” ” المعنى الحقيقى للحب ” “

 الحب هو لغة القلوب حين تتلاقى فهو تجربة وجودية عميقة تنتزع الانسان من وحدته القاسية الباردة لكى تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة فهو فضيلة من الفضائل به نعلو بأنفسنا عن العبث والابتذال العاطفي ونحمى عقولنا من الضياع والتبعثر الفكرى … الحب شعور داخلى ينبع من القلب ويكون بدايته إنجذاب للطرف الآخر يرافقه تدفق لهرمونات السعادة ثم يتطور ليصبح علاقة سامية بعيدة عن الأغراض الدنيوية الزائلة ، بها يصبح الإنسان أفضل وأرقى لديه طاقة وإنتاج … الحب تجربة إنسانية معقدة لأنه يمس صميم وجوهر الإنسان فيحعله يشعر أنه ولد من جديد وينقله إلى تلك الواحات الضائعة ، واحات الطهارة والنظاره والشعر والموسيقى لكى يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة فى بيداء الروتين اليومي ، وكانما هى جنات من الجمال والبراءة والصفاء وسط صحراء الكذب والتصنع والجفاء ، فهو بحر حين تكون على شاطئيه يقذفك بأمواجه بكرم فائق ويستدرجك بلونه وصفائه وروعته لكى تلقى بنفسك بين أحضانه لتبحث عن درره وتغوص فى أعماقه … الحب يبدأ بالسماع والنظر فيتولد عنه الإستحسان ثم يقوى فيصير مودة ثم تقوى المودة فتصير محبة ثم تقوى المحبة فتوجب الهوى ، فإذا قوي الهوى صار عشقا ثم يزداد العشق فيصير تتييما ثم يزداد التتيم فيصير ولها وهو قمه ما يبلغه المحب … الحب ليس حروفا مذهبة ولا سطورا معلقة ولا نغمة راقصة بل هو نارا تضوينا وماء يروينا وزادا  يكفينا … لا يحتاج إلى منطق يبرره فهو مبدأ كل شىء وغاية كل شىء ، شعلة نار تدخل النفوس فتشعلها ويظهر لمعانها فى العيون ويلاحظه توأم روحك الذى أول من ترغب فى سماع صوته وهو أول من ترغب أن يسعفك هاتفك ليظهر إسمه على شاشتك وهو من تريد إخباره بكل شىء وأى شىء لأنه هو الذى شغل قلبه بحركاتك وسكناتك فنجاحك نجاحه وحزنك حزنه ودموعك مصدرها عيناه وابتسامتك تسبق محياك إلى محياه لأنه هو لك ومن أجلك انت … أحبوا بعضكم البعض ولكن لا تقيدوا المحبه بالقيود بل اجعلوها نهر فائض بين شواطئ أنفسكم يغمر حياتكم بالخيرات ولنجعل المشاعر جسر متبادلا أرضه الخوف على الآخر ومداده الحب وزاده نبضات قلب لا يتوقف .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *