د/ سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء فى المجلس الوطنى للمقاومة الايرانية فى حوار لبوابة العرب اليوم

         السعودية هى الهدف الاهم لنظام الملالي فى طهران ونطالب العالم العربي ان نقف فى جبهة واحدة لمواجهة الطوفان الايراني
–         تدخلات النظام الايراني فى دول المنطقة ليس لها علاقة بالدين بل هي ذات مفتري سيايس
–         هناك دلائل حول تروط النظام الايراني فى اغتيال السادات وعلى النظام والشعب المصري الحذر من الحيل الشيطانية للنظام الايراني
 
 
اثارت مطالبات النظام الايراني بتدويل الاماكن المقدسة فى مكة والمدينة بعد حادثة مني فضلا عن تدخلاتة فى دول المنطقة العديد من التساؤلات حول ابعاد المخطط الايراني خاصة بعد الاتفاق  النووي الاخير بين هذا النظام والولايات المتحدة وفى محاولة لالقاء الضوء على ابعاد هذا المخطط واهدافة كان لنا هذا الحوار مع د/ سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء فى المجلس الوطنى للمقاومة الايرانية
 
1-       ما هي ابعاد المخططات الايرانية فى السعودية خاصة اثر دعوة ايران بتدويل الاماكن المقدسة بعد حادثة مني ؟
ج. هذه الدعوات ليست جديدة. النظام الحاكم في إيران كان منذ الأعوام الأولى من سلطته ينظر إلى السعودية بأنها يجب أن تخضع لهمينة نظام ولاية الفقيه. وليس سرّاً أن خميني في أهم خطاب له في حياته، أي الخطاب الذي قبل خلاله وقف الحرب الإيرانية العراقية وصرّح بأنه يتجرّع السمّ، في هذا الخطاب بالذات قال إننا ولو عفونا عن صدام حسين ولو عفونا عن إسرائيل لكننا لن نعفو عن النجد الحجاز. كما أن قوات الحرس خلال الحرب الإيرانية العراقية عام 1982 نشرت خريطة سرية داخل  أروقة الحرس تشير إلى أن الهدف من استمرار الحرب هو التحرك من جهة باتجاه السعودية ومن جهة أخرى باتجاه فلسطين. نعم هذا النظام الذي لايستطيع من حلّ أبسط مشاكل الشعب يسمّي نفسه «ام القرى» للعالم الإسلامي. ومن هذا المنظار ينظر إلى مكة المكرمة  والمدينة المنورة بأنها مركز العالم الإسلامي الذي يجب أن تكونا تحت سلطته. ولم يخف النظام هذا المطلب في أي وقت من الأوقات سواء في عهد خميني أو في عهد خامنئي. كما أن في عام 1980 حاول بعض المنتمين لنظام الملالي السيطرة على المسجد الحرام وفي العام 1986 بعث هذا النظام بكثير من المتفجرات في موسم الحج للقيام بالقتل والإرهاب في رحاب بيت الله الحرام. وفي العام التالي أي عام 1987 قام وكلاء النظام في موسم الحج بإثارة الشغب والضوضاء في الحج بالقرب من المسجد الحرام. بعد ذلك أيضاً قاموا بتفجيرات في مكة المكرمة. خلال السنوات الأخيرة قام النظام بتحريك عملائه للتجسس والإرهاب. ولاننسى ما قام به عملاء النظام في العام 1996 وتفجير أبراج الخبر وقتل وجرح الأمريكان. ونحن قد أعلنا أنذا أن جنرالاً من الحرس كان وراء قيادة تلك العملية. وفي الوقت نفسه يقوم النظام بتحريك عملائه في البحرين من جهة وفي اليمن من جهة أخرى بهدف تطويق السعودية والمساس بأمنها. لكن عملية عاصفة  الحزم جاءت كردّ صاعق على هذه الممارسات، ونتمنى من الله أن لا يتقاعس إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي من استخدام الصرامة والحسم حيال تصرفات النظام وردّ الصاع بصاعين  لأن هذا هو الطريق الوحيد لمواجة نظام الإرهاب الحاكم في إيران باسم الدين.
 
2.    وهل تري ان قيام ايران بدعم عملائها فى العراق واليمن وسوريا يهدف الى إقامة هلال شيعي صفوي يضم كلاً من العراق وسوريا ولبنان ومناطق اخري فى الوطن العربي ؟
ج. تدخلات النظام الإيراني لاعلاقة له بالدين والمذهب. بل هي ذات مغزى سياسي بحت. صحيح أن السمة البارزة لهذا النظام هو الدجل الديني ولذلك يحاول تأجيج الحروب الطائفية بين الشيعة والسنة كما فعله في العراق وفي سوريا واليمن أيضاً. كما قام ويقوم بحملة التشييع بين المحرومين والفقراء من أهل السنة، على سبيل المثال في السودان؛ لكن يجب أن نعرف أن اول بلد شيعي في العالم هو إيران نفسها والشعب الإيراني ضد هذا النظام حتى المخّ. والشعب الإيراني حتى الآن قام بعدة انتفاضات وثورات لإسقاط نظام الملالي، آخرها كانت في العام 2009. كما أن هذا النظام قتل من المسلمين أكثر من أي نظام آخر في العصر الحديث كما أنه قتل من الشيعة أكثر من مائة وعشرين ألفاً من المعارضين السياسيين. فالقصة ليست قصة الدين والمذهب. القضية هي أن هذا النظام كان يعرف منذ البداية أنه لايستطيع أن يفرض نفسه على الشعب الإيراني المتقدم في الفكر والحضارة والتاريخ والتراث، خاصة التاريخ النضالي، فلجأ تصدير سلعته البالية التي يسمّيه «الثورة» إلى دول أخرى. والهدف من هذه الخطة هو خلق كيانات تابعة لولاية الفقيه في الدول الأخرى لتكون هذه الكيانات ضمانة لبقاء نظام ولاية الفقيه الذي يصف نفسه «أم القرى» للعالم الإسلامي. هذه هي استراتيجية الأمن الوطني لنظام الملالي. تعرفون أن استراتيجية الأمن الوطني لكل بلد تعتمد على الموارد البشرية والاقتصادية والعلاقات مع الدول و… لكن في نظام ولاية الفقيه او بالاحرى نظام الإرهاب الحاكم في باسم الدين استراتيجية الأمن الوطني تعتمد على تصدير الإرهاب والتدخل في الدول  الأخرى والهيمنة على مقدّرات الآخرين. وهذا ما عبّر عنه حسن نصرالله في حديث قديم جديد له حيث قال ما مغزاه أن لبنان  لن تكون جمهورية مستقلة لوحدها بل ستكون «إمارة» من اتحاد الجماهير الإسلامية  الكبرى التابعة لمركز الولاية  الذي هو طهران عاصمة ولاية الفقيه. و لاشك أن حزب الله يعتبر نموذجاً لما يريده نظام ولاية الفقيه خلقه في مختلف الدول العربية والإسلامية. كما فعل نفس الشئي في اليمن.
والنظام نفسه في أدبياته تحدث أحيانا عن «أم القرى» وأحياناً أخرى عن «اتحاد الجماهير الإسلامية»، وأعتقد أن هذه التعابير وافية بالمقصود.
 
3.    وهل ترى ان هناك بنوداً سرية فى الاتفاق الامريكي – الايراني يطلق يد ايران فى المنطقة ؟
ج. لا أعرف هل هناك بنوداً سرية في الاتفاق ام لا، واعتقد أن لاحاجة إلى الخوض في متاهات نظرية المؤامرة. لأن الحقيقة واضحة وماثلة أمامنا وتقول أن مجرّد جلوس مسؤولين كبار من الدول العظمى مع ممثلين لنظام الملالي يعطى نوعاً من الشرعية والقناع ليقوم هذا النظام بتصعيد ممارساته في المنطقة. لأننا عند ما نتحدث عن نظام ولاية الفقيه فقبل كل شيئ يجب أن نعرف أننا لسنا أمام نظام مثل الأنظمة التي نعرفها في العالم. هذا النظام لايمكن أن يفسّر أي مهادنة أو تراجع أو تساهل من قبل الآخرين تجاهه إلا أنها تأتي من منطق الضعف. إنهم جلسوا أمام نظام قام بارتكاب المجازر الرهيبة بحق عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين داخل إيران، نظام قام بحملة اغتيالات ضد رموز المعارضة في مختلف الدول الغربية والدول المجاورة لإيران، نظام قام باحتجاز الرهائن