-تصريحات ترامب تجاه دول المنطقه متناقضه ولا يمكن ان تتضح الا بعد مرور 6 اشهر او سنه على تولية الحكم
-اتوقع تعاونا امريكيا روسيا فى سوريا فيما يتعلق بمحاربة الجماعات الارهابيه او الحل السياسى
-العلاقات بين مصر وتركيا لن تتحسن فى عهد اوردغان وعلاقات مصر بايران مرتبطه بتغيير ايران لسياستها العدوانيه فى المنطقه
اثارت تصريحات الرئيس الامريكى ترامب اثناء حملته الانتخابيه تجاه المنطقه العربيه ردود فعل متباينه فبينما رحبت مصر بتوجهات الاداره الامريكيه الجديده خاصة فيما يتعلق بمكافحة الارهاب ابدت دول الخليخ تحفظا على تلك التصريحات خاصة المتعلقه بسوريا ووسط ردود الافعال المتباينه ادلى د / حسن ابو طالب الخبير السياسى ورئيس تقرير الاهرام الاستراتيجى بحوار خاص لبوابة العرب اليوم تناول فيه وجهة نظره اذاء تلك التطورات
-فى ضوء التصريحات الايجابيه للرئيس الامريكى ترامب تجاه مصر خلال حملته الانتخابيه هل تتوقع تحسن تلك العلاقات دعوتها الى سابق عهدها ؟
من الصعب التنبؤ بمسار العلاقات المصريه الامريكيه فى الوقت الحاضر فهناك عدد كبير من الملفات سواء السياسيه او الاقتصاديه او الاستراتيجيه وهذه الملفات يوجد توافق بين الجانبين فى بعضها خاصة فيما يتعلق بمحاربة الجماعات الارهابيه وايضا فيما يتعلق بالتسويه السياسيه فى سوريا ايضا هناك توافق فيما يتعلق بتوجهات الاداره الامريكيه الجديده فى دعم مصر اقتصاديا وعسكرياوعدم وضع شروط على تلك المعونه والتى كانت تستخدم من قبل الادارات السابقه للضغط على الحكومه المصريه خاصة فيما يتعلق بتغيير النظام او ملفات حقوق الانسان لان الاداره الجديده ترى انه لاجدوى من ممارسة ضغوط لتغيير نظم او مجتمعات لها ظروف خاصه فيما يتعلق بالتحول الديمقراطى هذه الملفات يقصد بها تفاهم وقد تتطور بشكل ايجابى بين الطرفين فى المقابل بل هناك قضايا اخرى غير واضحة او تتوصى منها مصر ضيفة وعلى سبيل المثال القضية الفلسطينية والتى لا يوجد اى اهتمام امريكى بها واستمرار الثبات على المواقف الامريكية القديمة فى الدعم اللا محدود لاسرائيل وتجاهل الملفات الاساسية فى المفاوضات وحل الدولتين وهذا لا شك يزعج مصر لا نها ترى ان جزء من التطرف بالمنطقة متعلق بعدم ايجاد تسوية للقضية الفلسطينية الامر الثانى متعلق بامن الخليج حيث عبر ترامب عن استيائه من السعودية ونظامها واعتبرها من الداعمين للارهاب وهناك قانون جاستا والذى تم اقراره فى عهد اوباما لمعاقبة السعودية والضغط عليها للحصول منها على تعويضات لضحايا 11 سبتمبر وهو يمثل امر مقلق لمصر ايضا هناك ضبابية تجاه المواقف الايرانية وسياستها العدوانية فى المنطقة فضلا عن تجاهل الوضع فى ليبيا رغم انها جزء من الامن القومى المصرى ولا شك ان تلك الملفات سوف تكون محل نقاش بين المسئولين المصريين والامريكيين خلال المرحلة المقبلة لتطوير الجوانب الايجابية اما الجوانب السلبية فسوف تخضع لنقاشات فى محاولة لاقناع الادارة الامريكية بوجهة نظر تجاهها ولا شك ان جولة وزير الخارجية المصرى فى الولايات المتحدة واجتماعه بعدد من المسئولين الامريكيين فى الادارة الامريكية الجديدة يعد شيئا ايجابية واعتقد ان هذة الامور سوف تأخذ بعض الوقت حتى تستقر الامور وربما يستغرق هذا ما بين ستة اشهر وعام وهل يعنى ذلك ان مصر ستكون بالنسبة للادارة الامريكية الجديدة يعد شيئا ايجابيا واعتقد ان هذة الامور سوف تاخذ بعض الوقت حتى تستقر الامور وربما يستغرق هذا ما بين ستة اشهر وعام
وهل يعنى ذلك ان مصر ستكون بالنسبة للادارة الامريكية الجديدة اهم من السعودية ؟
الامر يتوقف على مدى تاثير كل طرف على الطرف الاخر واذا كانت هناك ضغوط امريكية على السعودية فلن يكون بالمعنى السياسى ولكن بالمعنى القانونى فحسب المعلومات المعلنه فهناك بعض المحامين تقدمو بقضايا ضد المملكة السعودية استنادا الى قانون جاستا والذى كان الرئيس اوباما معارضا له الا انه اصبح سارى المفعول واعتقد ان الادارة الامريكية الجديدة سوف تجعل تلك الامور تاخذ مجراها وهو ما سوف يشكل ضغط سياسى ومعنوى على السعودية وسوف يؤثر على صورتها على انها دولة تمول الجماعات الارهابية المتطرفه فى سوريا ولا شك ان هذا سوف يوقع ترامب فى تناقض اذا حاول الضغط على النظام السعودى لانه صرح انه ليس مع تغيير الانظمة ولكن مع الاستقرار وهذا معناه انه لابد من الدخول فى حوار مع هذه البلدان كى تتعامل معه فضلا على ان مسالة ايران تتطلب التعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج خاصة ان هناك دراسة للمرشح لمنصب مستشار الامن القومى الامريكى حول كيفية خلق الولايات المتحدة منظمة اقليمية خليجية تضم دول الخليج وكل من مصر والاردن تلعب فيها الولايات المتحدة دورا كبيرا فى مواجهة ايران من خلال بيع صفقات اسلحة كبيرة لتلك الدول واعتقد ان حسم هذا التناقض سوف يستغرق بعض الوقت
وهل تعتقد ان التواجد العسكرى الامريكى سوف يعود مجددا للمنطقة تحت دعوى مكافحة الارهاب
التواجد العسكرى الامريكى موجود فى بعض مناطق الشرق الاوسط فهناك قواعد ثابته فى البحرين وقطر وقواعد متحركة لخدمة الاسطول الامريكى فى الكويت فضلا عن قواعدها فى البحر المتوسط والاحمر والقرن الافريقى واعتقد ان الولايات المتحده لا تسعى الى اقامة قواعد ثابتة كما كان الوضع فى الاربعينات والخمسينات ولكنها تريد علاقة تفاعلية وعلى سبيل المثال اعرب عدد من العسكريين الامريكيين عن قلقهم من تطور التعاون العسكرى بين مصر وروسيا واكدو ان البديل هو تفعيل التعاون العسكرى الذى كان سائدا بين مصر والولايات المتحدة منذ 30 عاما من خلال صفقات السلاح والتدريبات المشتركة والذى توقفت منذ عام 2010 وهم يعيدون طرح هذة الافكار ويرون ان هذا امر هام للاستراتيجية الامريكية ولا يقبلون اطلاقا ان تخرج مصر من دائرة التعاون مع الولايات المتحده خاصة ان الجيش المصرى جيش قوى يمكن استخدامه فى المعارك المشتركة كما حدث بالفعل فى معركة تحرير الكويت
وهل سيؤثر ذلك على التعاون العسكرى بين مصر وروسيا
مصر لديها مبدا وهو تنويع الانظمة التسليحية حتى لا تكون تحت مظلة مصدر وحيد للسلاح ونحن نحصل على اسلحة من عدد كبير من الدول سواء من الولايات المتحدة او روسيا او الصين بالاضافة الى تجميع بعض القطع العسكرية وتصنيع البعض الاخر وهذا يخدم المصالح المصرية العليا ويعطينا حرية الحركة
بعد تصريحات ترامب حول دعم النظام السورى فى مواجهة الجماعات الارهابية هل تتوقعون تعاونا امريكيا سوريا فى هذا المجال ؟
ترامب يرى انه لا فرق بين المعارضه السورية المعتدلة وغير المعتدلة وان هذا التقسيم لا معنى له خاصة ان مايسمى بالمعارضة السورية المعتدلة لا قيمة عسكرية لها فى مواجهة قدرة الجيش السورى خاصة بعد التدخل العسكرى الروسى وغير التوازن على الارض ومن هذا المنطلق فسوف تتعاون الولايات المتحدة مع روسيافى محاربة الجماعات الارهابية لان ذلك يخدم مصالح الطرفين ويمكن تفعيل هذا التعاون ليشمل المجال السياسى من خلال تفعيل بيان جنيف وجنيف 2 فى ادارة حوار سياسى بين النظام السورى والمعارضة السياسية البسيطة من اجل اقامة نظام جديد تكون فيه المعارضة جزء من نظام جديد مع عدم التخلص من نظام الاسد كما ترغب بعض الدول
بعد اعلان ترامب عن تغيير موقفه من الصين الموحده ما هى توقعاتك للموقف العربى فى حالة حدوث صراع بين الدولتين؟
الصين بلد كبير ولديه اوراق قادرة على اقناع ترامب بالتخلص من هذة السياسة وقد اعجبت برد فعل الصين عندما قالت ان المكالمة بين ترامب ورئيس تيوان تعكس النظرة الطفولية والمعلومات الطفولية لهذا الرئيس بالنسبة للمجال السياسى العالمىواعتقد ان تصريحات ترامب وع من المساومه للحصول على مكاسب فى المجال التجارى بين الدولتين او فى المجال التجارى العالمى وارى انه عندما يكون ترامب سيكون له موقف اخر خاصة ان وزير خارجية اكسين موبيل وهو صاحب شركة عملاقة فى مجال النفط له خبرة فى التعامل مع الرؤساء والقيادات العليا فى اكثر من دولة
وهل ستكون العلاقات الامريكية الصينية فى مجال تنافس او صراع ؟
اعتقد ان الامور بين الولايات المتحدة والصين لن تصل الى مرحلة الصراع ولكن سيكون هناك تنافس وهو سنة الحياة فى العلاقات الدولية وعلى سبيل المثال سوف تحاول الولايات المتحدة الضغط على الصين لتغيير موقف كوريا الشمالية وجعلة اكثر اعتدالا
اذا انتقلنا الى التوتر الحالى بين مصر والسعودية هل تتوقعون ان تتم تسوية هذة الخلافات قريبا ؟
الخلافات المصرية السعودية اصبحت معروفة ومن الشئ الطبيعى ان لا تتطابق مواقف الدول فى كل الملفات مهما كانت علاقاتها واذا كنا نرفض التدخل فى شئون الدول الاخرى فاننا نرفض ان يتدخل احد فى شئوننا لان لكل بلد مصالحه ورؤيته فعلى المثال فانه على رغم خلافاتنا مع تركيا فاننا لم نوجه اللوم للسعودية لاقامة علاقات معها ولكن الشئ المستغرب ان تستخدم السعودية علاقاتها الاقتصادية مع مصر لمعاقباتها على عدم الانصياع لمواقفها من خلال خلال وقف امدادات البترول او وقف بعض الاتفاقات الاقتصادية وهذا لم يحدث فى تاريخ السعودية حتى عندما قطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عقب اتفاقية كامب ديفيد فان العلاقات الاقتصادية استمرت بل ان الملك فهد زاد من معوناته الاقتصادية لمصر فى تلك الفترة كما فعل الملك عبد الله نفس الموقف بعد ثورة 30 يونيو ودعم النظام المصرى فى مواجهة الاخوان للادراكة لخطورة الاخوان ولاشك ان موقف القيادة الجديدة فى السعودية موقف مندفع يضر بمصالح الشعبين
وكيف ترى مستقبل العلاقات مع كل من تركيا وايران ؟
العلاقات مع تركيا لا يمكن ان تتحسن فى ظل وجود اردوغان اما بالنسبة لايران فنحن لدينا سياسة عملية فنحن ننسق معها فى المنظمات الدولية اذا توافقت مصالحنا كما حدث فى مؤتمر بكين للسكان حيث نسقت مصر مع ايران للتصدى ن المؤتمر والتى تبيح العلاقات المحرمة الا اننا فى نفس الوقت لا نتفق مع سياسة ايران العدوانية تجاه بعض دول المنطقة كالبحرين واليمن وسوريا والتى تحاول تغيير تركيبتها الديموجرافية
وما هى امكانية استجابة مصر والسعودية لدعوة ايران لاقامة حلف لمكافحة الارهاب ؟
اعتقد ان هذة دعوة غير جاده من جانب ايران ولكنها تحمل نوع من المداعبة السياسية لانه لا يمكن اقامة هذا الحلف الا اذا حدث تغيير فى سياسة ايران العدوانية تجاه دول المنطقة
فى النهاية هل ترى ان العلاقات مع روسيا والصيد سوف تتاثر بعد استخدام الدولتان حق الفيتو ضد مشروع القرار المصرى الفرنسى لعقد هدنة فى حلب لاخراج المدنيين ؟
لا اعتقد ذلك فالعلاقات الدولية تسمح بوجود خلافات فى بعض الملفات بين الدول الصديقة ومصر لا يمكن ان تضحى بمصالحها المشتركة مع روسيا او الصين والتى لديها استثمارات واسعة فى مصر سواء فى العاصمة الاقتصادية او قناة السويس او التبادل التجارى من اجل خلاف على موقف من المواقف