أشهر سجين بإيران: سليماني مجرم وطهران سبب حرب اليمن

 
نشرت وسائل إعلام ناطقة باللغة الفارسية مقالا سربه أشهر سجين إيراني، المهندس حشمت الله طبرزدي الأمين العام للحزب الديمقراطي الإيراني، وذلك من سجن “جوهردشت” بمدينة كرج شمالي العاصمة، حمل فيه طهران مسؤولية الحرب في اليمن، واصفا قاسم سليماني قائد فيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني، بالمجرم الذي يدرب الإرهابيين.
وجاءت رسالة طبرزدي، ردا على محاولة بعض الصحافيين الإصلاحيين في الخارج، إظهار قاسم سليماني كبطل قومي إيراني فأشار في هذا الشأن: “سمعت أن عناصر إصلاحية تعيش في الخارج وتعمل في وسيلة إعلامية بريطانية، تمتدح قاسم سليماني وتصفه بالجنرال (العارف). وبعض الصحافيين التابعين لهذا التيار يحاولون تحويله إلى بطل”.
سليماني مدرب الإرهابيين
وقال طبرزدي: “من وجهة نظري، حتى لو كان قاسم سليماني إصلاحي أو سائر على نهج الإمام الخميني، فإنه مجرم ومدرب للإرهابيين”.
وفي إشارة ضمنية للأموال التي تنفقها طهران للدفاع عن حلفائها في المنطقة أضاف: “كل دولار يصرف في المنطقة وأي عملية تنفذ وكل طلقة أو صاروخ أو قنبلة أو لغم تنقل من إيران إلى المنطقة ليقتل بها أي إنسان، كما أن أي عنصر إيراني يرسل إلى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل فيقتل أو يقتل، يعد إجراء غير شرعي يتم بمعزل عن إرادة الشعب الإيراني”.
أما بخصوص الأزمة التي يمر بها اليمن، فقد حمل طبرزدي طهران مسؤولية الحرب التي أشعلها الحوثيون في الساحة اليمنية وسائر الحروب الإقليمية الأخرى، مؤكداً أن “الحرب في اليمن وأي حرب أخرى تشهدها المنطقة، تقع مسؤوليتها على عاتق الجمهورية الإسلامية وخامنئي شخصيا والحرس الثوري والتيارين الإصلاحي والمتشدد، ومجرمين من قبيل قاسم سليماني”.
“الإمبراطورية الشيعية”
واتهم أمين الحزب الديمقراطي الإيراني من سجنه القريب من طهران، النظام الإيراني بالسعي لترويج الإسلام السياسي بغية تشكيل إمبراطورية شيعية يحكمها “الولي الفقيه صاحب السلطة المطلقة”.
كما حذر طبرزدي الشعب الإيراني من الانجرار وراء أولئك الذين يحاولون بذريعة الدفاع عن المصلحة القومية وتوسيع نفوذ إيران في المنطقة أن يصنعوا بطلا قوميا من قاسم سليماني “الإرهابي”، على حد تعبيره. ووصفهم بشركاء سليماني في جريمة إراقة دماء النساء والأطفال العزل اليمنيين والعراقيين والسوريين واللبنانيين والبحرينيين والفلسطينيين، منهيا جملته بـ”أفٍ للنزعة القومية”.
الإسلام السياسي
وحذر طبرزدي من “الإسلام السياسي” في شقيه السني والشيعي، معتبرا أن أي أسلمة للسياسة تؤدي إلى كل هذا الإرهاب والجرائم والعنف في إيران والمنطقة، داعيا إلى الفصل بين الإسلام كعقيدة فردية يجب احترامها، وهذا النوع من الإسلام السياسي الذي يحكم إيران.
وشدد أيضا على ضرورة التحرر من هذا النوع من الحكم ومن الخلط بين الدين والسياسة، لأن قاسم سليماني هو في واقع الأمر من صنع هذا النوع من الخلط، على حد قوله.
من هو حشمت الله طبرزدي؟
ولد حشمت الله طبرزدي في العام 1959 بمدينة كلبايكان في إقليم أصفهان، وتخرج من جامعة أمير كبير فرع هندسة الطرق والإنشاءات، وكان عضوا سابقا في مكتب تحكيم الوحدة للاتحادات الطلابية الإسلامية، وعضوا في الاتحاد الإسلامي لخريجي الجامعات.
وكان طبرزدي مؤيدا النظام الإيراني ولمرشده علي خامنئي بشدة، وهو أول من استخدم مسمى “الإمام خامنئي” لمخاطبة المرشد. لكنه تحول لاحقا إلى أشهر المنتقدين للنظام الإيراني وللمرشد الأعلى، ليصبح لاحقا في تسعينيات القرن الماضي من أبرز الوجوه المعارضة للنظام، حيث شكل حزب الجبهة الديمقراطية الإيرانية التي تدعو إلى فصل الدين عن الدولة.
وعمل طبرزدي كرئيس تحرير لصحف من قبيل “رسالة الطلبة” و”الهوية الذاتية” و”التقرير اليومي”، حيث اعتقل واختطف مرارا من قبل وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية، إلى أن أحيل إلى القضاء وحكم عليه بالسجن 14 عاما، خفف في وقت لاحق إلى 10 أعوام، وبالحرمان من كافة حقوقه الاجتماعية في الوقت الذي ينبغي عليه فيه إعالة أسرته المكونة من زوجته وستة أطفال.
وطالبت المفوضية العليا لشؤون حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إيران مرارا بإطلاق سراحه من السجن، حيث أضرب عدة مرات عن الطعام احتجاجا على ظروفه الصعبة داخل المعتقل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *