محاكمة رسام كاريكاتير جزائري بتهمة الإساءة لبوتفليقة

  
يحاكم رسام كاريكاتير جزائري بتهمة رسم منشور في صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يسيء للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في محكمة المغير بمحافظة الوادي (630 كلم جنوب الجزائر).
ويحاكم الطاهر جحيش بتهمة “الإساءة إلى رئيس الجمهورية الجزائرية بعبارات تتضمن الإهانة والقذف عن طريق وسائل إلكترونية والتحريض على التجمهر غير المسلح بالكتابة”.
وقال الطاهر جحيش (53 سنة) لـ”العربية.نت”: “الرسم كان وسيلة مني للتضامن مع سكان الصحراء الرافضين لعملية استخراج الغاز الصخري. الكاريكاتير هو لغة عالمية ولا تحتاج إلى تفسير، لكن السلطة فسرته على أساس أنه إساءة للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة”، ولم يخف جحيش القلق الذي ينتابه، مؤكدا “لا أريد أن أعيش تحت هذا الضغط، إنني أعيش قلقا يثقل الريشة في يدي”.
قضية رأي عام
وقال جمال كبير، عضو هيئة الدفاع المكونة من 15 محاميا لـ”العربية.نت”: “إن قضية الطاهر جحيش قضية رأي عام، تضع السلطة في الجزائر أمام حرج الوزراء الجزائريين الذين تضامنوا مع مجلة شارلي إيبدو، هذه المجلة التي أهانت النبي محمدا برسم كاريكاتير بشعار حرية التعبير فيما يتم تضييق الخناق على رسم كاريكاتير يعبر عن رأي رسام جزائري من عملية استخراج الغاز الصخري المرفوضة في صحراء الجزائر”.
وأدانت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان عبر بيان تسلمت “العربية” نسخة منه “استمرار تضييق الخناق على حرية التعبير في الجزائر من طرف السلطة وإن تعددت الطرق والأساليب الملتوية”.
ويلقى الطاهر جحيش تضامنا شعبيا ومساندة من مختلف الهيئات والجمعيات التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في الجزائر، بينما شهدت محكمة المغير بالوادي إنزالا كبيرا للعديد من المحامين المتطوعين للدفاع عن رسام الكاريكاتير الذي تم تأجيل محاكمته للمرة الثانية إلى جلسة يوم 26 مايو 2015.
وتتخوف الأسرة الإعلامية في الجزائر من استمرار تضييق الخناق على المؤسسات الإعلامية وعلى الصحافيين العاملين بها من قبل السلطة، بينما تعتبر الحكومة على لسان وزير الاتصال الجزائري حميد قرين أن الصحافة “تمارس في الجزائر بدون أي ضغط”، في وقت يصنف فيه مؤشر حرية الصحافة لدى منظمة “مراسلون بلا حدود”، الجزائر في المرتبة 119 من بين 180 دولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *