أعلنت المعارضة السودانية، الأربعاء، عزمها مقاومة اتجاه الحكومة لزيادة تعرفة الكهرباء والمياه، ولوحت بإطلاق التعبئة العامة، وتنظيم حراك شعبي لمناهضة أي زيادات مرتقبة في الأسعار تفرضها الحكومة، فضلاً عن سياسات مالية من الممكن أن تؤدي إلى رفع أسعار الخبز.
ولوحت الحكومة منتصف الشهر الحالي بزيادة على تعرفة الكهرباء واستهلاك المياه بنسبة 100%، بغية ضمان استقرار خدمات الإمداد الكهربائي والمائي، بعد برمجة قطوعات قاسية تسببت في موجة احتجاجات بأحياء ولاية الخرطوم، طيلة الشهرين الماضيين.
وأصدرت المعارضة السودانية المتمثلة في قوى “نداء السودان”، بيان، الأربعاء، أكدت خلاله رفضها القاطع لأي زيادات في أسعار الخدمات والسلع التي ينتظر إجازتها وإعلانها.
وأكد البيان أن “تردي الأوضاع المعيشية والانهيار الاقتصادي هو نتيجة لتفشي الفساد وعدم وجود سياسات إنتاج والاعتماد على النفط وغياب رؤية إصلاح اقتصادي للحكومة بعد انفصال جنوب السودان”.
وقال إن “تكلفة الحرب، التي بلغت 4 مليارات دولار شهريا والصرف البذخي على قطاع الأمن والقطاع السيادي، أوصلت الوضع الاقتصادي وحياة السودانيين في القرى والحضر إلى ترد غير مسبوق يهدد استقرار حياة المواطنين ويؤثر على احتياجاتهم اليومية من غذاء وصحة وتعليم واستقرار وأمن”.
وأكدت قوى “نداء السودان” أن حكومة حزب المؤتمر الوطني الحاكم اتسمت بسوء إدارة قطاع الخدمات بالبلاد بتعيين كوادر غير مؤهلة وضعف الصرف على الخدمات، وهو ما يعود سلبا على الخدمة المباشرة للمواطن، ويؤدي إلى مزيد من التدهور والشح في الخدمات.
وحذرت المعارضة من أن زيادة أسعار خدمات الكهرباء والمياه بنسبة 100% ستؤثر على زيادة أسعار كافة السلع والخدمات الأخرى، مشيرة إلى أن قرار وزير المالية بزيادة سعر صرف الدولار الجمركي لاستيراد القمح من 2,9 جنيه الى 4 جنيهات بدءاً من 23 يونيو الماضي، سيؤدي الى زيادة أسعار الخبز أو إنقاص أوزانه.
وقال البيان: “بدلاً من أن يقوم المؤتمر الوطني باختيار بدائل بإعلان وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب وتخفيف الصرف الحربي والأمني والسيادي بعد تشكيل أكبر حكومة تمر على السودان بعد انتخابات فاقدة الشرعية، وبدلاً أن تسعى الحكومة جادة لمحاربة الفساد، تستمر في تحميل المواطن ثمن سياسات خرقاء عبر زيادة الجمارك والضرائب وأسعار الخدمات”.
وأكد أن أزمة الخدمات والأزمة الاقتصادية وسياسات الحرب والإفقار ستتواصل في ظل النظام الحالي الذي يعمل فقط على ترسيخ وجوده في الحكم، ولا حل سوى العمل الجاد وسط القوى الحريصة على مستقبل السودان في تغيير النظام.
وقال البيان “إن قوى نداء السودان إذ تعلن عن التعبئة العامة تدعو كافة القوى المدنية والسياسية لحراك جماهيري مقاوم لزيادة أسعار السلع والخدمات”.