مسلمون بالآلاف في ولايات أميركية، ينشطون في العشر الأواخر من رمضان بشكل خاص، للانتهاء من حملة جمع تبرعات بدأوها في أوله، مساهمة منهم بترميم أو إعادة بناء 6 كنائس تابعة للسود، قلة منها تضررت بكوارث طبيعية، ومعظمها أتت عليه في 3 أسابيع مضت نيران متعمدة أو هجوم عنصري، كالذي لحق في 17 يونيو الماضي بكنيسة “عمائيل الأفريقية الأسقفية الميثودية” في مدينة “تشارلستون” بجنوب ولاية كارولينا، فخرّب داخلها رصاص أطلقه شاب، وبه قتل 9 من السود قبل أن يعتقلوه.
حملة LaunchGood اشتهرت بين الأميركيين وأصبحت في الأيام الأخيرة حديث وسائلهم الإعلامية التي طالعت “العربية.نت” في بعضها عن تفاصيلها، وبدأتها شابة مسلمة اسمها فاطمة أمة الله نايت، وهي طالبة عمرها 23 سنة وتدرس علم اللاهوت في إحدى الجامعات بجنوب كارولينا، ووجدت في بدء شهر الصيام مناسبة لتقنع عددا من أصدقائها بالحملة التي هدفت إلى جمع 10 آلاف دولار فقط، وعندما حصلوا عليها في 12 ساعة، جعلوا الهدف 50 ألفا، وصلت حتى اليوم الخميس إلى 30 ألف دولار فقط.
وكان يونيو، منذ منتصفه بشكل خاص، شهد كوارث طبيعية وهجومات متعمدة استهدفت كنائس، جميعها للسود، منها واحدة اسمها “جبل صهيون” الأسقفية الأفريقية، بمدينة “غريليفيل” في كارولاينا، وأتت عليها نار، لم تبق منها سوى حجارة متفحمة، أعادت ذاكرة البعض الى حريق كبير اشتعل في الكنيسة نفسها قبل 20 سنة، وأضرمه عنصريون من منظمة Klan Klux Ku العرقية المتطرفة ضد السود. أما الأخير، فسببه عواصف رعد قصفت الكنيسة في أول يوليو الجاري بأربع صواعق نارية من الأخطر.
قبلها بأيام، أتى حريق على “كنيسة غلوفر غروف” في المدينة نفسها، ولم يتوصل التحقيق الى سببه بعد، إضافة الى حريقين آخرين، شبا بكنيستين في مدينة “تشارلوت” الواقعة شمال كارولاينا، وأثبت التحقيق بأنهما كانا متعمدين، فيما اشتعلت النيران بكنيسة في مدينة “ماكون” بولاية جورجيا، والتحقيق جار بشأنها لمعرفة سببها، مع ميل أولي مستند الى قرائن بأنها كانت عمدا أيضا. كذلك أتى حريق على كنيسة خامسة في مدينة “تالاهاسي” بولاية فلوريدا، وتأكدوا بأن أسبابه طبيعية، من الصواعق وما شابه.
ومن الناشطات في حملة جمع التبرعات هي الفلسطينية ليندا صرصور، الناشطة الموصوفة بأكثر من نشط ليفي عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، بوعده الذي قطعه للجالية العربية والمسلمة، وأصدر بموجبه مرسوما في مارس الماضي، أضاف فيه عيدي الفطر والأضحى إلى الأعياد الرسمية التي تعطل المدارس فيها، ومنها الميلاد ورأس السنة الميلادية للمسيحيين ويوم الغفران ورأس السنة العبرية لليهود.
الحملة لا تهدف لمد العون المالي فقط للعاملين على ترميم وإعادة بناء الكنائس التي استهدفتها الهجمات، بل أيضا لإيضاح المهم، وهو أن المسلمين يتقبلون الآخر ومسالمين، ويبنون ولا يهدمون ولا يرهبون، بل يساهمون بترميم وإعادة بناء ما يدمره الأميركي نفسه، على حد ما يمكن استنتاجه من التغطية الإعلامية الأميركية للحملة حتى الآن.