محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية لللاسم والعضو العربي فى الكنيست الاسرائيلي يتحدث لبوابة العرب اليوم

–         وقوفنا بجانب شعبنا امر طبيعي والقيادات الفلسطينية ليسوا موظفين لدي نتنياهو
–         تصعيد الحكومة الاسرائلية لممارستها ضد الشعب الفلسطيني نابعة من مخطط لتحويل الصراع الى صراع ديني والتهرب من الاستحقاقات السياسية
–         مقاضاة مجرمي الحرب الاسرائليين والنضال الشعبي السلمي والمقاطعة الاقتصادية اكثر الامور قلقا لاسرائيل
 
شهدت الاراضي الفلسطينية خلال الايام الماضية انتفاضا عارمة من ابناء الشعب الفلسطيني طالت الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 وشهدت تلك الانتفاضة قيام الفلسطينية بطعن عدد من الاسرائليين والمستوطنيين بالسكاكين ردا على انتهاك اسرائيل للمسجد الاقصي وممارستها التعسفية فى الاراضي المحتلة ووسط تلك الاجواء المتوترة ادلي النائب محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام وعضو الكنيست السابق بجوار خاص لبوابة العرب اليوم   تناول خلالة وجهة نظرة فيما يحدث فى الاراضي المحتلة وفيما يلي نص هذا الحوار
 
1-    ماهي رؤيتك لاسباب قيام حكومة نتنياهو بتصعيد ممارستها ضد الفلسطينيين فى هذا التوقيت؟
 بأعتقادنا ان الخطاب الاسرائيلي الرسمي يحاول ان يجعل موضوع القدس ليس صراعا ضد الاحتلال بل صراعا دينيا ونحن نري ان المعركة على القدس هى معركة على السيادة وانهاء الاحتلال وليست على ترتيبات العبادة فأسرائيل تحاول ان تضع نفسها فى معسكر الضرب المتحضر فى مواجهة الاسلام المتوحش الامر الثاني ان حكومة تنتياهو تشكل ائتلاف ضيق اكثر تطرفا وهو بخطابة المتطرف يحاول ان يحافظ على حكومتة الامر الثالث انة يحاول الهروب من الاستحقاقات السياسية ليجعل من الموضوع قضية ارهاب
 
 
2- ماهي الدوافع مع التى ادت الى مشاركة عرب 48 فى الانتفاضة التى اندلعت فى اراضي الضفة الغربية ؟ وهل انتهاك الاسرائيليين للمقدسات الاسلامية هى السبب الرئيسي؟
 
نحن جزء حي وفاعل وواعي من الشعب الفلسطيني ونحن نساهم في كفاح شعبنا العادل , من اجل الحرية والاستقلال والعودة , من موقعنا ومن واقعنا  وبأدواتنا الخاصة.
 الامر الطبيعي ان نقف الى جانب شعبنا وخاصة ان ما نعانيه من اضطهاد وتمييز وعنصرية ومصادرة اراضينا هو جزء النهج الصهيوني العنصري ضد شعبنا عموما, لذلك اي انكفاء او تقاعس عن مساندة قضية شعبنا العادلة لا يدخل في باب “الواقعية” انما يدخل في باب العدمية والنذالة.
 
3-وكيف تعاملت القوات الاسرائيليين معكم؟
 
قمع مظاهراتنا واحتجاجاتنا واعتقال ابنائنا وشبابنا والتنكيل بهم  من قبل قوات “الامن” الاسرائيلي بات مشهدا مألوفا وعاديا , ونحن ننظر الى ذلك كجزء من عنصرية اسرائيل من ناحية وكجزء من حصتنا مما يطال شعبنا عموما.
لكن هذا الجانب هو ليس الجانب الوحيد الذي يمارس ضدنا, انما ايضا التحريض علينا والمقاطعة والضغط الاقتصاديين وتأليب الرعاع الصهيوني للتعرض جسديالأبناء شعبنا في المرافق العامة في اسرائيل, حتى بات الامن الشخصي في الشوارع معرضا لخطر شديد.
 
  
4-    وهل تتوقعون اجراءات اشد صرامة فى المرحلة القادمة ضد عرب 48 بعد مشاركتهم فى تلك الانتفاضة؟
 
الحقيقة اننا لم نعرف فترة خالية من العنصرية والتحريض علينا منذ نكبة شعبنا في العام 1948 عندما تحولنا الى مواطنين في اسرائيل, لكن السنوات الاخيرة تشهد تسارعا ممنهجا في منسوب العنصرية والتحريض , وهذا يظهر جليا في الممارسات اليومية وفي تشريع قوانين عنصرية خطيرة وفي اطلاق الحبل على غاربه لعصابات فاشية تعمل برعاية او بتستر من المؤسسة الحاكمة في اسرائيل.
 
5-    وكيف تعامل النواب العرب فى الكنيست الاسرائيلي مع تلك الاحداث؟
 
النواب العرب هم جزء من شعبهم ولكن بحكم كونهم في نقطة التماس المباشرة مع إسرائيل كمؤسسة تسكنها اللوثة العنصرية, فان ذلك يضعهم في دائرة التحريض الاولى ولذك يجري وضعهم في خانة المحرضين ونعتهم بالتطرف بمعنى تحميل ممثلي الضحية وزر معاناتها كما دأبت الحركة الصهيونية على ممارسة التضليل والتشويه وقلب الحقائق و حتى وصل بها الامر الى الصاق صفة الارهاب بمقاومة احتلالها وظلمها.
 
6-    وماهو تقييمكم ارد فعل الفصائل الفلسطينية وخاصة حماس وفتح من تلك الاحداث؟
 
الفصائل لا تستطيع الا ان تكون مع شعبها في حركته الجماهيرية, الحكم على الفصائل يكون من خلال برامجها ومن خلال التزامها بالوحدة الوطنية الفلسطينية ومن خلال الالتزام بالمصالح العليبا لشعبها دون تغليب ولاءات لأجندة خارجية او لمعادلات اقليمية او لتغييب الطابع الوطني الشامل لكل ابناء شعبنا الفلسطيني.
 
7-    وهل تري اقدام السلطة للجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكم مجرمي الحرب الاسرائيليين يمكن ان يكون رادعا للقادة الإسرائيليين؟
 
مقاضاة مجرمي الحرب الاسرائيليين يقضّ مضاجع المؤسسة الحاكمة في اسرائيل ويمكن القول ان النضال الشعبي الوطني السلمي والمقاطعة الاقتصادية ومحكمة الجنايات هي اكث ما يقلق ويحرج اسرائيل.
 
 
6- وما هي رؤيتكم لاتهام القيادة الاسرائيلية لابومازن بتشجيع الارهاب وطالبتة بأستنكار انتفاضة الفلسطينيين ؟
ابو مازن واعضاء الكنيست العرب هم قيادات لشعبهم وليسوا موظفين عند نتنياهو ومن الطبيعي ان تقف قيادات الشعب الفلسطيني بجانب شعبها وان لا تستنكر ردود فعلهم والاولي بالاستنكار هو صاحب الجريمة والذي يمارس الاحتلال والحصار
 
7-   وهل تري ان اعلان ابومازن وقف العمل باتفاقية اوسلو وعودة القضية الفلسطينية الى دائرة الضوء دفع اسرائيل الى تصعيد ممارستها ضد الفلسطينيين؟
 
في اطار اتفاقيات اوسلو جرى نقل مركز العمل الوطني الفلسطيني من المنفى والشتات الى داخل فلسطين, وجرى تشييد سلطة وطنية , وان كانت منقوصة ومنتهكة , الا انه تشكل نواة لمؤسسات الدولة , وجرت عملية بناء, وان كان ضعيفا, لحالة سياسية وحزبية ومؤسساتية واقتصادية تشكل ملامح لدولة في طور التّشكٌّل.
هذه امور لا يجوز الغائها ولا التنازل عنها, ويذكر ان اشد “معارضي” اوسلو – واعني حركة حماس- خاص انتخابات المجلس التشريعي وفق اوسلو وشكلوا حكومة فلسطينية  وفق الاحتكام الى اتفاقيات اوسلو.
التنسيق الامني مع اسرائيل في اوسلو كان مبرره هو توفير ارضية امن وامان للتفاوض على الحل الدائم , لكن اسرائيل تتنكر لمبادئ الشرعية الدولية فيما يتعلق بحل عادل للقضية الفلسطينية وتواصل الاستيطان والقمع وانتهاك المقدسات , الامر الذي يجعل من التنسيق الامني مصلحة اسرائيلية.
الامر في غاية التعقيد والخطورة في ظل كيان فلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي ليس فقط بمفهوم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني انما ايضا بمفهوم الاستقرار الإقليمي , لذلك على العالم ان يقرأ جيدا خطاب الرئيس ابو مازن في الامم المتحدة بان فلسطين لن تلتزم باتفاق لا تلتزم به اسرائيل.
 
 
8-    وهل تري ان انشغال العرب بمشاكلهم الداخلية سواء فى اليمن او سوريا او ليبيا ساعد اسرائيل على تصعيد ممارستها فى الاراضي المحتلة؟
 
لا شك ان اسرائيل تشعر انها تعيش اقليميا في عصرها الذهبي لان العرب مستنزفون في صراعات دموية تهدف الى تهتك الدولة العربية الوطنية وتتيح لإسرائيل فرصة ان تلعب في الساحة العربية وتمد اصابعها للعبث بالأمن القومي العربي وتصرف النظر عن القضية الاساسية في المنطقة وهي القضية الفلسطينية.
 
12- وهل تري ان التطورات الاخيرة فى مصر وانشغالها بقضاياها الداخلية قد اضعف الموقف المصري وبالتالي الموقف العربي من القضية الفلسطينية؟
 
لا شك ان مصر هي حجر الزاوية في الامن القومي العربي واذا انصرفت مصر عن الوضع الاقليمي لمداواة جراحها فان ذلك ينعكس على الوضع العربي وعلى قضيتهم الاساس : قضية فلسطين.
فلسطين اقوى بكثير مع مصر قوية ومتعافية.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *