السيسي عرض فيها العفو عن قيادات الاخوان المحكوم عليها بالاعدام مقابل اعلان الاخوان عن توبتهم عن اعمال العنف التي قاموا بها وعن ابعاد تلك المبادرة واخر التطورات علي الساحة السياسية في السودان كان لبوابة العرب اليوم  معه هذا الحوار .
–        نود ان نعرف لماذا ارسلت مبادرة للرئيس السيسي تطالبة فيها بالعفو عن قيادات الاخوان المحكوم عليها بالاعدام ؟ ولما هذا التوقيت بالذات ؟
في البداية احب ان اؤكد ان الرسالة التي بعثت بها للرئيس السيسي وطالبته خلالها بالعفو عن قيادات الاخوان المحكوم عليها بالاعدام لا تعني التدخل في الشان المصري لان ما يهم مصر يهم السودان والعكس صحيح نظرا للروابط الامنية والاجتماعية والفكرية التي تربط بين البلدين وقد جسدت هذا في الحكومة التي تراستها اثناء تواجدي بالسلطة حيث عملت حكومتي علي تجسيد التقارب بين التيارات والقوي الفكرية والسياسية والاسلامية بما يحقق المرونة دون حدوث اسقطاب حاد ومن هذا المنطلق نصحنا الرئيس السابق محمد مرسي بالتراجع عن الاعلان الدستوري الذي اصدره في نوفمبر 2012 ولكنه رفض فحدثت ثورة 30 يونيو الشعبية والتي اندلعت للتخلص من الاستبداد ورغم نهاية حكم الاخوان في مصر الا ان الاخوان لا يتواجدو فقط في مصر بل تنبع من خلال دول عربية اخري ويمكن لتلك الحركات مجتمعة ان تشن عمليات ارهابية تشعل المنطقة كلها ويمكن ان تتحول لدولة كربلاء ومن منطل حرصي علي استقرار مصر والمنطقة بعثت برسالة الي الرئيس السيسي لاستخدام سلطاته الدستورية لاصدار  عفو عن قيادات الاخوان المحكوم عليها بالاعدام رغم احترامي لاحكام القضاء المصري حتي نجنب مصر والمنطقة هذا السيناريو .
–        وهل تتوقعون ان تستجيب القيادة المصرية لهذا الطلب ؟
اتوقع ان تاخذ القيادة المصرية وقتا حتي تقرر موقفها من تلك المبادرة وتقرر ما يناسبها في ظل الانقسام الموجود بين راي يطالب باغلاق باب المصالحة والبعض الاخر يري عكس ذلك .
–        وما صحة الانباء التي ترددت عن رفض السلطات المصرية طلبا تقدمت به لزيارة خيرت الشاطر لمطالبته بوقف عمليات العنف في مصر مقابل مصالحة بين الحكومة والاخوان ؟
هذا ليس صحيح والصحيح انني التقيت فقط مع اخوان الاردن ولم التقي باي من قيادات الاخوان في مصر .
–        وهل توسطك لدي الرئيس مرسي عندما كان رئيسا عام 2012 لالغاء الاعلان الدستوري وتوسطك حاليا في ملف الاخوان يعني انك علي صلة وثيقة بقيادات الاخوان ؟ 
في البداية احب ان اؤكد انني ملتزم اسلاميا ورغم ذلك فاني اري ان الصيغة الاخوانية مليئة بالاخطاء حيث ادت التجربة الاخوانية بالسودان الي جعل السودان دولة متاخرة كما ان الاعلان الدستوري والسيطرة علي القضاء في عهد مرسي افقدت الاخوان مصداقيتهم واكتشف المصريون ان الجماعة هي التي توجه رئيسهم الا ان ما يشغلني هو ازالة الاستقطاب داخل الجسم الاخواني والعلمانيين للحفاظ علي الوحدة الوطنية ولا يمكن ان يتحقق هذا الا اذا انخرطت مكونات الدولة .
–        وهل تتوقعون ان تسهم الضغوط الاقليمية والدولية علي كل من السلطة والجماعة في اجراء مصالحة بين الطرفين ؟
حتما فالواقع السياسي الان به حركة قوية جدا للتخلص من النظام السوري ليحل محلة حكم اخواني وكذلك في اليمن وليبيا فالاوضاع الحالية تتطلب حلولا توفيقية تقوم خلالها كل الاطراف بمراجعة مواقفها فلا سبيل الان لحل احادي يلغي الطرف الاخر كما ان الحل العسكري يزيد من الاستقطابات الحادة والتدخلات الاجنبية في المنطقة .
–        ترددت انباء عن وجود  معسكرات  لتدريب جماعة الاخوان داخل السودان فضلا عن قيام النظام السوداني بدعم ميليشيات اسلامية بالسلاح فما مدي صحه ذلك ؟
لا استبعد ذلك الا انني لا املك معلومات مؤكدة في هذا الموضوع .
–        وهل تتوقع ان يقوم النظام السوداني بفك ارتباطة بالاخوان اذا راي ان مصالحة تتطلب ذلك ؟
لا اعتقد ان يتخلي النظام السوداني عن الاخوان لانه ذو مرجعية اخوانية ومتحالف معهم لكن يمكن ان يكون النظام له مواقف سياسية مختلفة .
–        كيف تري اختيار البشير لابنك عبد الرحمن كمساعد له ؟  وهل هي محاولة من جانبه لاستقطابك وشق صف المعارضة السودانية ؟
اعتقد ان ذلك نوعا من المناورة للاستفادة من اسم ابني والبشير يعلم بانني لم اتاثر بهذا الاختيار وسنظل في صفوف المعارضة اما قبول ابني لهذا الاختيار فكان من منطلق وطني حيث كان يعتقد انه من خلال عمله مع البشير يستطيع اقناعة بتلبية متطلبات الشعب السوداني .
–        وما هي رؤيتك لنتائج الانتخابات السودانية والتي نصبت البشير رئيس لفترة اخري ومدي تاثير ذلك علي الاوضاع في السودان ؟
هذه انتخابات عبثية لانها لم يتوافر فيها الحرية الكافية وانعدمت فيها المنافسة الا انها اعطت فرصة لعزل النظام .
–        وما مغذي توقيف الرئيس البشير في جنوب افريقيا وسماح حكومة جنوب افريقيا له بمغادرة البلاد ؟ وهل هذا القرار محاولة من الغرب للضغط علي النظام السوداني لتقديم مزيد من التنازلات ؟
اود ان اشير الي ان استدعاء الرئيس البشير من قبل المحكمة الجنائية لا يزا ل قائما ولن يقف الا اذا تمت تلبية هذا الطلب وعند زيارة البشير لجنوب افريقيا كان من الواجب القبض علية لتنفيذ حكم المحكمة الا ان حكومة جنوب افريقيا كانت قد وعد البشير بعد تنفيذ الحكم عند زيارته لها وهي بالتالي خالفت حكم المحكمة واعتقد ان دول الغرب ليس لها علاقة بهذا الشان لان حكم المحكمة الجنائية الدولية جاء بعد التحقيق في الجرائم التي ارتكبها النظام السوداني داخل السودان .
–        وما هي حقيقة العلاقة بين النظام السوداني وايران ؟
هناك علاقات وثيقة بين النظام السوداني والايراني والحكومة السودانية تساعد ايران في توصيل الاسلحة الايرانية الي مناطق وفصائل مختلفة كما ان ايران تسهم في التصنيع الحربي السوداني وهناك تعاون امني كبير بين اجهزة الامن السودانية والايرانية حيث تقوم ايران بتدريب الاجهزة الامنية السودانية علي قمع المعارضين ورغم ذلك فان النظام السوداني ليس شيعيا ولكن ايران تتعامل مع انظمة غير شيعية في دول عدة لتحقيق مصالح مشتركة .
–        وهل تري ان هناك صفقة بين النظام السوداني واثيوبيا لدعم موقف اثيوبيا في مفاوضات سد النهضة ؟
لا اعتقد ان هناك صفقة بين البلدين لكن تحقيق اتفاق حول سد النهضة يحقق مصالح مشتركة لكل من مصر والسودان واثيوبيا لان سد النهضة يحقق عدة منافع منها ان قيامه بحجز المياة يعد مصلحة لان نسبة التبخر بتلك المنطقة اقل منها في أي منطقة تقع في الشمال كما ان فيضان النيل الازرق يندفع بشدة خلال الاشهر الثلاث الاولي وبناء السد يحمي السودان من الاثار الضارة للفيضان بينما استطاعت مصر حماية نفسها من خلال بناء السد العالي فضلا عن ذلك فان السد سوف يقوم بتوليد الكهرباء بتكلفة اقل يمكن ان تستفيد منها مصر والسودان اما الضرر الوحيد الذي يمكن ان يسببة السد اذا تم ملئة بسرعة لان ذلك سوف يؤثر علي وصول المياة لمصر والسودان ولذلك يجب ان تكون تلك النقطة عنصرا اساسيا في الاتفاق بعدم استخدام السد لغرض سياسي .
–        في النهاية ما هي توقعاتكم لسيناريو الاحداث في السودان خلال الفترة القادمة ؟ وهل تتوقعون نجاح المعارضة السودانية في اسقاط نظام البشير ؟ وهل تري ان اللجؤ لمجلس الامن هو الخطوة التي ستغير المسار السياسي في السودان ؟
اتوقع حدوث انتفاضة شعبية لاسقاط النظام السوداني والقبض علي الرئيس البشير واري ان اخطاء النظام تغذي هذا الاحتمال او تكرار ما حدث في جنوب افريقيا بالقطع فان لدينا مصلحة في تسوية عبر مجلس الامن لازالة الدين عن البلاد من خلال اعفاء السودان من ديونة التي تبلغ 48 مليار دولار واذا حدث ذلك فان هذا القرار يمكن ان يخلق لنا صفقة يتم فيها تجميد محاكمة البشير واعفاء الدين السوداني ورفع العقوبات الاقتصادية عن السودان قد اقترحت علي مجلس الامن والسلم الافريقي ان يرفع توصية لمجلس الامن الدولي بذلك لتجنيب السودان قيام حرب اهلية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *