الإعلامية جيهان رفاعي تحاور قاهرة الصحراء د. شكرية المراكشى

 
– مراكز البحوث لها دور كبير في نجاح التجربة في صحراء مصر 
– إعادة الدورة الزراعية للمحافظة على الدلتا المصرية
– من أهم العقبات الوقت الطويل لتسجيل المنتج في الوزارة
ملكة الكينوا هو اللقب الذي أطلق أخيرا على سيدة الأعمال ذات الجنسية الفرنسية والأصول التونسية والتي تعشق تراب مصر الدكتورة / شكرية المراكشى ، كما أطلق عليها زهرة الصحراء لمجهودها الكبير في تحويل الأرض القاحلة إلى مروج خضراء … ذكرت المراكشى  متى وكيف بدأ قرار الإستثمار في مصر وكيف تساهم المحاصيل غير التقليدية في تحقيق الأمن الغذائي وترشيد إستهلاك المياه ، كما تحدثت عن الخريطة الزراعية في مصر ، وكيف يمكن التغلب على مواطن الضعف فيها للوصول بالقطاع الزراعي إلى أعلى درجات الفائدة المستهدفة .
وإلى نص الحوار :
س : لماذا أطلق عليك ملكة الكينوا  
 أطلق علي أسماء كثيرة : رائدة الكينوا – رائدة الزراعات الملحية الغير تقليدية ، وهذا الإسم أطلقه علي  المركز الديمقراطي لدراسات الشرق الأوسط بنورث كارولينا الذي قام بتكريمي في إحتفالية خاصة بالقاهرة قبل عام ، وأيضا شبكة إعلام المرأة العربية التي كرمتني في مسابقة الأفضل والتي أقامتها الشبكة في ٢٠١٨ م ، ثم جاء لقب  قاهرة الصحراء الذي أطلقه نائب وزير الزراعة المصرى السابق الدكتور / صفوت الحداد عندما شاهد بنفسه ما قمت به من إنجازات زراعية غير تقليدية على أرض الواقع ، كما تشرفت بتكريم من الدكتور / محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية المصري بإعتباري من رائدات ترشيد المياه في الزراعات  الصحراوية ، والآن ملكة الكينوا  … لقد درست هذا النبات جيدا وسافرت من أجله لعدة دول حيث تتم زراعته بمساحات كبيرة ، وقمت بتجربة زراعته في مناطق عديدة من صحراء مصر حيث عرفت من خلاله كل الصحارى المصرية فأصبحت الصحراء موطني الثالث .
س : ما هو نبات الكينوا ؟ كيف ومتى نشأت لديكم فكرة زراعة الكينوا في الأراضي الصحراوية ؟ متى وكيف بدا قرار الإستثمار في مصر ؟
ج : يعتبر نبات الكينوا مصدر البروتين الرئيسي  لكثير من السكان الأصليين في منطقة جبال الانديز في أمريكا  الجنوبية ، كما كان له إهتمام كبير في البلدان النامية ، وحاليا قد زادت أهميته الإنتاجية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا وأفريقيا ، وقد إختارته منظمة الأغذية والزراعة العالمية كأحد المحاصيل المستقبلية لتأمين الغذاء في المستقبل ، والكينوا عالية القيمة الغذائية لإحتوائها على نسبة عالية من البروتين وعلى نسبة عالية من الأحماض الأمينية الأساسية (الليسين ، الهستيدين ، الايزوليوسين ، الميثيونين) ، وهي ضرورية لبناء جسم الإنسان مقارنة مع القمح والشعير والذرة والشوفان والأرز ، كما تتركز في البذور بعض الفيتامينات الهامة (A ، E ، B2) وكذلك بعض العناصرالهامة لجسم الإنسان ومن أهمها الكالسيوم والحديد والنحاس والزنك وأيضا ذات محتوى عالي من الفيتامينات خاصة فيتامين C ، -caroteneβ ، هذا بالإضافة إلى الاحماض الدهنية الغير مشبعة … وهذا النبات من المحاصيل الغذائية  ذات القدرة الإنتاجية العالية التي تمتاز بقدرتها الفائقة على النمو تحت ظروف البيئة المعاكسة ، وخاصة المتمثلة في ملوحة الماء والتربة والبرودة ونقص المياه ، والتي تعاني منها مساحات عديدة  خصوصا في ظل نقص المياه وتأثير التغيرات المناخية ، كما أنها ليست عرضة للإصابة بالأمراض المعتادة لمحاصيل الحبوب … وفي ظل إتجاه الأنظارللتوسع في الزراعة المستدامة “الكينوا “، كان لزاما على مربي النباتات تحسين صفات النبات على النحو التالي : 
التربية للحصول على أصناف خالية من الصابونين وهو قشرة الكينوا ، مما يترتب عليه فوائد كبيرة عن طريق خفض تكاليف المعالجة ، وقد نجحت جهود التهجين في هولندا في إدخال الصفة الخالية من الصابونين في الأصناف ذات النسبة المرتفعة منها ، مما سمح بزراعة أصناف خالية من الصابونين .
تم الحصول على تراكيب وراثية جديدة مبكرة النضج في الدنمارك تميزت بإنتاج محصول بذور جيد في ظل ظروف النهار الطويل من شمال إلى جنوب أوروبا . 
إستهدفت جهود التهجين أيضا إنتاج أصناف من الكينوا تتعدد في ألوان البذور ، مما يمكن أن  يفتح الفرص أمام المزارعين من حيث الجاذبية الجمالية للبذور ، ويمكن أيضا تحقيق فوائد غذائية حيث وجدت خصائص غذائية محسنة ترتبط بلون بذور الكينوا ، وعلى سبيل المثال أظهرت بذور الكينوا الحمراء زيادة نشاط مضادات الأكسدة مقارنة مع بذور الكينوا الصفراء  .
س : كيف يمكن لنبات الكينوا أن يساعد في تحقيق الأمن الغذائي وترشيد إستهلاك المياه ؟ وهل تساهم المحاصيل غير التقليدية في تحقيق الأمن الغذائي لمصر ؟
ج : يشكل النمو الديمغرافي والتطور الإقتصادي والتحضر والتلوث ضغطا على موارد المياه المتجددة خاصة في المناطق الشبه قاحلة والقاحلة ، ولكون أن ندرة المياه هي عائق جوهري للزراعة في أجزاء كثيرة من العالم ، فقد إتجه الإهتمام إلى البحث عن زراعات غير شرهة للمياه ، إلى جانب البحث عن طرق جديدة للري الذكي لترشيد المياه لقطاع الزراعة ، وهو الأكثر حساسية بالنسبة لندرة المياه من بين جميع قطاعات الإقتصاد … ونظرا لأهمية المياه بالنسبة للزراعة والإنتاج الغذائي وكمية المياه التي تطلبها الزراعة في ضوء ندرة المياه الذي يعاني منها العالم والتغيرات المناخية ، ولمعالجة هذه القضيةالمتنامية بدأنا في التركيز على الزراعات الصحراوية الغير شرهة للمياه مثل الكينوا والدخن والسرجم والتريتيكالي والحبوب الزيتية مثل القرطم والكانولا والكولزا ، والتكيف مع ندرة المياه وإنتاج محاصيل غذائية  غير تقليدية مكملة للمحاصيل التقليدية سواء كانت من الحبوب أو الزيوت ، ولا شك أن حماية الزراعة هي أمانة يجب أن يحملها كل إنسان وواجب حقيقي على كل مزارع وفلاح ومستثمروكل من له الأمر في ذلك ، وهي كذلك رسالة وأمانة للإنسانية بشكل خاص وللكائنات عموما وأمان إستمرارها لانطلاق الإصلاح في تدوير الحياة بالتخطيط السليم والصحي وتطبيق الإخلاص من قبل الجميع والإقتناع ببرامج المختصين بداية بالإبتعاد عن الأسمدة والمبيدات الكيماوية والري السليم الرشيد بمياه نظيفة خالية من الخلط بمياه الصرف الصحي وإنشاء مصانع للأسمدة العضوية الصحية لتكون حاجزا منيعا من الأوبئة وحماية البيئة والتربة والنبات … والزراعة هي الركيزة الأساسية للإقتصاد الوطني ، وتعتبر البديل الإقتصادي المستديم ، وهي التي تديم الإستدامة ، وهي المنطلق الأول للوصول إلى العلم والعمل الذي يديم الحياة ، حيث تعتمد عليها كل الشعوب لتفعيل جميع الإختصاصات ولاكتمال دورة الحياة من منطلقها لتحقيق الأمن الغذائي والأمان المعيشي وإستثمار ما يتوفر من المياه والمناخ والتربة مع وجود الإمكانيات والكفاءات في العلم والبحوث وعوامل التطور في العمل والأيدي العاملة ، هذه كلها مدعاة للنجاح الذي يمكن تحقيقه ويجعل العمل متميزا لمعالجة ومكافحة التصحر والتلوث البيئي والمردود الإقتصادي والبطالة الناتجة من التغاضي عن تفعيل الزراعة في دورها الهام … والكينوا واحدة من النباتات التي تتحمل نقص المياه خلال موسم النمو ، حيث يمكن أن تستهلك فقط ثلث إستهلاك نبات القمح من حيث المياه خلال الموسم ، وعموما يكفي الكينوا في حالة الزراعة ٣-٤ ريات طوال الموسم ، أي أنه يمكن ريه كل ٢٥ إلى ٣٠ يوم حسب نوع التربة وتساقط الأمطار والصنف المنزرع ، بينما في الأراضي الرملية مع الري بالتنقيط يمكن ريه كل ٨ إلى١٠ مرات حسب معدل تصريف المياه وعمر النبات ، أما بالنسبة للري بالفلوبي سبرنكلر ، وهو النظام الذكي في الري فهو يوفر ٣٠% من المياه مقارنة بالأنظمة السابقة الذكر ، ويحدث إنبات  للبذورفي غضون ٢٤ ساعة بعد زراعتها عندما تكون الرطوبة كافية في التربة حول البذرة وتظهر بعد ٥ إلى ٧ ايام ، وفي حالة الزراعة المتأخرة قد تظهر بعد أكثر من ١٠ أيام ، وقد أثبتت جدوى زيادة معدل الري الذي يؤدي بدوره إلى نقص الإنتاجية. 
س : من هي الجهات التي ساهمت في إنجاح تجربتكم في زراعة الكينوا في مصر؟؟
ج : كان لمراكز البحوث المصرية دور كبير في إنجاح هذه التجارب في صحراء مصر ( تعاون مع مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية ، وبالتعاون مع منظمة الأغذية العالمية  الفاو) ، حيث لم  يدخروا المجهود لمتابعة التجارب وإجراء الفحوصات اللازمة والإرشادات العلمية التى  أفادتنا في إنتاج المحصول إلى جانب المجموعة العلمية المميزة التي تعمل معنا منذ بدأنا هذه التجربة  .
س : هل نستطيع زراعة الكينوا في كل الدول العربية ؟
ج : إتجهت الأنظار في الآونة الاخيرة إلى التوسع في زراعة نبات الكينوا في مصر في محافظات متعددة مثل الوادي الجديد ، وادي النطرون ، بني سويف ، السويس ، الشرقية ، البحيرة ، جنوب ووسط سيناء … وتم تقييم مجموعة من التراكيب الوراثية المختلفة تحت ظروف و برؤية متعددة للوقوف على أفضل تلك التراكيب تحملا للإجهاد البيئي وأعلاها محصولا ، كما تم زراعته في الجنوب التونسي ، وبدأت العراق تدخله في سياستها الزراعية والأردن ولبنان والسعودية لأهميتها الإقتصادية والصحية  .
س : ما هي أهم إستخدامات الكينوا ؟
ج : للكينوا إستخدامات عديدة إلى جانب إستخداماتها الطبية ، على النحو التالي : 
أولها أنها تؤكل مثل الأرز تماما  بنفس طريقة التحضير ، لذلك يمكن أن نقول أنها يمكن أن تكون بديلة للأرز . 
تستعمل في شكل طحين يضاف إلى دقيق القمح أو دقيق الذرة لجميع أنواع المخبوزات والحلويات .
الغذاء الهام لرواد الفضاء  لكونها لا تترك فضلات في الامعاء . 
لخلوها من الجلوتين  ، فهي الغذاء الصحي لمن لديه حساسية ضد الجلوتين ، وكذلك غذاء متكامل لمرضى التوحد .  
أوراقها مثل السبانخ ، يمكن إستعمالها بديلة للسبانخ والسلق وكذلك للسلطة ، كما أنها غذاء هام للماشية لكونها تزيد في إدرار اللبن لديها . 
تبن الدراس الكينوا تضاف إلى عليقة الماشية والإنتاج الحيواني والخيول ، كما أنه سماد طبيعي لتربة الأراضي  المهمشة .
س : هل يمكن أن تصبح بديلا للقمح ؟
ج : هي مكملة للقمح وليست بديلة لخلوها من الجلوتين ، ولا يمكن أن نصنع منها الخبز بمفردها ، فلابد من زيادة دقيق القمح بنسبة خاصة لكل نوع من أنواع المخبوزات . 
س : هل الزراعات الغير تقليدية إختيار أم إجبار ؟
ج : الزراعات الغير تقليدية إجبار في الأراضي الصحراوية ذات المناخ الصعب ودرجات الحرارة المتباينة وملوحة المياه التي لا تزيد عن ٨٠٠٠ جزء في المليون ، ومع التغيرات المناخية وندرة المياه  التي نحن على أبوابها فهي إجبار فعلي ، أما إنها إختيار فهي كذلك في الأراضي العادية والمياه العذبة تحميلا مع زراعة النخيل وزراعة الزيتون والموالح والفاكهة وغيرها من الإستثمارات الزراعية المستدامة وخصوصا في السنوات الأولى من زراعة هذه المحاصيل . 
س : الزراعة تحتاج منا الكثير ، أليس كذلك ؟
ج : الزراعة تحتاج إلى أشياء كثيرة … تحتاج أولا إلى الدعم من الجهات الحكومية ، والذي قليلا ما نجده ، كما تحتاج إلى العلم والمجهود والصبر وطول النفس ، وتحتاج إلى رؤوس الأموال … ونجاح الإقتصاد الزراعي في كل بلد  يتطلب دعما من الحكومة وتسهيل ملكية الأراضي المراد إستصلاحها وتوفير البنية التحتية لصغار المزارعين وتوفير الميكنة اللازمة … أما العلم فهو التطوير والإبتكار والإبداع للتعديل على ما هو موجود أو إضافة أشياء جديدة ، على سبيل المثال وليس الحصر التطوير في الالات أو البذور أو تطوير جيني لحيوانات أو إختيارات جديدة لخصائص الأرض المنزرعة أو للمبيدات أو أي شيء يتعلق بالمجال الزراعي وبمجال الري الذي يشهد كل يوم تطورا جديدا عما كان عليه في الماضي في الخطط والصرف والصيانة والهندسة الصحية ، واستخدام العلم في التعبئة والمعالجة وتسويق المنتجات عن طريق   التجميد السريع والتجفيف الذى  كان سببا لاتساع السوق من المنتجات الزراعية ، أو ري القمح مثلا بالمياه المالحة بنقل جينات نبات الشيلم عالي البروتين إلى نبات القمح لينتج  محصول جديد أطلق عليه إسم قمحليم أو تريتيكالي قادر على النمو في الأراضي منخفضة الخصوبة ويحتاج إلى قليل من الأسمدة وغيرها من الإكتشافات والعلوم التي هي بصدد التطبيق ، أما الصبر والمجهود وطول النفس فمن مالك الأرض أو المستثمر ومن المجموعة التي تعمل معه من  الباحثين والمهندسين والعمال الذين يجمع بينهم حب العمل والإنتماء للمكان الذي يعملون فيه ، وهذا الإحساس يخلق بينهم الإخاء وحب النجاح فيكون عطاؤهم أكثر وإنتاجهم أسرع ، أما المال فهو العنصر الأساسي لكل هذه التطورات . 
س : من خلال خبراتك في مجال الإستثمار الزراعي تحديدا ، كلمينا عن الخريطة الزراعية في مصر بصفة عامة ، كيف كانت ، وكيف أصبحت ، وهل معدل النمو فيها يسير بشكل مرضي أم أن هناك بعض التحفظات والملحوظات ، وكيف يمكن التغلب على مواطن الضعف للوصول بهذا القطاع الهام إلى أعلى درجات الفائدة المستهدفة ؟
ج : الخريطة الزراعية في مصر كانت في بداية القرن العشرين معتمدة على مناطق الدلتا المصري التي لا تتعدى ٦.٨ مليون فدان فقط من إجمالي مساحة ٢٣٨ مليون فدان التي تزرع بجوار نهر النيل في الوادي والدلتا ومعتمدة على محاصيل إستراتيجية هامة مثل القطن  يتم زراعة ٢.٣ مليون فدان في جميع محافظات مصر وهو المحصول الرئيسي  ، ثم قصب السكر في الوجه القبلي ثم محصول الأرز وكان يتم تصدير ١.٢٥٠ طن حتي عام ٢٠٠٦ من الأرز جابونكا ذات الحبة العريضة ، وهو من أجود أنواع الأرز العالمي ، ثم القمح وكانت نسبة الإكتفاء الذاتي تصل إلى ٨٥٪ ، وكان عدد السكان لا يتعدي ٤٠ مليون نسمة ، وفي عام ١٩٧٩إتخذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرار بإستصلاح الصحراء وزراعة بعض المناطق في الأراضي الصحراوية ، وهذا بالفعل حدث وتم إستصلاح ما يزيد عن ٣٦٠ ألف فدان في منطقة شمال النوبارية وجنوب منطقة التحرير في محافظة البحيرة وبدأت زراعة محاصيل بستانية كثيرة من الموالح وأنواع أخرى من الفاكهة الإستوائية مثل المانجو وأيضا العنب والخوخ والمشمش ، ولكن بداية من فترة الثمانيات حتى عام ٢٠١٠ تم زيادة المساحة المنزرعة بمحاصيل الخضر والفاكهة على  حساب المحاصيل الإستراتيجية الهامة التي كانت العصب الإقتصادي المصري ، حيث كان الإنتاج الزراعي يمثل ٦٩.٥٪ من الناتج القومي في بداية عام ١٩٦١ ، ولكن في  عام ٢٠١٠ كان الإنتاج الزراعي يمثل ١٤٪ من الناتج القومي ، ومعدل النمو الزراعي خلال ٣٥ عام الماضية كان لا يتعدى ٢٪ فقط في حين أن معدل الزيادة السكانية أكثر من ذلك بكثير مما أثر علي زيادة الفجوة الغذائية ، ويوجد كثير من التحفظات والملاحظات على الفترة الماضية على النمو الزراعي والخريطة الزراعية المصرية ، حيث تراجعت المحاصيل الهامة مثل القطن والتي كانت عصب الإنتاج الزراعي ، ولكن في الفترة الحالية منذ عام ٢٠١٥ هناك مشاريع زراعية هامة مثل إستصلاح ١.٥ مليون فدان ومشروع ١٠٠ ألف فدان صوب ، ولكن هناك الكثير من نقاط الضعف في المردود لهذه المشاريع بسبب بطء التنفيذ وتولي المسؤولية لإدارة لا تصلح لإدارة هذه المشاريع الزراعية الهامة لأنهم غير فنيين ، ويمكن التغلب على نقاط الضعف في القطاع الزراعي الهام جدا ، على النحو التالي :
تنفيذ مشاريع تطوير نظام الري للمحافظة على المياه وترشيد الإستهلاك وتكون الإدارة للمختصين الفنيين . 
إعادة الدورة الزراعية للمحافظة على الدلتا المصرية .
