الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس البنك الدولي يزوران مركز هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمخيم الزعتري للاجئين

(السيد بان كي مون والسيد جيم يونج جيم في زيارة لواحة المرأة والفتاة، أحدي مراكز هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمخيم الزعتري. تظهر السيدة يو سون تاييك، زوجة الأمين العام في شمال الصورة، ويظهر السيد محمد ناصري، المدير الأقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في اليمين. الصورة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة/كريستوفر هيرونج).
قام الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون، بزيارة مخيم الزعتري للاجئين مع السيد جيم يونج كيم، مدير البنك الدولي، وبصحبة وفد من مسؤولين رفيعي المستوي من الأمم المتحدة. وقد قام الوفد أولاً بزيارة إحدي المراكز النسائية الثلاثة التي تديرها هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمعروفة باسم “الواحات”، في تأكيد علي إلتزام المجتمع الدولي للإستجابة لاحتياجات النساء والفتيات في سياق العمل الإنساني. فبينما يتجهز العالم لأول قمة دولية للعمل الإنساني والمزمع عقدها في شهر مايو القادم بإسطنبول، يظهر المزيد من الإلتزام تجاه مراعاة جانب النوع الإجتماعي في تخطيط وتنفيذ التدخل الإنساني في أوقات الأزمات كما يظهر في تقرير الأمين العام من الشهر الماضي تحت عنوان: إنسانية واحدة: مسؤولية مشتركة، وكما ظهر أيضاً في النتائج المتفق عليها للجلسة الستين للجنة أوضاع المرأة والتي أنهت أعمالها الأسبوع الماضي. 
وصرح السيد بان كي مون أثناء الزيارة للمخيم: “هذا المكان يجعلني أتأثر كثيراً. فأنا أستطيع أن أري كل أوجه الحياة هنا من مدارس ومطاعم ومعارض فنية وأماكن يتلقي فيها الناس التدريب المهني، وهذه علامة علي الصمود والقدرة علي التكيف.” ثم أضاف: “ولكن يجب أن يستطيعوا العودة لبلدهم يوماً وهذا ما نعمل عليه في الأمم المتحدة وما سوف نناقشه في القمة الدولية للعمل الإنساني.”
وتستوطن 3 من أسوأ الأزمات الإنسانية التي يمر بها العالم المنطقة العربية في سوريا والعراق واليمن. كما انقضت الذكري الخامسة لبداية الأزمة السورية في الشهر الجاري- الأزمة التي حولت سوريا لأكبر مصدر للاجئين في عالمنا اليوم. وتمثل النساء غالبية النازحين السوريين في مختلف المناطق ومنها مخيم الزعتري للاجئين الذي تمثل فيه النساء والأطفال حوالي 80% من إجمالي عدد اللاجئين في المخيم.
وقال محمد ناصري، المدير الأقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في المنطقة العربية، أثناء الزيارة: “أكبر التحديات التي تواجهها النساء هنا هو العزلة التي ترتبط بعدم المساواة وتعوق قدرة النساء علي التواجد في الفضاء العام أو الحصول علي الوظائف. وتقدم المراكز التي نديرها الفرصة لكسر هذه الدائرة من العزلة مع تقديم فرصة للاجئات لكسب الرزق والإنفاق علي أسرهن.”
وقام السيد بان كي مون والسيد جيم يونج كيم بمقابلة إحدي المستفيدات من البرامج المقدمة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة من خلال مراكزها بالملجأ وهي “زاد الخير” ذات السابعة عشر عاماً من درعة بسوريا. وتحدثت زاد عن تجربتها مع الخوف الذي دفعها وجزء من أسرتها للهرب من سوريا، وعن الأمل في بناء حياة جديدة في المستقبل تحقق فيها حلمها بأن تصبح مترجمة لدي الأمم المتحدة. وجاء حديث زاد باللغة الإنجليزية وهي اللغة التي تعلمتها في مراكز هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالمخيم. 
_
(الأمين العام للأمم المتحدة يلتقي بزاد الخير، اللاجئة ذات السابعة عشر عاماً في واحة المرأة والفتاة، واحد من المراكز النسائية التي تديرها هيئة الأمم المتحدة للمرأة بمخيم الزعتري. الصورة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة/كريستوفر هيرونج)
فقد تحدثت زاد قائلةً: “كان لدي العديد من الأصدقاء وكانت حياتي مليئة بالحب والفرح، ولكن تحتم علينا أن نترك كل شئ خلفنا ونفر من سوريا بسبب الخوف. في المعسكر، عدت للمدرسة، وبدأت بناء صداقات جديدة، كما تعلمت اللغة الإنجليزية لرغبتي في أن أصبح مترجمة يوماً ما، لعلي أستطيع أن أخبر العالم عما حدث بسوريا.”
ويركز العمل الإنساني الذي تقوم به هيئة الأمم المتحدة للمرأة علي مبدأ إعادة الكرامة للاجئات من النساء من خلال توفير فرص إقتصادية لكسب الرزق كمدخل لتحقيق المساواة ومنع العنف الجنسي. ففي مخيم الزعتري، تدير هيئة الأمم المتحدة للمرأة 3 مراكز للنساء توفر من خلالهم مساحات آمنة للاجئات، كما تقدم أكبر برنامج “عمل مقابل أجر” يركز علي النساء في المخيم. وتخدم مراكز هيئة الأمم المتحدة للمرأة ما يقرب من 16 ألف من النساء والفتيات في المخيم سنوياً. وفي دراسة حديثة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة لمتابعة وتقييم عملها الإنساني بالأردن، ظهر أن العديد من المستفيدات من برامج هيئة الأمم المتحدة للمرأة يعملن مقابل المال للمرة الأولي في حياتهن مما يمكنهن من المساهمة في الإنفاق علي أسرهن حيث ينفقن ما يقرب من 70% من دخولهن علي تنويع المواد الغذائية التي تستهلكها الأسرة. 
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن الفرص الإقتصادية المقدمة للنساء تفيدهن بما هو أكثر من المال، حيث يمثل الدخل الإقتصادي لهن قدرة أكبر علي اتخاذ القرارات في أسرهن، وحماية من العنف القائم علي النوع الإجتماعي، حيث أثبتت الدراسة وجود علاقة بين مشاركة اللاجئات في البرامج الإقتصادية التي تقدمها الهيئة وبين انخفاض في معدل التعرض للعنف الأسري يبلغ 20% حيث أظهرت العديد من اللاجئات وجود علاقة بين قدرتهن علي الخروج من منزل الأسرة وبين هذا الإنخفاض. 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *