أ/ عيسى محسن مدرس اللغة السواحيلية بجامعة القاهرة فى حواره لبوابة العرب اليوم وحدة العلاقات المصرية الأفريقية تشكل حائط منيع للتصدى للنزاعات الدولية
— مصر والسودان وأثيوبيا هم رأس الرمح للقضية الأفريقية
— الإعلام أهمل التعريف بأهمية اللغات الأفريقية
أكد أ/ عيسى محمد محسن مدرس اللغة السواحيلية فى معهد الدراسات واللغات الأفريقية بجامعة القاهرة ومدرس اللغة السواحيلية عين شمس خلال حواره لبوابة العرب اليوم : أن مشكلة معظم الدول العربية والأفريقية هى عدم الأهتمام بالهوية الشخصية التى استمسكت بها منذ قديم الأذل فنلاحظ مثلا أن الاهتمام الحالى ينساق وراء تشكيل الدبلوماسيات العربية الأوربية رغم أن تبنى على مصالح شخصية دون النظر إلى عواقب تلك المشاركات الوهمية التى نرى أن أحد سلبياتها ضياع قيمة الحرية الشخصية فى اتخاذ القرارات سؤاء كانت بالمجال الأقتصادى ، الإجتماعى ، السياسى وظهرت فى الأونة الأخيرة نوع جديد من الأحتلال الغير مباشر وهو سيطرة تامة على تراثية اللغات واللهجات الأقليمية وخاصة أن من أهم مميزات اللهجات الأقليمية هى تشكيل خاصية الثقافات المختلفة والأراء المختلفة التى تعمل على تنوع الأداء لدى المواطنين وتنوع الأتجاهات .
فالواقع العربي الأفريقي يجب أن يؤسس على طبيعة التوحد فى التعاملات الدبلوماسية فنحن نعتبر أن تطور العلاقات المصرية الأفريقية يمكن أن يشكل قوة عظمى وخاصة فى ظلال النزاعات الدولية التى تحاول الهيمنة على القرارات المصيرية .
وعن الحديث حول تشعب اللهجات واللغات الأفريقية يؤكد أن :
أن الكثير من تلك اللغات ،ينحصر في نطاق التعبير عن احوال الحياة اليومية، ولا يتوفر لها في معظم الاحوال تنظيم كتابي ولا أطار كافي لتقعيد الاسس التي يقوم عليها التعبير بها، ومع ذلك فان حركة الفكر والثقافة بافريقيا الحديثة، تسير خطوات متقدمة، ويسجل الإنتاج الثقافي الأفريقي ارقاما لا باس بها بسبب ما يصدر للمؤلفين الزنوج من قصص دواوين وابحاث مختلفة، وبعض هذا الانتاج ينصب على القضايا الافريقية بالذات، ويتجاوب مع الافكار والحقائق الجديدة في القارة.
تنمية اللغات الأفريقية يقول فيها أن :
ضرورة تطوير الوضع اللغوي بالقارة، ليسير في الاتجاه الحتمي، القاضي باعادة بناء الشخصية الثقافية الافريقية، واذا قلنا عن اللغات الصغيرة المتشعبة، انه من المحكوم عليها ان تبقى ادوات للتخاطب على نطاق جد محدود، فذلك انه رذلا يبدو ان هناك في القارة اتجاها حقيقيا الى تطوير هذا الخضم الهائل من اللغات، واعداده. هكذا التعبير عن الحضارة الافريقية والوحدة الثقافية الافريقية في نفس الوقت.
فهناك العديد من الوسائل التى بدورها تلعب فى رسم خيوط التواصل الحقيقي من خلال التعريف بأهمية القارة الأفريقية كقارة أم تضم العديد من الدول التى من شأنها أن تتعرف جيدًا عن ماهية حضارات الدول الأخرى فمثلا يجب أن يتعرف العرب على الأفارقة بأعتبارنا جميعا عرب وأفارقة من فصيل واحد ونسيج واحد .
يأتى ذلك من خلال الإعلام السليم الغير مبنى على أظهار السلبيات فقط فى أفريقيا فالوسائل الإعلامية لها دور كبير فى نشر مفهوم اللغات الأفريقية ونستطيع أن نستلهم منها أفكارًا جديدًا من الممكن أن تطور الشئون الثقافية وخاصة فى عملية كتابة القصص والروايات فلماذا أذن لم يتم التدرج فى الاندماج الفنى بشكل مباشر مع السينما الأفريقية التى تعمل بدورها على تنامى الحضارات والتعرف عليها بشكل أسرع وتخصيص قنوات بإنتاج مصرى أفريقي لعرض تلك الأفلام تعمل على إثارة الجمال والروعة بالقيمة الأفريقية .
وعن أهمية اللغة السواحيلية كلغة أفريقية من الدرجة الأولى يحلل بأن :
السواحيلية هى التى تنطق بها معظم دول شرق أفريقيا وسابع لغة بالأمم المتحدة ومعترف بها لعبت دورا قويا مع العقيدة الإسلامية فى توجيه وتسهيل وتوسيع حركة التجارة فى مجتمعات شرق أفريقيا، ولاحقا اعتمد عليها المستعمر الإنجليزى والبرتغالى والفرنسى عليها لفهم الأمور بشرق أفريقيا،
فكانت النتيجة مزيدا من الانفتاح اللغوى ومرونة التداخل بين كل هذه العناصر المتصارعة، ثم أصبحت السواحيلية تكتب وتقرأ بحروف لاتينية عند الأوروبيين، وبحروف عربية لدى العرب حتى منتصف القرن 19، وإلى الآن تشكل اللغة العربية حوالى 25 % من مفرداتها، وطريقة كتابتها، وتكتب نصوص «القرآن الكريم» فيها بالحروف العربي
ولعبت السواحيلية دورا وسيطا بين الأفارقة والمستعمرين، انعكس ذلك فى تكوين الثقافة السواحيلية، التى هى مزيج من معتقدات وعادات وتقاليد ولهجات وأزياء ومعمار وآداب وفنون وأمثال وطعام وطقوس ومعاملات يومية بلا إقصاء.
ختامًا : من الطبيعى أن نختلف فى الأراء والتوجهات والأهداف والديانات والجنسيات ولكننا يجب أن نترفع لتلك المتغيرات لنصعد مع شعار #كلنا_عرب_أفريقون نسيج واحد وعرق واحد وأصالة واحدة