العلامة الحسيني: البحرين بالأمس والکويت اليوم…متى ستتوقف خلايا التخريب القادمة من طهران!؟ التعرض لدور العبادة محرم بكل الشرائع

القى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي كلمة تناول فيها حرمة التعرض لدور العبادة عند كل الاديان .
فقال: أثار و يثير تعرض العديد من دور العبادة سواء الاسلامية أم المسيحية أم اليهودية لإعتداءات و تجاوزات الکثير من التساؤلات و الاستفسارات بشأن ذلك، ولئن أجبنا على الکثير من التساٶلات بهذا الصدد، لکننا وجدنا من المفيد أن نتصدى لهذا الموضوع في كلمتنا هذا و نسلط عليه الضوء بما يفي بالغرض المطلوب.
واضاف العلامة الحسيني:الاساس في الديانات هو حرية الاعتناق واحترام دور العبادة انطلاقا من قاعدة التسامح و عدم جواز الاعتداء عليها ولا التعرض لها بسوء و وجوب احترامها و عدم انتهاك حرمتها طالما هي مخصصة للعبادة، ومن الواضح ان ماقد جرى من اعتداءات على المساجد و المعابد اليهودية و الکنائس هو عمل مرفوض و غير جائز ولايمت لأي من الديانات السماوية الثلاثة بصلة، وتنطبق عليها مقاصد الآية الکريمة(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)، ذلك أن مرتکبي هذه الاعتداءات يعتبرون أنفسهم وبحکم تطرفهم الاعمى و بعدهم عن قيم و روح الدين السمح، انهم يحسنون صنعا وانهم يطيعون الله أکثر من وراء ذلك، في حين ان الحقيقة تتعارض مع ذلك ولاتتفق معه بالمرة.
واكد الحسيني:فيما يتعلق بالدين الاسلامي، فإن وصية الاسلام واضحة بشأن حرمة التعرض لرجال الدين المسيحيين و اليهود:( ستجدون قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فدعوهم وماحبسوا أنفسهم له) وإن العديد من النصوص الفقهية قد أکدت بأن الراهب والراهبة حران لايقتلان ولا يؤسران ويترك لهما قدر الكفاية من الوسائل المعيشية، ومن نفس المنطلق فقد حرمت الشريعة الاسلامية هدم معابد غير المسلمين في دار الإسلام فإنها إن كانت في أمصار قديمة, وان العودة الى المصادر التاريخية تٶکد بأن المسلمين حين فتحوا البلدان و علموا بها، أبقوها في حالات الحرب والسلم، وفي ذلك يقول تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا.).
التعاليم السمحة للإسلام تکفل لغير المسلمين الذين يعيشون في المجتمعات و البلدان الاسلامية حياتهم و أمنهم و استقرارهم بالاضافة الى مالهم و عرضهم وهي حماية واجبة و مستمرة، ولذلك فإنه من المهم جدا العودة الى هذه النصوص و التعاليم و المناهج السمحة و إحيائها و العمل بها لأنها تعکس الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام.
ولفت السيد الحسيني:أن المعبد اليهودي، أول مكان للعبادة وفق سياق عقيدة التوحيد و إن الکنيسة قد جاءت کامتداد له من دون الغائه او التقليل من شأنه، ولأن الذين يجتمعون في هکذا أماکن إنما يجمعهم هدف التعبد لله تعالى و دعوته و الاخلاص له، فإنه ليس من الجائز أبدا التعرض لهم بأي شکل من الاشکال، بل وان التعرض لدور العبادة هذه و المساجد أيضا، انما هو نهج و اسلوب عدواني شرير يعادي و يناقض تعاليم الديانة الاسلامية و الديانتين اليهودية و المسيحية، وبتصورنا ان احترام دور العبادة للديانات السماوية الثلاثة بالاضافة الى أنها من صميم تعاليم الاديان الثلاثة، فإنها في نفس الوقت تعکس فهما و رٶية إنسانية و حضارية تعمق و ترسخ من قيم و مفاهيم التعايش السلمي و القبول بالآخر.
إننا من موقعنا الاسلامي ندعو و بکل قوة الى سيادة قيم المحبة و الخير و السلام و التسامح بين البشر وان تتجه النوايا خالصة من أجل ترسيخ و تعميق تلك القيم و عدم السماح لقيم الشر و الظلام و رفض الآخر او إقصائه بأن تتواجد في القلوب و العقول وان على الانسان أن يعلم بأنه إذا ماجعل من عقله و روحه و نفسه مزرعة للخير و المحبة و سعى لإحتواء نظرائه في الدين او في التوحيد او حتى في الانسانية، فإنه ومن دون أدنى شك سيجزى بالخير و الثواب ذلك أن “الاعمال بالنيات و لکل أمرئ مانوى”، کماأوصانا الرسول الاکرم”ص”.
وثم تطرق العلامة الحسيني إلى ما تم كشفه بالكويت, وقال: أنه منذ تأسيس المجلس الاسلامي العربي، دأبنا على التأکيد على أن نظام ولاية الفقيه يشکل تهديداً و خطراً جدياً على الأمن القومي العربي ويسعى دوما للنيل منه و زعزعته. وضمن هذا السياق، سبق وأکدنا مراراً وتكراراً بأنّ تنظيم داعش يستقي منبعه وتوجيهاته من نظام ولاية الفقيه لأنّه يعتمد الأساليب عينها ويسلك الطرق ذاتها من أجل خلق الأسباب و العوامل التي تساهم في خلق حالة من الفوضى و الفلتان الامني في البلدان العربية وبالتحديد في بلدان الخليج العربي. 
وقد نبهنا منذ زمن إلى ظاهرة الخلايا المشبوهة النائمة في العديد من دول المنطقة، والتي زرعها الولي الفقيه هناو هناك كي تتحول الى خناجر مسمومة في خاصرة الامن القومي العربي، وتؤدي مآربه حين يحين الوقت لذلك. وخير دلالة على الخلايا السرطانية للولي الفقيه، هو ما حصل حين وفق المولى عزّ وجلّ اجهزة الأمن البحرينية بضبط محاولة تخريبية أخرى لإدخال المواد المتفجرة عبر البحر الى البحرين الآمن.
 أما اليوم، فقد جاء دور الکويت، حين أعلنت مصادر في وزارة الداخلية عن إحباط مخطط كبير كان يستهدف زعزعة أمن الكويت واستقرارها، عبر تهريب كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة من العراق الى الکويت.
وكانت المصادر عينها قد أشارت إلى أنّ قد جرى رصد المخطط المنوي تنفيذه والذي أوكل إلى عناصر محلية مرتبطة بحزب الله سبق لهم وتلقوا تدريبات طويلة وحصلوا على أسلحة وعتاد، عمدوا لتخزينها بانتظار أوامر خارجية تحدد لهم ساعة الصفر اي وقت التنفيذ. وقبيل ان تمضي هذه المجموعة للقيام بمخططها الخبيث، تحركت الأجهزة الأمنية وعملت على إحباطه بعد مراقبة وتفتيش دقيقين. وقد داهمت قوى الأمن أماكن متعددة قريبة من مكان التهريب، ومنها مزرعة في منطقة العبدلي الملاصقة للحدود العراقية ـ الكويتية، حيث تمّ ضبط كميات من المتفجرات والأسلحة والذخائر التي وصفت بالكبيرة جداً بل والضخمة. كما لفتت المصادر إلى أنّ إفشال المخطط المزمع تنفيذه قد أدّى إلى إعتقال أكثر من 18 شخصاً من المتورطين، يتبع معظمهم لحزب الله وفق ما ذُكِر في التحقيقات الأولية التي أجرتها المباحث الجنائية، والتي أحالت الملف إلى مباحث أمن الدولة لاستكماله بالتفاصيل.
يشجّب المجلس الاسلامي العربي هذا المخطط التخريبي الجديد المذكور أعلاه والذي يقف وراءه نظام ولاية الفقيه مباشرة ولكن عبر أحد أذرعه في المنطقة، ويستنكر المجلس استهداف دولة عربية أخرى هي الکويت بعد الاستهداف المتواصل لمملکة البحرين. وكذلك فإنّ المجلس يوصي اخواننا من الشيعة العرب في دول الخليج العربي ويشدد الطلب منهم أن يكونوا عناصر إيجابية في سبيل الحفاظ على الامن والاستقرار في هذه البلدان، كما عليهم الالتزام بضرورة دعم النظام العام في بلدانهم. وما ذكرناه يعتبر بمثابة واجب شرعي وحاجة وطنية على عاتقهم حملها خصوصاً لجهة تعاونهم مع أجهزة الامن الوطني وعدم السماح بالنيل من إستقرار بلدانهم.
 وأخيراً، نذكّر اخوتنا الشيعة العرب بأنّ الحقيقة التي يجب أن لا تخفى عن بالهم هي ان الذين يسيرون خلف مخططات نظام ولاية الفقيه ومن يتبعون عملاء طهران، إنما يسيرون في طريق الضلالة و يتّبعون سبل الخيانة، ولن ينالوا إلا السخط والعقاب في الدنيا و الآخرة، كما أن مشغليهم القابعين في إيران سيتخلوا عنهم عاجلاً أم آجلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *