السحر ينقلب على الساحر.أصحاب السترات الصفراء بركان الغضب المنطلق من فرنسا لبلجيكا لإسرائيل..

شهدت فرنسا إحتجاجات عارمة بدأت من 5 أسابيع تزعمها ماعرفوا إعلاميا بـ”أصحاب السترات الصفراء” وذلك إحتجاجا على زيادة أسعار الوقود .ثم وسع المتظاهرون من نطاق مطالبهم للتنديد بنظام الضرائب بشكل عام.
= وهو ما طرح تساؤلات حول هوية حركة “أصحاب السترات الصفراء”؟
وهي حركة إحتجاجية شعبية أطلقها عدد من النشطاء بهدف تكثيف الإحتجاج ضد رفع الضرائب على الوقود في فرنسا. بدءا من 17 نوفمبر 2018 ولكنها سرعان ما تطورت وأتسع نطاق تظاهراتها في أقل من أسبوع وصلت لألفي نشاط إحتجاجي. وكثفت من دعواتها للتظاهر وقطع الطرق لشل حركة النقل عبر البلاد.
= ثم  أعلن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”متأخرا عن إنشاء مجلس أعلى للمناخ.
مشيرا إلى أن فرنسا لم تقم إلا بالقليل في مواجهة التغير المناخي وأن الأجيال القادمة سيتحملون عبئا بيئيا.وشدد ماكرون على أن إحداث التغيير لن يتم إلا من خلال الإلتزام بالمسئوليات وما تم التعهد به خلال الحملة الإنتقالية. فى حين أعلن رئيس الوزراء الفرنسي “إدوارد فيليب” يوم الأحد 18 نوفمبر أن الحكومة تدرك حجم الغضب الذي أثارته زيادة أسعار الوقود إلا أنها ستبقي على الضرائب التي يتوقع أن تزداد مرة أخرى في يناير. مما زاد من تواصل الإحتجاجات ليتسع نشاط المحتجين ويصبحوا يعبرون عن الاستياء العام من سياسات الرئيس” إيمانويل ماكرون”.
= وقد أ طلق أسم “السترات الصفراء” على المحتجين  لأنهم خرجوا إلى الشوارع مرتدين الستر العاكسة للضوء الخاصة بالرؤية الليلية لسائقي السيارات. وليست هناك قيادة واضحة للإحتجاجات  وقد أكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الإجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين.
وتبنّت صورة ثورية  من الغضب المتصاعد من شرائح واسعة من المواطنين تجاه “ماكرون” والطريقة التي يحكم بها البلاد على أساس منطق النخبة المثقفة في باريس.
ويتعلق إستمرار هذه الإحتجاجات جزئيًا بصمودها أمام محاولات تحويلها إلى حركة أكثر تنظيمًا  فـ”السترات الصفراء” ما زالت غير هيكلية وبدون قيادة. 
وقد يؤدى التنافس الداخلي أو الأهداف المتضاربة لأعضاء الحركة إلى إنقسامها.
كذلك الأمر في حال فقدت قاعدة التأييد الشعبي  بوضعها عوائق لإجراء مفاوضات مع الحكومة.
= كما جذبت صور الحواجز المُشتعلة والتحصينات ومشاهد شرطة مكافحة الشغب وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع  وسط أفخم شوارع باريس” الشانزليزيه” الإهتمام العالمي نحو أصحاب “السترات الصفراء” 
 = وقد شارك نحو 280 ألف محتج من “السترات الصفراء”، في المظاهرة الأولى التي خرجت في 17 نوفمبر الماضي  وأغلقوا فيها الدوارات والطرق في جميع أنحاء البلاد. ووجدنا حوالى 130 ألف محتج شاركوا بالمظاهرة الثانيه شوارع باريس  في 24 نوفمبر الماضي. لتتحول مظاهرتهم لإحتجاج “عنيف” بعد أن قوبل المحتجون بقمع الشرطة.
= يتلخص التحدي أمام “ماكرون” بالدفاع المستمر على المبادئ البيئية التي قال إنها سبب هذه الضرائب.هذا بالإضافة إلى الحفاظ على صورته كقائد حازم لا يخضع للمظاهرات التي تملأ الشوارع  كما فعل الكثير من أسلافه. ولكن هذا يضعه فى موضع التكبر وأنه لا يستجيب إلى مطالب الناس العاديين. وتأخر رد فعله وأنتظر الكثيرون خطاب “ماكرون” الأثنين الماضى 10 ديسمبر. ولكن الخطاب جاء باهتا وغير شافى وكأنه يراهن على قرب أعياد الميلاد والإنشغال بإحتفالات الفرنسيين بتلك الأعياد..
= السؤال الشاغل للجميع الأن : هل خطاب “ماكرون” سيحرق فرنسا وينشر الفوضى؟!
= من خلال تحليلى لخطاب الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” حول أزمة السترات الصفراء.
فقد جاء فى مقدمته واعيًا جدًا بتداعيات الأزمة وعمقها ومحددا لحجمها وتفاعلاتها. وأنها ليست أزمة زيادة الضرائب أو أزمة إقتصادية وفق لما قاله “ماكرون” وإنماهى شرخ إجتماعى وسياسى عميق منذ حقبة حكم طالت أربعين سنه. وظهر الرجل ضعيفا متوترا أمام كل من يفهم .
وعندما تحدث عن خطوات الحل  لخّصها في بعض إجراءات إقتصادية ساعيا للتهدئة في أوساط الغاضبين من جراء الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تجتاح فرنسا لكى يلتقط الرجل أنفاسه ملقيا  الكرة في ملعب المجتمع وداعيا لحوار مجتمعى يبدأ من القاع ويصعد إلى القمة  للتعرف على المشكلات وطبيعة حلها  في محاولة لإمتصاص الغضب وتهدئة الشارع الفرنسى الذى أشتعل.
= ثم إن تلك القرارات لو تم إتخاذها من “ماكرون” بعد يوم واحد من بداية الإحتجاجات في السابع عشر من نوفمبرالماضى كانت ستثمر هدوءا  ولكن سقف الطموح والمطالب زاد جراء تقاعسه وكرة الثلج أنزلقت ووصلت لهذا الحجم مما سد المنافذ الممكنة لطرح حلول إقتصادية للأزمة.
= لماذا تقاعس “ماكرون” ولم يخرج صبيحة إنطلاق الإحتجاجات بمبادرة سياسية يفاجئ بها كل الكتل السياسية المتربصة به والشارع متفاديًا الصدام العنيف مع الجميع ومجنبًا فرنسا والفرنسيين فوضى عارمه تحرق الأخضر واليابس.وتضع أمام “ماكرون” الأن خيارات محدوده تتمثل فى :  
المخرج الأول هو:  إجراء إستفتاء عام على سياساته كما فعل الجنرال “ديجول” فى مواجهة إحتجاجات الطلبة منذ 50 سنه وهنا ستكون الخسارة متوقعة بنسبة أكثر من 75%.
المخرج الثانى يتمثل فى إقالة حكومة “إدوار فيليب” مع تشكيل حكومة وحدة وطنية. وذلك المخرج قد يسمح لـ “ماكرون” بالحفاظ على قاعدته الشعبية الوسطية والحفاظ على تأثيره السياسي مما يتيح له العودة للواجهة قبل إنتخابات الرئاسة القادمة بقوه. 
المخرج الثالث: هو حل الجمعية الوطنية تمهيدا لإنتخابات تشريعية تؤدى إلى فوز مؤكد لأحد أحزاب المعارضة أو تحالف بين حزبين رئيسيين  “حزب التجمع الوطنى” و”حزب فرنسا الأبية” وتشكيل حكومة “تعايش” مثلما تم فى تجربتى الرئيسن “فرانسوا ميتران” عام 1986 مع رئيس الوزراء “جاك شيراك” وعام 1993 مع رئيس الوزراء “إدوار بلادور” وتجربة الرئيس “جاك شيراك” عام 1997 مع رئيس الوزراء جوسبان. 
المخرج الرابع:  هو إستمرارالرئيس “ماكرون” فى  المراوغة  لكسب الوقت وإسترجاع الأوضاع لنقطة الصفر.ولكن الفشل فى هذا المخرج قد يحرق فرنسا ويجرها لفوضى عارمه.
