الولايات المتحدة وروسيا غير جادتان فى حل الازمة السورية وهناك حرب بالوكالة على الارض السورية
-مصر يمكنها ان تلعب دورا فعالا فى ايجاد حل سياسي للازمة ولا صحة اطلاقا لوجود خلافات مصرية سعودية فى الملف السوري
-تركيا اكثر الدول استفادة من الازمة سياسيا واقتصاديا
شهدت الايام الماضية تصاعدا خطيرا على الساحة السورية بعد قيام الطائرات الروسية المدعومة بقوات النظام السوري بهجوم واسع النطاق على حلب وهو الهجوم الذي اسفر عن مئات القتلي والجرحي من المدنيين ومع استمرار الخلافات بين الوقتين العظمتين وجمود النشاط السياسي ادلي قاسم الخطيب عضو لجنة مؤتمر القاهرة وعضو الامانة العامة لتيار الغد السوري المعارض بحوار خاص تناول فية وجهة نظرة ازاء التطورات الراهنة
-قابلتم مؤخرا بالمشاركة مع وفد من تيار الغد وزير الخارجية المصري سامح شكري حيث طلبتم من قيام مصر بدورها لاحياء المسار السياسي فما هو الدور الذي يمكن ان تقوم بة مصر فى ظل عدم وجود قوات لها على الارض فى سوريا ؟
فى سبتمبر عام 2015 عقدت المعارضة السورية مؤتمرا بالقاهرة بمشاركة 170 شخص من المعارضة السورية الديمقراطية يمثلون ما بين 50% الى 60% من المعارضة السورية الموجودة بالداخل بالاضافة الى عدد من افراد المعارضة السورية بالخارج وانبعثت عن هذا المؤتمر لجنة متابعة مؤلفة من 13 شخص وتمخض هذا المؤتمر عن وثائق اعلنا فيها ايماننا بالحل السلمي ونبذ الحرب لانة لم يعد لدينا خلال تجربة السنوات الخمس الماضية اى خيار اخر فهناك حرب فرضت على الشعب السوري هذا الحرب لن تفضي الى انتقال السلطة ولن يخرج منها غالب او مغلوب بعد عجز السلطة والمعارضة عن حسم الصراع عسكريا ومن هنا كان دورنا العمل من خلال الحل السياسي للازمة وفى هذا الاطار نحن نقول على دور مصر كثيرا لانها لم تتلوث بدماء الشعب السوري او بالمال السياسي للمعارضة كما انها لم تدعم النظام مطلقا وهى دائما تؤكد وقوفها بجانب خيارات الشعب السوري وهى تستطيع ان تلعب دور كبير بحكم ثقلها العربي والاقليمي فمصر لها علاقات جيدة مع الروس وكذلك علاقات مع الولايات المتحدة وتحالف استراتيجي مع كل من السعودية والامارات والاردن كما انها منفتحة على ايران ومن هذا المنطلق فنحن نعول على دورها كثيرا لانهاء معاناة السوريين
-وما هي رؤيتك لتأثير الخلافات الامريكية الروسية على الساحة السورية ؟
امريكا وروسيا غير جادتان فى حل الازمة السورية فسوريا اصبحت ساحة صراع للقوي الدولية والاقليمية والتى دفع ثمنها الشعب السوري فالبنية التحتية انهارت وهناك ملايين القتلي والجرحي والمهجرين كما يوجد ايضا مشروع ايراني فارسي بالمنطقة تحاول ان تنفذة من خلال حزب الله المتواجد على الاراضي اللبنانية وهو المشروع الذي يمتد الى الخليج ولعل ما يجري فى اليمن خير شاهد على ذلك ةبالتالي فانة من يحارب للدفاع عن الامة العربية هو الشعبين اليمني والسوري وبالاضافة الى المشروع الايراني هناك ايضا مشروع روسيا فروسيا بعد ان فقدت نفوذها فى ليبيا بعد سقوط القذافي لم يبقي لها فى المنطقة سوي سوريا ولذلك فهي تقاتل عوضا عن النظام السوري
-وهل تري ان هناك تفاهمات ايرانية روسية على الارض السورية ؟
بالطبع فالذي يقاتل الان فى سوريا ميليشات ايرانية وميليشيات ابو الفضل العباس ومليشيات لبنانية ومليشيات افغانية شيعيا بمساعدة سلاح دفاع الجو الروسي
-وكيف تفسر قيام الولايات المتحدة واسرائيل بضرب وحدات من الجيش السوري مؤخرا ؟
اسرائيل بعد حرب اكتوبر بدأت تعمل مع الادارة الامريكية على اضعاف الجيوش العربية فى المنطقة وفى اطار هذا المخطط قامت الولايات المتحدة بتدمير الجيش العراقي والذي كان يعد اقوي جيوش المنطقة كما جردت الجيش السوري من السلاح الكيماوي بعد ان اقدم النظام السوري على تسليم هذا السلاح خلال 24 ساعة وهو السلاح الذي دفع ثمنة الشعب الشعب السوري وليس نظام بشار الاسد واتمنى ان لا يغيب عن ذهن احد انة منذ حرب اكتوبر لم تحدث معركة بين الجيش السوري واسرائيل بل كان هناك تنسيق بين الجانبين فلم تستطيع المقاومة الفلسطينية ان تتسلل عبر الحدود السورية الى داخل اسرائيل لتنفيذ عملياتها ضد اسرائيل اى ان الجيش السوري اصبح مخصصا لحماية النظام وحدود اسرائيل فى ان واحد
-ما هي حقيقة الانباء عن وجود خلافات مصرية سعودية حول الملف السوري وتأثير هذا الخلاف على الازمة ؟
هذا الكلام غير صحيح فهناك تحالف استراتيجي بين مصر والسعودية فمصر تعتمد على المال السعودي فى حماية الامن القومي العربي وفى نفس الوقت تدرك السعودية ان الجيش المصري جيش عربي يساهم فى حماية الامن القومي العربي وفيما يخص المسالة السورية فلقد استضافت السعودية مؤتمر للمعارضة السورية حضرة 120 معارض سوري كنت واحد منهم وتشكلت عن هذا المؤتمر الهيئة العليا للمفاوضات وبالتالي فان السعودية تتوافق مع المجتمع الدولي فى ايجاد حل سياسي للازمة وحل تفاوضي من خلال مؤتمر جنيف واحد والذي اكد عدم وجود مستقبل لنظام بشار فى مستقبل النظام السياسي السوري ونحن ايضا كمعارضة وقعنا وثائق تؤكد نفس هذه الاهداف وبالتالي فهناك تكامل بين البلدين فى ايجاد حل سياسي للازمة فمؤتمر الرياض اخذ كثيرا من وثائق القاهرة وجزء كبير ممن حضر مؤتمر القاهرة حضر ايضا مؤتمر الرياض
-وكيف تري تأثير معارك حلب على الوضع السياسي ؟
قلت فيما سبق ان المجتمع الدولي غير جاد فى حل الازمة السورية فمن يدعم النظام او المعارضة لن يستطيعوا حسم الازمة عسكريا وهم يريدون فقط استمرار النزيف السوري فعندما قام طيران التحالف بضرب مطار دير الزور كان موجود فية جنود روس وايرانيين ومن النظام وكانت ردة فعل الروس على هذا الهجوم قيام سلاح الجو الروسي بضرب قافلة المساعدات الانسانية المتجهة الى حلب ودمر 18 شاحنة من 35 شاحنة كانت متجهة الى المدينة ةقتل اكثر من 20 شخص وضرب مستودعات المواد الغذائية التى كان الصليب الاحمر يريد توصيلها الى المحاصرين فهناك حرب بالوكالة يدفع ثمنها الشعب السوري
-وهل تتوقع قيام تركيا بأقامة حزام دائم داخل سوريا لمنع اقامة كيان كردي على حدودها ؟
فيما يخص تركيا فى احد يستطيع ان ينكر انها قدمت كثير من المساعدات للشعب السوري سواء مواد اغاثية او استضافة اللاجئين او علاج الجرحي ولكنها فى نفس الوقت ساعدت القوي الظلامية على التسلل الى سوريا على اساس مصالحها وليس الملف السوري على اسا مصالحها وليس مصالح الشعب السوري وهى اكثر الدول التى استفادت سياسيا واقتصاديا من الازمة فحلب دكت وذهبت الى تركيا والقوي العاملة السورية تعمل فى تركيا بأرخص الاثمان والنفط الذي استولي علية داعش يباع الى تجار اتراك ونحن نرفض وجود اية قوات اجنبية على الاراضي السورية سواء تركية او ايرانية او سورية او غيرها
-وهل تري ان استيلاء قوات اجنبية ومليشيات على اراضي سورية سوف يؤدي الى تقسيم سوريا ؟
مشروع التقسيم بعيد رغم وجود شواهد على حدوثة ولكن الواقع شئ اخر فما يوجد حاليا حواجز تحول دون التنقل بين منطقة واخري واذا كان البعض يري ان هناك امكانية لاقامة دولة علوية على الساحل السوري فان ذلك غير صحيح فنسبة السنة فى الساحل اكبر من نسبة العلويين كما ان معارك حلب اجبرت السنة على الذهاب الى مناطق امنة على الساحل فضلا عن ذلك فان النظام السوري زج بالاف المعارضين العلويين فى سجون النظام اما بالنسبة لموضوع الكونفدرالية التى اعلن الاكراد عن اقامتها ولقد اصدرت قوي المعارضة السورية بيانات اعلنت رفضها اقامة تلك الكونفدرالية وان تحديد مصير سوريا بعد انتهاء الازمة
-ما تعليقك على تصريحات وليد المعلم وزير الخارجية السوري عن استعداد النظام لاجراء انتخابات لتحديد مستقبل سوريا ؟
الانتخابات لا يمكن ان تكون نزيهة فى ظل سيطرة النظام على الارض والسفارات فى الخارج وحتى تكون تلك الانتخابات نزيهة لابد من مشاركة كافة السوريين فى الداخل والخارج فى تلك الانتخابات فى ظل وجود ضمانات دولية تكفل ادلاء المواطنين بأصواتهم فى حرية وفى النهاية فان الشعب السوري لن يقبل بوجود نظام قتل وهجر ملايين السوريين واصبح الذي يحمية فقط المليشيات الشيعية القادمة من الخارج
-وهل تري ان هناك فرص لاستئناف المفاوضات مرة اخري ؟
استئناف المفاوضات ليس عملية مستحيلة ونحن نطالب المجتمع الدولي بالعمل على اطلاق العملية السياسية دون شروط مسبقة ولكن لاسف فان المبعوث الدولي دي ميستورا يضع العربة قبل الحصان فهو يشترط وقف القتال وانهاء الحصار قبل استئناف المفاوضات وهذا صعب تحقيقة
-وكيف تري تأثير الانتخابات الامريكية على الدور الامريكي فى سوريا ؟
العالم كلة يترقب تلك الانتخابات ونحن ننتظر تغيير فى السياسة الامريكية تجاة سوريا فى ظل الادارة الجديدة لان الادارة الحالية لم تقدم للشعب السوري او الثورة السورية الا القليل