فشل انتخاب رئيس جديد في لبنان سببه وجود ثغرات دستورية مكنت من تعطيل الانتخابات من قبل القوى المرتبطة بحزب الله وايران .
حزب الله يعرض لبنان لكارثة مدمرة بسبب تبعيته للحرس الثوري الايراني .
تشكيل قوة عربية مشتركة سيدفع ايران الى مراجعة حساباتها .
على الرغم من المحاولات المتكررة لانتخاب رئيس جمهورية جديد في لبنان إلا ان تلك المحاولات فشلت بسبب عرقلة حزب الله والقوى المتحالفة معه انتخاب رئيس جديد ومع استمرار الفراغ الدستوري وما يجره من مخاطر وقيام حزب الله بتنفيذ الاجندة الايرانية في ايران والمنطقة ادلى الدكتور مصطفى علوش القيادي بتيار المستقبل في لبنان والمحلل السياسي البارز بحوار خاص لبوابة العرب اليوم تناول فيه وجهة نظره لابعاد ما يحدث في لبنان والمنطقة :-
1- كيف تري استمرار الازمة السياسية الحالية فى ظل الفشل فى انتخاب رئيس جمهورية جديد ؟ ومن يقف وراءها ؟
نعيش في لبنان أزمات سياسية متلاحقة أساسها واقع تعدد الإرتباطات للمكونات اللبنانية وتفاعلها بشكل سلبي أو إيجابي مع القوى والأحداث المحيطة بنا. إن الأزمة الأخيرة التي انطلقت مع اغتيال الرئيس رفيق الحريري منذ عشر سنوات، وتسببت بأحداث جسيمة أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، تتفاعل اليوم بشكل سلبي مع أزمة المنطقة وبالأخص مع الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات.
بالمحصلة فإن سبب عدم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم في لبنان هو أساساً وجود ثغرات دستورية مكنت من تعطيل الإنتخاب من قبل القوى المرتبطة بحزب الله وإيران في لبنان ومن ضمنهم تيار العماد ميشال عون. كل ذلك لأن ميشال عون يرفض أن ينتخب رئيس غيره، ويتقاطع هذا مع حاجة إيران إلى استعمال الفراغ في سدّة الرئاسة كورقة إضافية في يدها، إلى الملفات الأخرى التي تستخدمها في منافساتها وصراعاتها الإقليمية والدولية.
2- وهل سوف تسهم عودة سعد الحريري الى لبنان فى توحيد قوي المعارضة فى مواجهة هيمنة حزب الله على لبنان ؟
لقد أثبت الرئيس سعد الحريري بأنه المحور الأساسي لوحدة وإدارة قوى ١٤ آذار كما أنه بالوقت نفسه محور حراكها مع الأصدقاء خارج لبنان، ومن الطبيعي أن وجوده في لبنان أساسي في المواجهة مع حزب الله ، لكنه مع ذلك يقوم بما يلزم من الخارج.
3- وكيف يمكن مواجهة مخططات حزب الله بالمشاركة فى المعارك الدائرة فى العراق وسوريا وما يمكن ان يؤدي هذا الى توريط لبنان فى نزاع اقليمي ؟
إن مشاركة حزب الله في سوريا والعراق بشكل مباشر، وربما في اليمن والبحرين في المستقبل، وبشكل غير مباشر من خلال العمليات الإرهابية في دول أخرى ومنها مصر ما هي إلا أمور متوقعة وبديهية بالنسبة لحزب يعتبر نفسه جزءً من مشروع عابر للدول وهو مشروع ولاية الفقيه. بالطبع فإن هذا أوقع لبنان في دائرة الخطر طالما أن ميليشيات حزب الله لا تزال موجودة ومسلحة حتى ولو اقتصر وجودها على الداخل. لذلك فإن الأمور قد تؤدي إلى أي طارئ أمني قد يصل إلى حد الكارثة المدمرة بسبب كون هذا الحزب ينفذ ببساطة ما يؤمر به من قيادة الحرس الثوري الإيراني.
4- وهل تتوقع ان يؤدي التصعيد الاخير بين اسرائيل وحزب الله الى اندلاع نزاع اخر بينهما ؟
أما بالنسبة لإسرائيل فلا يبدو أن الأمور حتى الآن ستؤدي إلى حرب مفتوحة لأن حزب الله منشغل بجبهات أخرى وإسرائيل مستفيدة مما يحدث في المنطقة ولا أظن أن عندها أية رغبة بدخول المعمعة. لكن الإحتمال الوحيد يبقى في وجهة تطور الملف النووي وما سيكون موقف إسرائيل منه.
5- وما هي رؤيتك لاسباب ظهور تنظيمات متطرقة كحزب النصرة واختطافها افراد من الجيش البناني ؟
الفكر المتطرف في أي مجتمع هو أمر واقع ومنتشر حتى في أكثر البلدان تقدماً ورخاءً، ولكل تطرف عنوان فقد يكون عقائدياً أو دينياً أو عنصرياً أو طبقياً أو اجتماعياً، وحتى الليبرالية يمكن أن تتحول إلى تطرف. التطرف ببساطة مرهون بكيفية التعبير عنه وبالظروف المحيطة به.
النصرة والقاعدة وداعش ومثيلاتها لها قواسم مشتركة مستمدة من جزء من العقيدة الإسلامية، وهي بمعظمها تستند إلى فرضية أن حاكمية الله في الأرض هي فرض مقدس، وقد ساعدت على توسع وعسكرة حاملي هذا الفكر عوامل محلية ودولية. من الناحية المحلية فإن هزال الأنظمة القائمة وفسادها وتسلطها وفشلها دفع إلى نشوء المجموعات الناقمة التي وصل بعضها إلى استعمال العنف كوسيلة مطلقة لتغيير الحكم. أما العناصر الخارجية فهي ترتكز على تحديات الحداثة والعولمة وطابع القوى المهيمنة ودينها، مما رفع التحدي إلى مستويات عالمية. عملياً فإن علاج ظواهر التطرف هو أمر معقد ومتشعب ولكن ممكن.
أما عن اختطاف الجنود اللبنانيين فللأسف فإنهم ضحايا جانييون للصراع القائم الذي أدخل حزب الله لبنان فيه، فتحول المخطوفون إلى أوراق ضغط على الواقع اللبناني.
6- هل تتوقعون ان تتحول لبنان الى ساحة لتصفية الحسابات بين مؤيدي النظام الايراني ومعارضية ؟
أمور التصفيات على الساحة اللبنانية مرهون بقرار واحد موجود لدى حزب الله وبفتوى من الولي الفقيه، لذلك فإن الأمور مفتوحة بناءً على ذلك.
7- كيف تري ابعاد المخطط الايراني فى المنطقة بعد امتداد النفوذ الايراني الى العراق واليمن وسوريا ؟
لقد كان لإيران ولاية الفقيه دوراً سلبياً مستمراً على مدى حياة هذه المنظومة والسبب الرئيسي هو سعيها لإعادة تكوين الإمبراطورية الفارسية على خلفية مذهبية. بالطبع فقد استدرج ذلك القوى المتضررة والمعارضة إلى ردات فعل عنيفة أدّت إلى انعدام استقرار المنطقة.
8- وهل تري ان قرار القمة العربية بتشكيل قوة عربية مشتركة يمكن ان يشكل درعا امام الاطماع الايرانية فى المنطقة ؟
أطماع إيران زادت لانعدام وزن الدول العربية على مدى العقود الماضية. إن تشكيل قوة عربية جدية ورادعة ستدفع إيران حتماً إلى مراجعة حساباتها.
9- وهل تري ان دعم العرب للقوي المناوبة للنظام الايراني كمجاهد خلق وعرب الاحواز يمكن ان يكون احد السبل لمواجهة النظام الايراني ؟
أما قضية دعم المعارضة الإيرانية فهي قضية دقيقة ويجب دراستها وتوقع تداعياتها قبل الإقدام عليها. لكن هذا لا يعني بأن هذا الخيار لا يجب أن يكون مطروحاً.
10- وكيف تري تأثير الاتفاق الامريكي الايراني حول الملف النووي على امن المنطقة ؟
أما بخصوص الإتفاق النووي مع إيران فإن الامور ستبقى مرهونة بتفاصيل الإتفاق وإن كان يتضمن اتفاقيات جانبية تتعلق بالمشروع الإمبراطوري الإيراني، ويتعلق أيضاً بالموقف الإسرائيلي. يعني أن التأثير مؤكد، لكن مدى سلبيتهأو إيجابيته فهو مرهون بالتفاصيل.