الغربيين في لبنان وابتزاز هذه الدول، نظام قام بتنفيذ مئات العمليات الارهابية ضد الأجانب وضد مصالح الدول الأخرى من السعودية والكويت وباكستان ولبنان ومصر والجزائر  والأرجنتين والدول الأخرى، كما حوّل ماكنة إرهابية خلال الأعوام الأخيرة إلى آلة القتل والإرهاب والتفجيرات والقصف و… التي أودى بحياة مئات الآلاف  من الأبرياء في العراق وسوريا واليمن ودول الخليج. كما اعترف كبار القادة العسكريين الأمريكيين بأنه كان وراء قتل مئات بل آلاف من الجنود الأمريكان في العراق. هذا النظام الذي كتبت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية في العام 2013 آن البحث والدراسة عن أي طلقة في الحروب في قارة أفريقيا يصل رأس خيوطها إلى طهران الملالي. هذه فقط نبضة من حصيلة عمل هذا النظام، فلما جلس وزراء خارجية ستة دول كبرى في العالم على طاولة النقاش مع هذا النظام فلايعني ذلك سوى التصديق بشكل غير مباشر لتصرفاته وممارساته. لأن من الواضح أن التصرف الصحيح كان تقديم زعماء هذا النظام أمام المحاكمة الدولية لمحاكمتهم بسبب الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها ضد أبناء الشعب الإيراني وضد الإبرياء في الدول العربية وضد الأبرياء  في مختلف دول العالم.
هذه هي سياسة الإسترضاء والمهادنة والمسايرة التي تحذّر منها المقاومة الإيرانية منذ سنوات. والنتيجة هي أن بعد هذه المفاوضات والاتفاق النووي نرى أن روحاني رئيس نظام ولاية الفقيه يقول بكل صلافة  من على مبنر الجمعية العامة للأمم المتحدة: “مثلماساعدنافيإرساءالديمقراطيةفيالعراقوأفغانستاننحنمستعدونللمساعدةفيتحقيقالديمقراطيةفيسورياوايضااليمن.” كما صرح “نحن مستعدون للمساعدة في القضاء على الإرهاب وتمهيد الطريق للديمقراطية.»!! ونسمع أن حجم المتفجرات التي أرسلها هذا النظام إلى الكويت وإلى البحرين تكفي لإمحاء مدينتي الكويت والمنامة. كما أن السفن التابعة لهذا النظام تحمل الأسلحة إلى الحوثيين في اليمن، ويضاعف من حجم تدخلاته في سوريا والعراق و…
 
4.    رغم التصريحات العدائية التى تصدر بين الحين والاخر بين قادة ايران واسرائيل الا ان البعض يري ان هناك تعاونا سريا بين الطرفين فكيف تري هذا ؟
اسمحوا لي أن أذكر لكم سابقة تاريخية في هذا المجال: معروف أن خميني أعلن في العام 1979 الجمعة الأخير من شهر رمضان المبارك «يوم القدس العالمي»، ومنذ ذلك العام يقوم النظام والتابعين له في حزب الله والعراق و… بإحياء هذه المناسبة. لكن بعد فترة بسيطة من هذا الإعلان وعند مان الحرب الإيرانية العراقية مشتلعة، وقع نظام الملالي اتفاقية سرية مع إسرائيل لشراء الإسلحة بهدف استخدامها في الحرب ضد العراق. وثائق هذه الاتفاقية موجودة وتشير إلى مدى دجل نظام الملالي واطلاقه الشعارات الزائفة لأهداف ديماغوجية بحتة. كما أن هذا الناظم لم يدّخر أي جهد في إضعاف الحركة الوطنية الفلسطينية والتآمر ضد الرئيس الراحل ياسر عرفات حيث قال أن نظام الملالي تآمر على اغتياله، وفي السنوات الأخيرة أيضاً كانت هناك أخبار مؤكدة أن هذا النظام كان بصدد اغتيال الرئيس ابومازن أيضاً. وكان نظام الملالي وراء تقسيم فلسطين، ومن خلال ذلك قدّم أفضل هدية لأعداء الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية. نعم ليست هناك أي شك أن نظام الملالي ضد السلام في المنطقة وضد تقدم السلام في فلسطين أيضاً لذا لا يأبه من استخدام كل أوراقه للحؤول دون تحقيق السلام في فلسطين.
 
5.    هناك من يري ان ايران انتجت بالفعل عدة قنابل نووية فما مدي صحة ذلك ؟ وهل حجم الاتفاق الاخير بين الولايات المتحدة وايران قدرات ايران النووية ؟
ج. كان المشروع النووي بالنسبة لنظام الملالي مشروعاً للحصول على القنبلة النووية وخامنئي ورفسنجاني في وقت كان رئيس النظام صرّحا داخل الاوساط الداخلية للنظام بأن القنبلة النووية هي الضمان الستراتيجي للنظام. وهذا معناه أنهما كانا على عقيدة أن نظامهما في طور الزوال وفي مهبّ الريح. إذن ففيما يتعلق بنظام ولاية الفقيه لايمكن أن يتخلى عن هذا المشروع. لكن نظام ولاية الفقيه المتثمل في خامنئي قد تراجع عن الخطوط الحمر التي رسمها. ولاشك أن أول الأسباب التي كانت وراء تراجع خامنئي في القضية النووية كان خوفه من المظاهرات والانتفاضة الشعبية، لأن الحالة كانت مرشحة لمثل هذه التطورات. والحراك السياسي موجود في مختلف أنحاء البلاد. هناك آلاف من الاعتصامات والاضرابات في جميع المحافظات الإيرانية، كما أن هناك نشاطات واسعة لأنصار مجاهدي خلق. كان يوم الخامس من إيلول من هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق وقد نصب أنصار الحركة لافتات تهنئة على الطرقات العامة وفي الشوارع في طهران وفي عديد من المحافظات. مع أن كل من يقوم بهذه النشاطات يعرف أنه يمكن يلقى عقاباً يصل حتى الإعدام. وهذه النشاطات واسعة وشملت حتى السجون الإيرانية، حيث قام السجناء السياسيون بإحياء ذكرى خمسينية مجاهدي خلق.
هذا الخوف لايزال قائماً وهذا ما يدفع النظام بالتمسك بالاتفاق النووي ورفع العقوبات الاقتصادية. لكن الاستراتيجية أيضاً لم تتغير. فالنظام سيبذل كل ما لديه من خدع وحيل واستخدام سياسة اللف والدوران للتحايل على المجتمع الدولي. فياترى أن النظام الإيراني بين نارين، نار غضب الشعب التي إذا تفجرت يمكن أن يؤدي إلى نهاية النظام ونار هشاشة النظام إذا كان وفياً بالاتفاق وترك المشروع النووي للسلاح.
 
6.    كيف تري الحاح الجانب الايراني على مصر لاعادة العلاقات الرسمية ؟ وهل تقف وراء تلك الدعاوي مخطط ايراني لاختراق المجتمع المصري ؟
هناك تجارب مرّة وغنية لدى المسؤولين المصريين في التعامل مع نظام الملالي وهذه التجارب دفع الشعب المصري ثمنها.  منذ أن جاء نظام الملالي إلى الحكم في طهران وضع مصر في جدول أعماله، حيث قام باغتيال الرئيس المصري الراحل انورالسادات. وهناك رسالة كتبها مهدي هاشمي الذي كان آنذاك المسؤول عن قسم «حركات التحرر» في الحرس الثوري، كتبها خطابا لآية الله منتظري. وجاء في هذه الرسالة أنه لما تلقى التقارير عن مقتل السادات أرسلها إلى خامنئي مباشرة ولا إلى خميني ومنتظري الرجل الأول والثاني في النظام. والسبب واضح أن خامنئي كان المسؤول المباشر عن العمليات الإرهابية آنذاك.
وكان نظام الملالي وراء العمليات الإرهابية في مصر في بدايات التسعينات من القرن الماضي أيضاً. كما قام النظام في فترة من الوقت بحمله تشييع بين أبناء الشعب المصري. وحاول طوال الفترة  بشرء ذمم بعض أصحاب الفكر والقلم المصريين وأعتقد أنه نجح في بعض الحالات.
لذا نرى أن هناك ضيوف مصريين لنظام الملالي في مناسبات يقيمها، على سبيل المثال، في «المجمع العالمي لآل البيت» أو «الصحوة الإسلامية» وما شابهه.
ولم يكن من الصدف أن خامنئي شخصه أقام خطبة الجمعة في طهران بعد بداية الثورة المصرية عام 2011 وخاطب الشعب المصري باللغة العربية لتكون أوقع، ومن الواضح أن الشعب المصري من خلال انتفاضيته المستمرة أثبت أنه لايريد التطرف الديني أيا كان منشأوه ناهيك عن ولاية الفقيه. لكن النظام لايدّخر أي جهد في الوصول إلى مصر ولذا أعتقد أن على حكومة وشعب مصر أن يكونا حذرين ويقظين تجاه الحيل الشيطانية التي يلجؤ إليها هذا النظام للوصول إلى والمساس بأمنه واستقراره.
 
7.    كيف تفسرون صمت المجتمع الدولي تجاه الحصار والمذابح التى ترتكب ضد سكان مخيم ليبرتي ؟ وهل تلمسون نوعا من التغيير فى سياسة رئيس الوزارء الجديد العبادي ؟
حقيقتا يجب توجيه هذا السؤال إلى المجتمع الدولي لكن في ما يتعلق بنا بصفتا المقاومة الإيرانية فإننا لا نراهن إلا على أنفسنا وعلى شعبنا. سكان أشرف الذين يقيمون في الوقت الحالي في مخيم ليبرتي هم من صفوة أبناء الشعب الإيراني الذين وقفوا في وجه طغيان الملالي خلال هذه السنوات ودفعوا ثمناً باهظاً لأجل هذا الوقوف. إنهم يمثلون قبل كل شيئ عزيمة الشعب الإيراني من أجل إسقاط نظام الملالي. لا أريد أن أدخل التفاصيل لكنهم ضيوف بلد عربي وكان من المفترض أن نر‌ى من الدول العربية موقفاً صارماً حيال المجازر التي ارتكبت بحق المجاهدين في إشرف وليبرتي وعند ذاك كان من المفترض أنيتحرك المجتمع الدولي أيضا. لا شك أننا شاهدنا خلال هذه السنوات أن الهيآت الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان كالمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية وغيرهما من هذه الهئيات أدانت عدة مرات الجرائم التي ارتكبت بحق سكّان أشرف. لكن إذا اخذنا في الاعتبار بأنهم يعتبرون المعارضين الحقيقيين لنظام الارهاب الحاكم في ايران باسم الدين والذي لم يسلم أي بلد من بلدان الشرق الاوسط من نار ارهابه وجرائمه، فإنه لايدخر أي جهد للنيل منهم وقتلهم وفرض الضغوط عليهم.
على سبيل المثال أنقل بعض القيود الجديدة في هذا المجال:
تم إعتقال مئات من العوائل داخل ايران بسبب قرابتهم العائلية مع مجاهدي خلق وتم اصدار احكام عليهم بالسجن وحتى بالإعدام أو قتلوا بطريقة الموت البطيء بسبب فرض المضايقات والتعذيب بحقهم وعدم حصولهم على الطبيب والدواء.
في يوم الاربعاء 9 إيلول منعت القوات العراقية نقل 4 مرضى مصابين بمرض في العين الذهاب إلى مستشفى ببغداد فيما كانوا قد أخذوا مواعيد للعملية الجراحية منذ فترة.
كما منعت هذه القوات يوم الخميس 10 إيلول للأسبوع الثاني على التوالي دخول قطع الغيار المشتراة بهدف استخدامها في المولدات التصليحية والمستهلكة إلى ليبرتي بينما تعتمد كافة البنية التحتية ومنظومات المخيم على الكهرباء التي تولدها هذه المولدات.
وفي اليوم نفسه منعت لجنة القمع دخول الألبسة المشتراة من قبل السكان أنفسهم وقطع الغيار الضرورية لصيانة وتصليح سيارات المخيم التي هي سيارات خدمية اطلاقا أو يتم استخدامها في نقل المرضى وتلبية حاجات السكان الماسة.
اضافة إلى ذلك إمتنعت القوات العراقية يومي 9 و10 إيلول/ سبتمبر عن تفتيش شاحنة ذات تبريد محملة بالمواد الغذائية للسكان ولم تسمح لها بالدخول إلى المخيم وبالتألي بقيت متوقفة في نقطة تفتيش مدخل المخيم.
وفي يوم 30 أيلول 2015 وفي إجراء غير قانوني وبطلب من لجنة اشرف في ليبرتي والتي يشرف عليها فالح الفياض(مستشار الامن الوطني)، منعت القوات العراقية مرة أخرى دخول مواد التصليح والصيانة للبنى التحتية والمواد التموينية والمقومات الأساسية وأعادوها من مدخل المخيم، من دون أن يشرحوا او يطرحوا الاسباب المبررة لذلك، کما قد تم منع دخول العديد من قطع غيار الأجهزة إلى المخيم منذ شهرين. اضافة إلى ذلك قد منعت لجنة القمع دخول المقاولين لتصليح أجهزة التدفئة والتبريد في المخيم منذ عامين.
ونظرا لأن هذه الإجراءات القمعية وغير الإنسانية  تعد انتهاكا للمعايير الإنسانية وحقوق الإنسان فالمقاومة الإيرانية نظرا إلى التعهدات المكررة والمكتوبة التي قطعتها الأمم المتحدة والحكومة الامريكية تجاه أمن وسلامة السكان ونظرا إلى فرض الحصار الطبي على ليبرتي يشكل انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم الموقعة بين الأمم التحدة والحكومة العراقية في 25 ديسمبر 2011 والتي كانت قد أيدتها امريكا والإتحاد الاوربي بقوة ، تطالب بالعمل العاجل من أجل مطالب محددة بشأن سكان ليبرتي:
أ -. سحب ملف ليبرتي من الأشخاص المتورطين في المجازر ضد السكان في أشرف وليبرتي. مع الأسف المشرف على هذا الملف لايزال فالح الفياض المستشار الأمني السابق لنوري المالكي ورئيس لجنة قمع أشرف. كما أن أشخاصا من أمثال صادق محمد كاظم وحيدر عذاب ماشي واحمد خضير و… هم كانوا ضمن المتورطين في مختلف المذابح بحق السكان فلايحق لهم مواصلة العمل في هذا المجال ويجب تغيير إدارة المخيم ووضعها بيد اشخاص غير تابعين لنظام الملالي.
ب. يجب إعلام المخيم مخيما للاجئين من قبل المفوضية السامية للاجئين
ج. يجب رفع الحصار الطبي من السكان
 
 
8.    هل تري ان الاحتجاجات المتصاعدة فى ايران والتى تقابلها السلطات الايرانية بالقمع يمكن ان تتطور الى انتفاضة شاملة تطيح بالنظام الايراني ؟
الحراك السياسيموجود في مختلف أنحاء البلاد. هناك آلاف من الاعتصامات والاضرابات في جميع المحافظات الإيرانية، كما أن هناك نشاطات واسعة لأنصار مجاهدي خلق في مناسبات خاصة. على سبيل المثال كان اليوم الخامس من إيلول من هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق وقد نصب أنصار الحركة لافتات تهنئة على الطرقات العامة وفي الشوارع في طهران وفي عديد من المحافظات. مع أن كل من يقوم بهذه النشاطات يعرف أنه يمكن يلقى عقاباً يصل حتى الإعدام. وهذه النشاطات واسعة وشملت حتى السجون الإيرانية، حيث قام السجناء السياسيون بإحياء ذكرى خمسينية مجاهدي خلق.
علاوة على ذلك ألا يعني وجود آلاف من المناضلين المجاهدين في أشرف واليوم في ليبرتي وتماسكهم ومثابرتهم وصمودهم أمام جميع محاولات النظام لثنيهم ولتسليمهم او قتلهم، ألا يعني ذلك أن هناك شعب حي لايريد هذا النظام بل يريد القضاء عليه. نعم هؤلاء هم المعبّرون الحقيقيون عن طموحات وتطلعات الشعب الإيراني. إنهم ليسوا وحيدين بل لهم امتداد داخل إيران وخارج ايران. في الداخل الإيراني بملايين وفي الخارج بمئات الآلاف، حيث يتوافد في شهر حزيران من كل عام أكثر من مئة ألف من أبناء الجالية الإيرانية إلى باريس للمشاركة في المهرجان السنوي العام لحركة المقاومة الإيرانية وللإعراب عن موقفهم بأنهم يريدون إسقاط نظام ولاية الفقيه في إيران واقامة نظام ديمقراطي حرّ مسالم.
لاشك أول من يعرف هذه الحقيقة هو نظام ولاية الفقيه لأنه كما أعلن مئات المرات على علم بأن من حوّل انتفاضات عام 2009 إلي تحرك هتف باسقاط النظام وباسقاط خامنئي كان الناشطون المنتمون لحركة مجاهدي خلق. هذه الحقيقة هي التي يخاف منه النظام أكثر من أي شيئ آخر، خاصة وأن الصراعات الداخلية محتدمة والشعب ومجاهدي هذا الشعب بالمرصاد والأنتخابات في الطريق وستكون هذه الانتخابات منعطف في الصراعات الداخلية في ما يتعلق بأجنحة النظام وبين الشعب والنظام في ما يتعلق بمطلب الشعب الإيراني الأول لاسقاط هذا النظام.
 
 
9-                  اخيرا ما هي مطالبكم من العالم العربي بصفة عامة ومصر بصفة خاصة ؟
المقاومة الإيرانية التي تمثّل المصالح الحقيقية للشعب الإيراني تريد أن تنهي حقبتي الشاه والملالي في العلاقات مع الجيران خاصة مع الدول العربية. لأنكم تعرفون أن نظام الشاه كان ينظر إلي الدول العربية من منظر الفوقية والشوفينية الإيرانية. كما أن نظام الملالي أيضاً ينظر من منظار النظرة الضيقة المذهبية. والمقاومة نقيض لكلا النظامين وتنفي كلتا النظرتين، وبالعكس تنظر في علاقاتها مع الإخوان العرب من منظر الأسس التي يجمعنا جميعاً. نحن أبناء دين واحد وأمة واحدة وأبناء منطقة واحدة وجيران ولنا مصالح مشتركة لأننا نعيش في مناخ اقليمي واحد ومصيرنا مربوطة بعضنا ببعض.
والأهم من كل ذلك المأساة التي ألمّت بنا من نظام متطرف توسعي إرهابي حاكم في إيران تجمعنا. صحيح نحن أبناء الشعب الإيراني أول ضحية لهذا النظام الارهابي الحاكم في بلدنا باسم الدين، حيث راح ضحية قمع هذا النظام أكثر من مائة وعشرين ألفاً من أعضاء وأنصار هذا المقاومة الذين أعدمهم نظام الملالي خلال هذه السنوات. ونحن نعيش هذه الأيام ذكرى مجزرة كبرى نفذّت بأمر مباشر من خميني في العام 1988، بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية وطالت أكثر من ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين المجاهدين المناضلين. وجميع كبار المسؤولين للنظام الحاكم متورطون في هذه المجزرة والشعب الإيراني لايمكن أن يرحم في معاقبة من أمر وشارك في هذه الجريمة الكبرى. كما أن عديداً من وجوه المقاومة والمعارضة تم اغتيالهم خارج أيران على يد هذا النظام و… نعم نحن ضحية هذا النظام. لكن اليوم أصبح الشعب العراقي والمثقفون العراقيون وأبناء الشعب السوري وأبناء الشعب اليمني والبحريني و… أيضاً ضحايا جرائم نظام الملالي. فنحن شئنا أم أبينا نقف في خندق واحد ضد عدو واحد.
من هذا المنطلق نحن ندعو جميع الإخوة العرب والمبتلين بداء التطرف والإرهاب أن نقف يداً بيد ونشكّل جبهة موحّدة لمواجهة الطوفان. وهنا بودي أن أنقل إليكم ما قالته السيدة مريم رجوي في حديث له مع قناة العربية:
«مطلبنا هو أن تتخذ هذه الدول سياسة الحزم حيال نظام الملالي، وسياسة الحزم هذه هو أن تمنع من تدخلات هذا النظام في المنطقة وكذلك أن تدافع عن مجاهدي الحرية في أشرف وليبرتي الذين هم اليوم في سجن ليبرتي، وأن تدافع عن ثورة الشعب السوري وعن ثورة الشعب العراقي وضد تدخلات الملالي في هذه البلدان، لأن جميع مصائب المنطقة نابعة من تدخلات نظام الملالي، النظام الذي يعمل من أجل التفرقة ومصدّراً للإرهاب والتطرف الديني. نحن نناشد بذلك، ونحن على ثقة أن هناك حلّ ونعرف أن في مركز هذا الحلّ هناك حركة مجاهدي خلق الإيرانية. إن الدول العربية والإسلامية وبالتعاون مع مجاهدي خلق باستطاعتها ويجب عليها إزالة نظام الملالي من المنطقة وأن تعيدوا السلام والتعايش إلى المنطقة.»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *