من المعروف أن صلاة الوتر تكون ما بين صلاة العشاء وطلوع الفجر ، وتختم بها صلاة الليل ، وسميت بذلك لأنها تصلى وترًا ، أى ركعة واحدة ، أو ثلاثًا، أو أكثر ، ولا يجوز جعلها شفعًا ، والوتر سنة مؤكدة ، وليس واجبًا على الصحيح.
وأما عن كيفية صلاة الوتر فذلك حسب عدد ركعاته، فالمصلي إما أن يوتر بركعة، أو بثلاث، أو بأكثر: فإن أوتر المصلي بركعة ركع وسجد وتشهد فيها وسلم، وإن أوتر بثلاث يجوز له أن يصلي الثلاث ركعات متصلات بتشهد واحد، ويجوز أن يصليها بتشهد بعد الثانية من غير تسليم، وتشهد بعد الثالثة، وذلك كالمغرب، ويجوز له الفصل بينها فيصلي ركعتين، ثم يسلم ويصلي ركعة، وكل هذه الصور صحيحة.
إذا صلى المسلم الوتر، ثم أراد أن يصلي بعد ذلك فله عند الفقهاء طريقتان:-
الطريقة الأولى: أن يصلي شفعًا ما شاء ، ثم لا يوتر بعد ذلك، وعليها جمهور العلماء.
والطريقة الثانية ، وعليها القول الآخر عند الشافعية ، أن يبدأ نفله بركعة يشفع بها وتره، ثم يصلي شفعًا ما شاء ثم يوتر، وذلك جمعًا بين الحديث الذي ينهى عن وترين في ليلة، والحديث الذي يأمر أن تكون آخر الصلاة من الليل وترًا ، قال النووي في “المجموع شرح المهذب”: [إذا أوتر قبل أن ينام ثم قام وتهجد لم ينقض الوتر على الصحيح المشهور، وبه قطع الجمهور، بل يتهجد بما تيسر له شفعًا، وفيه وجه حكاه إمام الحرمين وغيره من الخراسانيين ، أنه يصلي من أول قيامه ركعة يشفعه، ثم يتهجد ما شاء، ثم يوتر ثانيًا، ويسمى هذا نقض الوتر.