تفعيل الدور الأساسي للمؤسسات الزراعية المصرية وعلى رأسها وزارة الزراعة الوطنية بحيث  تكون هناك إستراتيجية محددة المعالم يكون معدل الانتاج الزراعي بها بزيادة مضطردة تتناسب مع تزايد عدد السكان وتكون واضحة أمام المسؤولين . 
تفعيل دور المراكز البحثية مثل مركز بحوث الصحراء ومركز البحوث الزراعية . 
الإستثمار الأمثل للمقومات الزراعية التي تمتلكها الدولة بدلا عن الطريقة المتبعة حاليا .  
وضع الهدف الأساسي لأي إدارة تأتي للقطاع الزراعي بخفض الفجوة الغذائية بزيادة المحاصيل الإستراتيجية وهي القمح والأرز والذرة الصفراء وفول الصويا والزيوت (التي يتم إستيراد ٩٢٪ من الإستهلاك القومي) ، وهي أهم المنتجات الزراعية  التي يتطلبها النمو السكاني .  
تشجيع الزراعات الغير تقليدية وتوفير الدعم للفلاح والمزارع البسيط حتى يتمكن من مواكبة التطور لزيادة دخله .
وضع برنامج  قومي لإنتاج بذور الخضار خاصة بإستخدام المشروع القومي للصوب  بدلا من الإعتماد على الإستيراد كما يحصل الآن تحت إشراف الفنيين المختصين .
س : ما هي أهمية هذه المشاريع للشباب ؟
من الواضح ان السياسة العامة للدولة المصرية في الوقت الحالي مهتمة إهتمام غير طبيعي بالشباب المصري وإستقطاب الشباب المتعلم من الدول الخارجية ورجوعهم إلى مصر وتمكينهم في الأماكن القيادية في الادارة وتدريبهم على القيادة للمشاريع الإستراتيجية القومية الزراعية لأنهم هم مستقبل مصر .
  
س : ما هي العقبات التي قابلتك ؟
ج : بالنسبة لزراعة الكينوا صادفتني عقبات كثيرة في الإنتاج مع المزارعين المصريين ومع أصحاب الأراضي الصحراوية رغم أن لديهم مياه ذات ملوحة عالية إلا أنهم يتخوفون من زراعة الكينوا أولا لعدم معرفتهم بهذا المنتج الجديد ، أو أي زراعة محصول غير تقليدي آخر ، وأكثرهم يطلب مني أن أقوم بكل المصاريف الخاصة بالزراعة ثم أستلم المنتج ، وهذا شيء غير طبيعي لأني لا أستطيع أن أكون مسؤلة عن المنتج في أماكن متعددة ، ولا بد أن يكون المزارع والفلاح مسؤل عن ماله وزراعته كي يراعاها أكثر ، أما ثانيا والأهم هو تسجيل المنتج الذي يتطلب وقتا طويلا وإعادة البحث والتقييم  رغم أن كل الإنتاج كان تحت رعاية مركزي بحوث الصحراء والزراعة ، وكل سلالة لها الملف الخاص بها في المركزين ، ولكن هذه الملفات غير معترف بها في إدارة التسجيلات وكلا المركزين   وهذه الإدارة تعمل في  وزارة  الزراعة التي هي منها ، وهذا ما يجعلني أتسأل هذه المكاتب تنتمي للوزارة أم هي غريبة عنها ؟ .
 
س : حضرتك تميزتى بالنشاط والمساعده فى تشييد المستشفيات ببعض الدول الإفريقية ، كل هذا ألا ياخذ منكي وقتا كبيرا ، وكيف تستطيعين التوفيق بين كل ما تقومين به ؟ 
ج : حب العمل هو مبدئي في الحياة وإنجاز الأعمال تكون في مراحل زمنية متتالية ، فمثلا اقوم بالقاء  محاضرات في بعض الجامعات أو المساعدة في إنشاء مشاريع حكومية أو القيام بمشاريع زراعية ، سلسلة من الأنشطة التي أحببتها و ما زلت أحبها وهذا الإحساس لا يدع للتعب مجالا في حياتي  .
س : شكرية الإنسانة بعيدا  عن الزراعة والأراضي ، كيف تقضين يوم العطلة ، وما هي أكثر الأشياء التي تحبي القيام بها ؟
ج : من أول ما بدأت الإستثمار في القطاع الزراعي أقضي أغلب أيام عطلتي في الصحراء لمتابعة التجارب التي نقوم بها … من طبعي أحب الطبيعة والهواء الطلق المفتوح ، والصحراء تمثل لي الحرية بعمقها وغموضها ، هوايتي البحث عن كل ما هو جديد في الزراعة والري ومعرفة ما توصلت إليه الدول المتقدمة في هذين المجالين الحيويين .
س : كيف كانت شكرية المراكشي الطفلة ؟
ج : إسمها منجية أحمد المراكشي ، أما شكرية فهو الإسم الذي أطلقته عليها والدتها ، فأحبت هذه الطفلة هذا الإسم وتركته معها في كل مراحل حياتها ، وكانت طفلة مدللة تعيش في أسرة عريقة الأصل وميسورة ماديا  بين أب وأم وأخوة وعائلة معروفة في جنوب تونس عاصمة الجنوب صفاقس ، كانت هذه الطفلة المدللة شديدة الذكاء منذ صغرها  تتعامل مع الكبير قبل الصغير ، كثيرة المطالعة ، تقرأ في كل المجالات لا تترك كتابا يقع بين يديها إلا وتلتهمه إلتهاما ، كانوا يسمونها فأرة المكتبات ، وقد بقيت معها هذه العادة إلى يومنا هذا ، كانت متأثرة كثيرا بوالدها تتبعه في كل زياراته إلى المزارع التي يمتلكها منذ نعومة اأظافرها ، وهذا ما جعلها تحب الأرض والطبيعة وتعشق الزراعة ، كما كانت تلازم والدها في تجارته في ذلك الوقت ، وهي تجارة الألماس والجواهر ، منذ الصغر تعلمت منه الرجولة والأمانة والصدق في التعامل ، داخل هذه الطفلة المدللة كانت تعيش شخصية تفكر وتحل المواقف وتكتب ، نعم كانت تكتب القصص ثم تطورت إلى المحاضرات في المدرسة وفي اللجان الثقافية وعمرها لم يتعدي الثانية عشر .
س : تونس بالنسبة لشكرية المراكشي في كلمة ؟
ج : تونس هي بلدي .. هي قوميتي التي أعتز بها .. تونس عرفتني كيف أقف بشموخ وكرامة ..علمتني معنى الحرية الصحيحة .. علمتني كيف أكون قوية أمام كل الأزمات وكيف أتصدى لكل المشاكل بقوة وإتزان .. تونس هي أصلي ، ومصر موطني .
س : لمن يمكنك أن تقولي شكرا لأنك ساندتني من منبرنا هذا ؟
ج : شكرا لله سبحانه وتعإلى .. شكرا لمصر ولشعب مصر لإحترامه وتقديره وتكريمه لي .. شكرا للمرحوم أبي الذي علمني كيف أتحمل مسؤلية نفسي دون خوف ، الله يرحمه ويسكنه جنات الخلد .. شكرا لأمي  يرحمها الله التي زرعت في  منذ الصغر المبادئ والأخلاق والرضاء .
س : ما هي كلمتك الختامية لقراء جريدتنا ؟
ج : في النهاية أتوجه بالتحية إلى قراء جريدتكم المتميزة وكل القراء الذين يتابعون  في كل المواقع المرئية والمقروءة ، وأقول للجميع وخاصة المرأه العربية أنه مهما كانت الأحلام صعبه لابد أن نتسلح بالأمل أولا والصبر ثم بالعمل الجاد المنظم الذي يستعين بالعلم الحديث  ثانيا خاصة بالنسبة إلى  الأحلام التي تتعلق بما يفيد المجتمع ويعتبر إضافة جديدة لبلادنا العربية من زراعة أو صناعة ، ولنعلم أن الله يرى هذه الأعمال العظيمة ويجزينا عنها خير جزاء  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *