تغوص فى أعماق التاريخ
لقد حكم العالم قديما أربعة ملوك
منهم أثنان من المسلمين هما سيدنا سليمان عليه السلام..و”ذو القرنين”..
وأثنان كافران هما ..”بوخت نصر” و”النمروز”الذى كان أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام ..وأختلفت أراء كثير من المحدثين وكتبة التاريخ حول كنية الإسكندر الأكبر وهل هو “ذو القرنين “الذى ورد ذكره فى القرأن الكريم..أم هو الإسكندر الأكبرالمقدونى الذى بنى مدينة الأسكندرية.
= وقد قال الله تعالى”ويسئولنك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكرى.إنا مكنا له فى الأرض وأتيناه من كل شيئ سببا”صدق الله العظيم..
و”ذو القرنين” هذا المذكوربالقرأن قد فتح الممالك وحكم بين الناس بالعدل وكان مسلما مؤمنا وكان وزيره الخضر عليه السلام وكان نبيا…
ولقد قال : “أسحق بن بشر عن سعيد بن بشيرعن قتاده”… أن الإسكندر الأكبرهو “ذو القرنين”أبوه أول القياصره وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام … أما “ذو القرنين الثانى” فهو إسكندر بن فليبس بن مصرين بن هارمس بن ميطون بن رومى بن لنطى بن يونان بن يافس وينتمى نسبه إلى اسحق بن سيدنا إبراهيم الخليل.. وقد ذكر”الحافظ بن عساكر”…فى تاريخه إن الإسكندر الأكبرالمقدونى هو بانى الأسكندريه ويختلف عن
“ذو القرنين” الذى ورد ذكره فى القرأن الكريم ..فالأول كان قبل المسيح بحوالى 300سنه وكان أرسطو الفليسوف وزيره الذى كان تلميذ أفلاطون وأفلاطون تلميذ سقراط وهو الذى قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس ووطئ أرضهم..
هل هو من الملائكه؟ حكى عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.أنه سمع رجلا يقول لأخر يا ” ذا القرنين” “صة”ما كفاكم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسميتم بأسماء الملائكه..ذكره السهيلى
وهل كان نبيا؟…عن أبى هريره رضى الله عنه …قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا أدرى…أتبع كان لعينا أم لا؟ ولا أدرى الحدود كفارات لأهلها أم لا؟ ولا أدرى ذو القرنين كان نبيا أم لا…
وقال أبن عباس كان ذو القرنين ملكا صالحا رضى الله عنه وأثنى عليه فى كتابه وكان منصورا وكان الخضر وزيره..وقد ذكر أن” ذو القرنين” أسلم على يد إبراهيم الخليل وطاف معه بالكعبة المكرمه هو وأسماعيل عليه السلام وأن ذا القرنين حج ماشيا وأن إبراهيم لما سمع بقدومه تلقاه ودعا له…
السبب فى تسميته بذا القرنين..قيل لأنه كان فى رأسه شبه القرنين..وقال “وهب بن منبه ” كان له قرنان من النحاس فى رأسه…وذكر أخرون لأنه كان ملك فارس والروم ..وقيل لأنه ملك مابين قرنى الشمس غربا وشرقا…كما قيل لأنه أحاط بعلم الظاهر والباطن…وقيل أنه دخل الظلمه والنور والله أعلم..
حروب الإسكندر..صار الإسكندر بعد أن ملك بلاد فارس وأحتوى ملوكها وتزوج أبنة ملكهم “دارا” بعد أن قتله ثم سار إلى أرض السند والهند ووطئ ملوكها..وحاربه ملكها “فور” وكان أعظم ملوك الهند وقتله الإسكندر مبارزة..ثم تحرك لبلاد الصين والتبت فدانت له الملوك وحملت إليه الهدايا والضرائب ورتب الرجال والقوات فيما أفتتح من ممالك..وبنى مدنا فى سائر أسفاره
ولقد قال العلماء بأخبار القدماء عنه..لما أستحكم ملكه وأجتمع أمره..أوحى الله تعالى إليه…يا ذا القرنين أنى قد بعثتك للخلائق ما بين الخافقين وجعلتك حجتى عليهم..وأنى باعثك إلى أمم الأرض كلهم وهم سبع أمم مختلفه ألسنتهم وصفاتهم…أمتان يقال لهما”هاويل” وهى فى فطر الأرض الأيمن.و “فاويل” وهى فى فطر الأرض الأيسر…وأمتان بينهما طول الأرض ..أمه عند مغرب الشمس يقال لها” ناسك”والأخرى عند مشرق الشمس يقال لها “منسك”..وثلاث أمم فى وسط الأرض وهم “الأنس…والجن…ويأجوج ومأجوج”
قال ذى القرنين يارب وهل أقدر على محاربة هذه الأمم العظيمه …فأوحى الله إليه أنى ألبسك الهيبه وأسخر لك النور والظلمه حتى أجعلها لك جندا…وقال ..”الحسن البصرى” كان ذى القرنين إذا ركب يكون فى خدمته من الجيوش ألف ألف وأربعمائة ألف أنسان وكان الخضر وزيره ومدبر ملكه..فسار ذى القرنين بهذه الجيوش العظيمه “حتى بلغ مغرب الشمس” الأيه فى قول الله تعالى…وقال السهيلى الذين “ناسك ” وكانوا من نسل قوم ثمود…فلما نزل عليهم وحاط بهم من كل جانب بمن معه من الجيوش وأستدعاهم إليه وأوقفهم بين يديه ودعاهم إلى توحيد الله فمنهم من أمن ومنهم من بقى على كفره فسلط الله على الذين داموا على كفرهم ظلمه شديده بغبار عاصف ودخلت تلك الظلمه والغبار أفواههم وأذانهم فأيقنوا بالهلاك وإستجابوا لتوحيد الله…فتركهم ..ومضى إلى أهل “هاويل” ففعل بهم مثل مافعل بالأولى ..فأمنوا ثم سار حتى أتى أهل “منسك”وهم عند مشرق الشمس وفعل بهم ماسبق فعله..ثم تركهم ومضى إلى قطر الأرض الأيسر فدخل على “فاويل” فاعلا نفس الشيئ والدعوه للتوحيد….وقد قال الله تعالى” حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم تجعل لهم من دونها سترا”هم أهل “منسك” الذين هم عند مطلع الشمس..
وقيل عن دخول ذى القرنين الظلمات لطلب عين الحياة
قال الثعلبى..أنه روى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه أنه قال “كان ذو القرنين قد ملك مابين المشرق والمغرب وكان له خليل من الملائكه أسمه ” رافائيل” وذات يوم وهم يتحدثون سأله قائلا ..يا”رافائيل” حدثنى عن عبادتكم فى السماء فبكى وقال له”إن فى السماء من الملائكه من هو قائم لا يجلس أبدا..ومن هو ساجد لا يرفع رأسه أبدا..ومن هو راكع لا يستوى قائما أبدا” يقولون…سبحان القدووس رب الملائكه والروح ربنا ما عبدناك حق عبادتك..فبكى “ذو القرنين” بشدة ثم قال..إنى أحب أن أعيش فأبلغ من عبادة الله ربى حق عبادته ..فقال..رافائيل..أو تحب ذلك ؟قال ..نعم …قال “رافائيل” فإن لله عينا فى الأرض تسمى “عين الحياة” هى منة من الله عز وجل ومن يشرب منها شربة لا يموت حتى يكون هو الذى يسأل ربه الموت..فقال له ذو القرنين ..وهل تعلمون أنتم موضع تلك العين؟ فقال لا ..غير إننا نتحدث فى السماء أن لله فى الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان ..قد تكون تلك العين فى تلك الظلمة
فجمع “ذو القرنين” علماء أهل الأرض وأهل دراسة الكتب ..وقال لهم ..أخبرونى هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله تعالى وما جاءكم من الأحاديث أو من.من كان قبلكم من العلماء..أن الله وضع فى الأرض عينا سماها “عين الحياة” ؟ فقال العلماء لا..ورد عالم منهم قائلا لقد قرأت وصية أدم عليه السلام..ووجدت فيها أن الله خلق فى الأرض ظلمة لم يطأها إنس ولا جان ووضع فيها “عين الخلد”وهى فى الأرض التى على قرن الشمس ..فبعث إليها ذو القرنين وحشد إليها الفقهاء والأشراف من الناس والملوك ثم سار يطلب مغرب الشمس فسار 12 سنه إلى أن بلغ طرف الظلمه فإذا هى مثل الدخان وليست كظلمة الليل..فعسكر هناك وجمع علماء عساكره وقال أنى أريد أن أسلك هذه الظلمه…فقال العلماء أيها الملك “إن من كان قبلك من الملوك والأنبياء لم يطؤوا هذه الأرض…فلا تطأها .فأنا نخاف عليك.أن ينفتح عليك أمر تكرهه.ويكون فيه فساد فى الأرض ومن عليها…فقال “ذو القرنين” لابد من أن أسلكها..فقالوا أيها الملك كف عن هذه الظلمه ولا تطلبها….وللحديث بقية إن كان فى العمر بقية …مع تحيات “عــاشــقــة تــراب الــوطـن”