صديق الغرابة
لربما كان الغيب طبيب الأنين ،
كيف نمت أعشاب الضيق في رحائب صدرك ؟؟؟
كيف نمى ناي الأنين بين أصابعك ؟؟؟
و الابتهالات في محراب الخيال
تروض الخيول و تطلقها في البراري
أجنحة و صهيلا
يرديان المستحيل ممكنا
الظلماء تصول
تجول…..
لكنها في شرك ظلامها واقعة
و عنقاء الورى حاضرة …… غائبة
لا تبحث عنها لأنها فينا
هائمة
تائهة في أهوائنا
حائمة لا ترد الماء إلا نائحة
و في حومة الموت تطل سافرة
ساخرة
تجوب غابات الأقنعة
تسقط القناع تلو القناع
فتطفو جثة الوهم على الملامح
خنجرا يذبح الهديل من الوريد إلى الوريد
تبسم في الغموض
تعبس في الوضوح
و في لحظة السطوع لا تسطع إلا منقبة
منزلها بعيد…… قريب
سيدة الأبدية …. هي
ترفل في ثوبها الأبيض في كبد الصباح
لكن لا كاهن يمسك بتلابيب ضوئها
تنثر أوضاحها فوق الدروب
للبصيرة القح و تكتب تفاصيل ضحاياها
على مرمر الخرافة
رئة تضخ الشذا في المدى
و تدس في جيب الغروب شروقا
يفتك بنواياه الآثمة
كل الأبواب إليها مفتوحة ….. مغلقة
و المفاتيح في شعاب الروح …… مبعثرة
من يلتقطها و يقود الوقت الكفيف
إلى المد البصير ؟؟؟؟؟؟؟
هناك محار اليقين ينثر لؤلؤه في الفضاء و الريح
أيادي خضراء تنتزع المدى
من الجراح و تبذرها أعشاشا للنور