=  إن هذا الخطاب الهزيل الذى لم يلقى قبولا من التيارات السياسية والكُتل الحزبية والشارع الغاضب . قد لا يتيح للرئيس “ماكرون” أى فرصة في تنفيذ تلك القرارات التي طرحها فى خطابه ولن تتمكن حكومته من إصدار واحد منها إذا ما أطلق المحتجين العنان للعنف ولن تكون الإحتجاجات حينها للسترات الصفراء فقط. ولكن سيدعمها تحركات سياسية وجماهيرية  على الأرض  وكذلك من خلال البرلمان ومن قِبل الأحزاب التقليدية والكُتل السياسية.
 التي أقصاها “ماكرون” وتعامل معها بعجرفه ملحوظه منذ توليه وهى كُتل الجمهوريين والإشتراكيين وكذلك كُتل اليمين المتطرف واليسار المتطرف والتي دخلت على خط الأزمة منذ الأسبوع الماضي.
= لا قول لى سوى لقد تعجرفت يا “ماكرون” وتباطئت فى تهدئة الشارع كما فعلها “مبارك” فى يناير 2011.
ولم يتبقى لك سوى الدعوة إلى إستفتاء عام على سياساتك وستخرج  من الحياة السياسية في فرنسا لتذهل العالم بخروجك كما أذهلت العالم بتفوقًك على منافسيك رغم حداثة سنك وخبرتك وفزت بالرئاسه منذ عام ونصف. ولايتبقى لك اليوم يـ “ماكرون”  طوق نجاة بالسفينه التى تقودها  سوى حل البرلمان لتتيح للشعب الغاضب  والقوى السياسية المناوئة لك الفرصه لإختيار برلمان يعبر عنهم وحكومة تدير البلاد في الفترة المتبقية من حكمك وقتها سيبقى لك بعض السلطه كرئيس منتخب . تاركًا للحكومة الجديدة ورئيسها سواء كان حزبًا أو إئتلافًا ” إدارة البلاد وفق رؤية جديدة قد تحقق ما يصبو له المواطن الفرنسي”. 
= لا تماطل فى إتخاذ القرار الصحيح فى أقرب وقت حتى لا تعرض فرنسا لفوضى عارمة. وتضع نفسك فى خطر لم يتعرض له رئيس فرنسى من قبل منذ تأسيس الجمهورية الخامسة وحتى الآن.
* إحتجاجات أصحاب “السترات الصفراء” بفرنسا تنتقل إلى بلجيكا 
توسعت دائرة الإحتجاجات الشعبية التي شهدتها فرنسا لتصل إلى الأراضي البلجيكية. 
حيث أفادت وكالة الأنباء البلجيكية : أن محتجين بلجيكيين يرتدون سترات صفراء أغلقوا جزءا من طريق سريع بطول 80 كيلومترا يمتد بين العاصمة “بروكسل” ومدينة “مونس” جنوبي البلاد والقريبة من الحدود مع فرنسا. واصفة المشهد بأنه “فوضوي”  مع وجود أشجار مقطوعة على الطريق واندلاع النيران في إحدى الشاحنات. 
مما أدى لإستدعاء كل رجال الشرطة والإطفاء والإسعاف إلى مركز الطوارئ المحلي في “مونس”، تحسبا لتصعيد محتمل من قبل المحتجين. 
* الربيع العبري قادم لإسرائيل وسينقلب السحر على الساحرفالسترات الصفراء وصلت إسرائيل
حيث وجدنا عدوى السترت الصفراء تضرب إسرائيل أطلت عليهم مظاهرات ضد غلاء المعيشة والفساد والمطالبة بالنزول للشارع والمشاركة ع الفيس ودعوات للشرطة للإنضمام للمتظاهرين وتوحد الجميع يهودا وعربا متدينين وعلمانيين للتظاهر ضد الحكومة بعد إقرار” نتنياهو” زيادة بنسبة ستة لثمانية في المائة في أسعار الكهرباء والماء بدءا من الشهر القادم.
* اللهم ردكيدهم فى نحورهم ولينقلب السحر على ساحره “عاشقة تراب الوطن”


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *