فوز الإصلاحيين لن يغير إرهاب ملالي إيران

استبعد مراقبون ومعارضون إيرانيون، أن يقود فوز الإصلاحيين ومن يسمون بـ «المحافظين المعتدلين» في انتخابات مجلس الشورى إلى تغيير سياسة نظام الملالي العدائية. وعزوا السبب إلى أن المرشد علي خامنئي هو من يتولى رسم هذه السياسة.
وأفاد محللون أنه حتى وإن لم يفز الإصلاحيون بأغلبية البرلمان المكون من 290 مقعدا ويهيمن عليه منذ عام 2004 المحافظون، فإنهم سيضمنون وجودا أكبر مما حققوه في الانتخابات السابقة. وأفادوا أن الإصلاحيين لا يعارضون طائفية النظام، وهذا أمر يثير الريبة، إذ أنه حتى لو وصل الإصلاحيون للحكم، سيبقى النظام يلعب على وتر الطائفية وتصدير الإرهاب في المنطقة.
واعتبرت رئيس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، أن الانتخابات لم تكن خيارا لانتخاب ممثلي الشعب، إذ أن خلفية المرشحين من الجناحين تؤكد أن هذه الانتخابات كانت منافسة بين مسؤولين حاليين وسابقين عن التعذيب والإعدام وتصدير الإرهاب. وأكدت أن هذه الحقيقة تبطل قصة الاعتدال والإصلاح في هذا النظام، لذا فإن هذه المسرحية واجهت تضجر وكراهية معظم أبناء الشعب خاصة الشباب.
وقالت رجوي إن خامنئي يريد بهذه الانتخابات أن يركز نظامه على الحرب في سورية والقمع ومقارعة النساء في إيران أكثر مما مضى. وتوقعت بداية لمرحلة غير مسبوقة من الهشاشة والضمور والاستنزاف لولاية الفقيه التي لن تنفلت سالمة من عواقبها.
واتهم عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هادي روشن روان، نظام ولاية الفقيه بإقصاء وتهميش قوى سياسية مهمة من الانتخابات على مر الدورات السابقة، ولفت إلى أن عديدا من القوى خاصة المعارضة قاطعت انتخابات الخبراء والبرلمان. وأكد أن فوز الإصلاحيين لن يغير من سياسات القمع في الداخل أو التدخل في شؤون دول المنطقة ودعم الإرهاب.
ولفت إلى أن الإصلاحيين أخفقوا منذ ظهورهم على الساحة الإيرانية في إحداث أي تغيير فيما يتعلق بسياسة المرشد حتى عندما وصلوا إلى السلطة. وأفاد روان أن حدة الصراع بين الجناحين تحول دون إمكانية الإعلان عن أرقام كبيرة مزيفة للناخبين لأن وزارة الداخلية في حكومة روحاني تمثل الجهة التنفيذة للانتخابات. واعتبر أن صناديق الاقتراع في إيران ليست أداة للتغير، بل يستخدمها النظام لإضفاء نوع من المشروعية الباطلة.
ورأى رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الدكتور سنابرق زاهدي، أنه لا معنى للانتخابات في الديكتاتورية المطلقة الحاكمة في إيران، ولفت إلى أنه في نظام ولاية الفقيه فإن الحقوق والصلاحيات والخيارات كلها بيد الولي الفقيه. وكشف أن المرشحين التابعين لجناح الولي الفقيه يعادون الحرية والديمقراطية ويؤيدون ممارسات النظام في القمع وتصدير الإرهاب والفساد والسلب والنهب.
واعتبر أن هذا ليس معناه أن في الجناح المنافس رجال شرفاء، فقائمة رفسنجاني ضمت مسؤولين عن القمع والإرهاب والبطش والمجازر أمثال مصطفي بورمحمدي، محمد ري شهري، على فلاحيان، والملا دري نجف آبادي. وتوقع زاهدي أن يخرج نظام ولاية الفقيه من مخاض هذه البوتقة المحتدمة أضعف بكثير عما كان قبلها. وأكد أن السلوك السلبي لنظام الملالي تجاه الدول العربية ودعمه للإرهاب في المنطقة والعالم لن يتغير.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *