البعثة الدبلوماسية السعودية بإيران تتعرض لتهديدات

 
يواجه أعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية العاملين في سفارة المملكة العربية السعودية في العاصمة طهران والقنصلية التابعة لها في مدينة مشهد شمال شرق إيران تهديدات جدية بعد تعرض مبنى القنصلية لاعتداءات من قبل متظاهرين إيرانيين.
وتخشى السعودية من تكرار الاعتداءات بعدما نظمت جماعات متشددة بدعم من جهات حكومية عدة تجمعات خلال الأيام الماضية ضد سفارة المملكة وقنصليتها، بذريعة تعرض حجاج إيرانيين بمطار جدة، لتجاوزات.
وقد حمّلت وزارة الخارجية السعودية الحكومة الإيرانية مسؤولية سلامة أفراد بعثتها من العاملين بإيران، حسبما ذكرت عدد من الصحف السعودية.
ونقلت صحيفة “الوطن” السعودية الأربعاء، عن مدير الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي القول “ما أستطيع قوله هو إن الدول المضيفة مسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية”، في إشارة إلى إيران.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد نقلت عن متحدث باسم وزارة الداخلية فتح تحقيق بمزاعم الإساءة على الشابين الايرانيين في مطار جدة، مؤكدا على أنه “تم إحالة القضية والمتهمين فيها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام للتحقيق معهما واستكمال الإجراءات النظامية اللازمة”.
ونشر موقع “ألف” الإيراني صورة للقنصلية السعودية في مدينة مشهد شمال شرق إيران، أمس الخميس، تظهر سياجا عاليا تم تشييده حول المبنى، وذلك عقب تظاهرات يوم الأربعاء، حيث قام المتظاهرون بمهاجمة القنصلية وحطموا نوافذها وبعض مرافقها.
وذكرت وسائل إعلام محلية إيرانية مقربة من الإصلاحيين، أمس الخميس، أن “المتظاهرين الغاضبين حاولوا الدخول لمبنى القنصلية السعودية في مشهد، لكن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم من ذلك”.
وكان حشد كبير من الإيرانيين قد تجمعوا صباح يوم السبت 11 أبريل أمام السفارة السعودية في طهران ورددوا شعارات من ضمنها؛ “يجب وقف حج العمرة”، و”الإيراني يموت ولا يقبل الذل”، داعين الى إغلاق السفارة السعودية ووقف العمرة، بحسب ما ردد هؤلاء.
وقام الإعلام الإيراني خلال الأيام الماضية بشن حملة واسعة لتأجيج مشاعر الرأي العام الإيراني ضد المملكة العربية السعودية بشكل خاص والشعوب العربية بشكل عام، تحت يافطة “الإساءة للحجاج الإيرانيين” مستغلا موجة الخطاب العنصري المتجذر والمعادي للعرب في إيران.
وفي مؤشر خطير على استغلال الحكومة الإيرانية لمشاعر العنصرية والغضب والكراهية لتحقيق مآرب سياسية أعلنت إيقاف رحلات العمرة مؤقتا، كما حوّلت المظاهرات إلى تعاطف شعبي مع حلفائها المتمردين الحوثيين في اليمن، حيث رفع متظاهرون لافتات تندد بعمليات “عاصفة الحزم” التي تقودها المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية في اليمن.
تاريخ من الاعتداءات على السفارات
ولم يكن الاعتداء على القنصلية السعودية أول أمس الأربعاء، هو الأول من نوعه، فقد قام متظاهرون في عام 2011 بالاعتداء على سفارة السعودية في طهران. كما قام حوالي 700 شخص بالهجوم على القنصلية السعودية في مشهد رمياً بالحجارة في شهر مارس من نفس العام.
ولإيران تاريخ أسود حافل بالاعتداءات على السفارات والقنصليات والبعثات الدبلوماسية ووخلال السنوات الأخيرة، في خرق واضح لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تقضي بأهمية تأمين الحماية للبعثات الدبلوماسية والممثلين الدوليين على أراضي الدولة المضيفة.
ويعتبر الاعتداء على القنصلية السعودية في مشهد في ظل موجة العنصرية المعادية للعرب في إيران ومشاعر الغضب والكراهية بمثابة جرس إنذار يوحي بمواصلة الانتهاكات والاعتداءات ضد السفارات والبعثات الدبلوماسية العربية والسعودية في إيران، خاصة أن هذه الاعتداءات تتم بعلم السلطات وبمؤازرة جهات رسمية متنفذة داخل النظام الإيراني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *