تلقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالاً هاتفياً من الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد السعودي، في مباحثات تأتي بعد تقارير عن توتر بين البلدين الحليفين.
الخبر الرسمي الذي بثته وكالة الأنباء السعودية، وغاب عن وكالة الأنباء الأردنية بترا، جاء فيه أنه جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ومستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية.
وكانت تقارير إعلامية قد تحدثت عن توتر في العلاقات بين البلدين، بعدما ما أبلغت السعودية الأردن ومصر عن تراجعها عن المشاركة في قمة إسلامية تجمع قادة جميع الدول العربية والإسلامية، كانت اتفقت مع عمّان والقاهرة على عقدها في مشيخة الأزهر، بهدف مواجهة التطرف والإرهاب بحسب التقارير التي لم توضح أسباب تراجع الرياض المزعوم.
هذه التقارير تحدثت أيضا عن إحجام السعودية عن تقديم دعم لخزينة الأردن، منوهة بدعم الرياض لمصر بمليارات الدولارات، فيما كانت الحكومة السعودية تطلب من نظيرتها الأردنية تقديم وصولات مدققة من مكاتب محاسبية عالمية لتقديم دفعة مالية قيمتها 250 مليون دولار بحسب ما ذكرت التقارير.
سياسيا، ظهر الموقف الأردني بمظهر التابع للموقف السعودي خاصة في ملف الازمة اليمنية، أما في الأزمة السورية فإن السعودية تحاول الضغط على عمان لفتح ثغرة في الجهة الشمالية مع الحدود السورية بمنطقة مدينة درعا، وهو ما يرفضه الأردن، في ظل تعادل ميزان القوى على الأرض في سوريا خاصة في الجهة الجنوبية (درعا ).
المكالمة الهاتفية بين الملك والأمير محمد جاءت عقب زيارة قام بها مستشار الملك الأردني العسكري مشعل الزبن إلى مكة المكرمة قبل العيد بيومين، التقى خلالها في قصر الصفا بمكة المكرمة بالأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.
ولم تشأ مصادر سياسية في الأردن التحدث عن موضوع التوتر المزعوم، لكنها أشارت إلى رسائل الرياض الإيجابية لعمّان بخصوص ترتيبات الدعم الإقتصادي، وإمكانية توفير سيوله نقدية كدعم لميزانية وخزينة الدولة الأردنية في ظل الأزمة التي يعاني منها الاقتصاد.
وتوقعت المصادر السياسية أن يعلن عن الدعم السعودي المالي لخزينة الدولة خلال زيارة مرتقبة يجري الإعداد لها لولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف إلى عمان خلال فترة وجيزة.
وكانت المباحثات التي جرت بين الامير محمد بن سلمان ومستشار ملك الأردن قبل أيام، ركزت على أوجه التعاون والتنسيق بين الجانبين الشقيقين في عدد من القضايا والأمور ذات الإهتمام المشترك خاصة المتعلقة في المجال العسكري الاستراتيجي وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة في البلدين الشقيقين، وبحث ما تواجهه المنطقة من تحديات ومواجهة العصابات الإرهابية والجهود الدولية المبذولة لمكافحتها.