اختلف الرواة على مكان ولادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – فمنهم من قال بجوف مكة بالشعب ومنهم من قال بالدار التي عند جبل الصفا، وكان مولده في عام الفيل ، الذي حاول فيه جيش أبرهة الحبشي هدم الكعبة، فأرسل الله عليهم طيرًا أبابيل.
وشهد يوم ميلاد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – الكثير من المعجزات ، ليس في مكة وحسب ولكن في بلاد المشرق والمغرب فجاء ميلاد النبي إيذانًا بميلاد الإيمان في قلوب البشر.
فقد رأت السيدة آمنة حين حملت بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – أنه خرج منها نور أضاء لها قصور بصري من أرض الشام ، وقالت والله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء.
وجاءتها آلام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب ، وخيل لها أن “مريم ابنة عمران”، “وآسية امرأة فرعون”، و”هاجر أم إسماعيل” كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها ، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر.
وعندما ولدت السيدة آمنة رأت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قلن: “رأينا نورًا حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب ، وذكرت “فاطمة بنت عبد الله” أنها شهدت ولادة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وقالت: “فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ”.
ولما كان الليلة التي ولد فيها النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ، ارتج إيوان كسرى بفارس ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة ، وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا.
وتهاوت الاصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وانكبت على وجوهها ، وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها ، وخمدت نار فارس ، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة.
ومن الآيات التي ظهرت لمولده – صلى الله عليه وآله وسلم – أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء ، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.