قالت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية أن ثمة توافق على بيع المملكة العربية السعودية نسخاً متطورة من منظومة الصواريخ أرض – جو (باتريوت)، في صفقة تبلغ قيمتها 5.4 مليار دولار أمريكي، مضيفة أن المنظومة الجديدة تحمل المزيد من الميزات، من بينها قدرتها على حمل 16 صاروخا يمكنها اعتراض الطائرات والصواريخ الباليسيتة.
وأشارت المصادر إلى أن وكالة التعاوني الأمني الدفاعي (DSCA)، التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، والمسؤولة عن المساعدة المالية والتقنية ونقل المعدات العسكرية والتدريب لحلفاء الولايات المتحدة، أبلغت الكونجرس، وتنتظر الحصول على الضوء الأخضر لتنفيذ الصفقة، طبقاً لما نقله موقع “ديفينس نيوز” الأمريكي.
ونقل الموقع عن مسؤولين أمريكيين أن بيع أحدث نظم صواريخ باتريوت للسعودية، وهو نظام (Patriot Advanced Capability-3) الذي تنتجه شركة “لوكهيد مارتن”، سيعزز من قدرات الرياض الدفاعية، بوصفها أحد الحلفاء المحوريين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وطبقاً لوكالة التعاون الأمني الدفاعي، طلبت المملكة العربية السعودية التزود بـ 600 صاروخ متطور عالي التوجيه، وأعلنت أن الشركة المنتجة دعمت قرار تزويد السعودية بهذه الصواريخ، في إطار تحديث قدراتها في مجال الدفاع الجوي، وقالت إنها تستخدم بالفعل ضمن القوات المسلحة لدول منها الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، وهولندا، وألمانيا، وتايوان، والإمارات العربية المتحدة.
وتأتي الأنباء عن تزويد المملكة العربية السعودية بتلك المنظومة، بعد أيام من زيارة وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر إلى المملكة، الأربعاء 22 تموز/ يوليو الجاري، في إطار جولته الإقليمية لتهدئة مخاوف حلفاء الولايات المتحدة، بشأن احتمال عدم منع الاتفاق النووي بين الدول الست الكبرى وإيران، الأخيرة من تطوير قدراتها النووية.
وقالت تقارير إن الرياض سعت خلال زيارة كارتر إلى الحصول على ضمانات أمريكية ضد التدخل الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وأن الاجتماعات مع المسؤولين بالمملكة تطرقت إلى مساعي الرياض لتعزيز دفاعاتها.
ونقل موقع “ديفينس نيوز” عن تيودور كاراسيك، المحلل في الشؤون الجيو- سياسية والدفاعية، أن تزويرد المملكة العربية السعودية بصواريخ (PAC-3)، يأتي ضمن “تعزيز قدرات الدفاع الجوي للقوات المسلحة السعودية، ليس في إطار حربها ضد الحوثيين في اليمن فحسب، ولكن ضد التهديد الصاروخي الإيراني على المديين القريب والمتوسط”، على حد قوله.
ووفقاً للوكالة الأمريكية للتعاون الأمني الدفاعي، يجري الحديث عن عمليات تحديث واسعة للمخزون الصاروخي السعودي الحالي من صواريخ باتريوت، التي مر عليها وقت كبير، وبات من الصعب توفير قطع الغيار الخاصة بها.
وأشارت مصادر بالوكالة أن المملكة تستخدم هذه المنظومة منذ سنوات، لذا فإنه لن يكون من الصعب أن تستوعب الصواريخ الجديدة ضمن قواتها المسلحة.
وأضافت المصادر أن الانظمة الجديدة قد تعوض فشل أنظمة باتريوت القديمة الذي ظهر على الحدود السعودية اليمينة مؤخرا، وأنها ستكون قادرة على إعتراض صواريخ “سكاد” حال إستخدمها الحوثيون في اليمن ضد أهداف داخل المملكة.