ثار جدل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية اليوم الجمعة، حول حكم قضائي صدر بحق أب داوم على اغتصاب ابنته لمدة 5 سنوات.
وأصدرت المحكمة العامة بمحافظة جدة أمس الخميس، الحكم في هذه القضية، على المدان بالسجن 13 عاماً والجلد ألفي جلدة، وصرف النظر عن الطلب الذي تقدم به المدعي العام بتنفيذ حد الحرابة عليه.
وتفاعل رواد موقع التدوين القصير “تويتر” مع هاشتاج #سجن_فاعل_الفاحشة_بابنته_13عام، الذي تصدر واجهة الأحداث في المملكة نظرا لمستوى التفاعل الذي حظي به.
وانقسم المغردون، بين من يرى في الحكم رأفة بالجاني لا تتناسب وحجم الضرر الذي ألحقه بابنته، فيما رأى آخرون أن الحكم يعكس وضع القضاء في البلاد، حيث يحكم القاضي في أمور كثيرة بأحكام لا تناسب وحجم القضية، أما فريق ثالث فاكتفى بالسخرية معتبرا أن حالة الانغلاق التي يعيشها المجتمع، وسيطرة الرجل وغياب أي دور يذكر للزوجة وحرمان المرأة من أبسط حقوقها جعلها سلعة رخيصة، حتى من طرف من يفترض أن يكون مصدر أمانها الأوحد.
وعلق أحد المغردين على الحكم قائلا: سجن_فاعل_الفاحشة_بابنته_13عام “دليل على أنه لا يوجد أي رقابة على القضاة أحموا نفسكم و أولادكم، لما يطيح الفاس في الرأس مافيه قانون يحميكم”، فردت عليه مغردة بأسلوب ساخر اللي يقهر إنه بيطول اللحية ويحفظ القرآن ويطلع بعد7سنين.. ويتوظف بالهيئة ويصرخ علي عشاني مالبست قفازات”، فيما زادت مدونة أخرى بقولها “أزيدكم من الشعر بيت بنات كثير أخوانهم وآباءهم يتحرشون فيهم جنسياً ويسكتون ! وليومكم ذا على نفس الحال”.
وغرد سعودي آخر بقوله، “يعطون أمل إلى ضعفاء النفوس فعل الفحشاء مع بناتهم لأنها ليست من الكبائر”، فردت عليه إحدى المدونات بأسلوب استشرافي تفوح منه رائحة السخرية ” بعد ما يطلع من السجن وظيفته مضمونة، يحفظ القرآن وتطيح عنه ثلث المدة، ثم يخرج داعية تستضيفه بداية لتوعية الشباب”.. وأستدرك آخر معلقا على الحكم “نفس مدة رائف البدوي… شي مضحك تغتصب بنتك وتطلع بعد كم سنة”.
تفهم.. ولكن؟
وهناك مغردون، تباينوا في تقييمهم لهذه الحادثة والعقوبة الصادرة بحق الأب، وكتب أحدهم يقول “سجن_فاعل_الفاحشه_بابنته_13عام أغلب السعوديين ليسوا راضين عن سجن الأب بل يريدون قتله. فلتعلم أيها السعودي بأن حكومتك لا تطبق شرع الله”، فيما حاول آخر أن يحمل الفتاة جزءً من المسؤولية بقوله “بعض الدعاة يقولون لا تجلس البنت أمام ابوها بملابس مغرية .! يعني افهموها إذا اغتصبت هي السبب”.
وشاطره مغرد آخر نفس الرأي وزاد، “كان لازم تخفيف العقوبة طبعا، لأنه أكيد البنت كانت السبب مش متسترة وأغرت أبوها!! شر البلية ما يضحك”.
مغرد آخر انتقد الحكم القضائي في هذه الواقعة وتابع “هذا.. الحكم يؤكد أن التحرش بشكل عام مقبول من البهائم البشرية، دام هتك عرض بنته مجرد سجن رحيم لأب منحل.. من العار والظلم أن لا يقتل الأب المجرم في مجتمع إسلامي يحكم بالشريعة. الدين والعقل والإنسانية ضد هذا..الحكم”.
أما إحدى المغردات السعوديات، فاكتفت بالقول، “قوة رجل وضعف امراة حسبي الله ونعم الوكيل، على كل رجل ظالم لا يخاف الله حتى بنته لم تسلم حيوان على هيئة رجل #سجن_فاعل_الفاحشه_بابنته_13عام، وردت عليها أخرى فيما يشبه التقليل من شأن هذا الحكم، وأضافت “أب قطيفي شيعي يغتصب ابنته ولا نال عقاب ولاشيء ومن عشرين سنه يغتصبها؟.
استفهامات
القضاء السعودي، نال قسطا وافرا من انتقادات من علقوا على هذا الهاشتاج المثير للجدل والذي حظي بمتابعة غير مسبوقة، وهكذا تساءل أحد المغردين “أليست عقوبة الزاني المحصن الرجم في المنهجية التي يتبعها ذات القاضي ! فكيف يحكمُ بـ #سجن_فاعل_الفاحشة_بابنته_13عام !!!! مصيبةٌ وخلل !”، وعلق آخر عليه “محاكمنا تتطبق الشريعة ونزاهة قضائنا لا جدال فيها، فلا يغرنكم كلاب الليبرالية مايقولونه فهم لايفقهون الا الخسه”.
رأي لم يعجب إحدى الفتيات، فقالت “تتشدقون بالعفة والشرف وعندما تغتصب الفتيات يصمت أصحاب الفضيلة المستعارة ويحكم قاضيكم بما يتوافق مع غريزته!!، بينما اكتفى مدون آخر بالتركيز على أن “شناعة هذا الفعل واستهجان الكل له لابد أن يقابل باستهجان من يحاول شرعنته بالتراضي”.
مقارنة طريفة
#سجن_فاعل_الفاحشة_بابنته_13عام اغتصب بنته يسجن ١٣عاما، بس محاولة اغتصاب ٢٥عام الفرق بين بلد الاسلام والكفر تأملوا، تعليق فتح شهية الساخرين فكتب أحدهم “١٣سنة عقوبة زنا المحارم، ٢٥ سنة عقوبة محاولة اغتصاب ومع هذا لا يزال قضاؤنا الأنزه”!
وفي سياق السخرية من عدد سنوات السجن، فضل البعض المقارنة بين عقوبة عيد الحب واغتصاب البنت، وتابع “سجن_فاعل_الفاحشة_بابنته_13عام فقط في بلد دستوره الشرع سجن٣٩سنة عقوبة الاحتفال بالفلانتاين، و١٣سنة لمن اغتصب ابنته!”.
هذه المقارنة الطريفة في الأحكام، أخرجت الفتيات السعوديات عن صمتهن، واعتبرت إحداهن أن الأب المغتصب لابد أن يكون متناقضا في سلوكه “ترى المتحرش نفسه تلاقيه يعارض قيادة المرأة للسيارة بدعوى الغيرة ع محارمه، وهو اصلاً بنفسه يعتدي ع محارمه”، فيما حاول مغرد الربط بين الحكم ولحية الجاني بأسلوب لا يخلو من النكاية “تتوقعون لو انه مش مطوع كم حيكون الحكم عليه ؟؟ هل اللحية لها دور في الحكم؟
موقف
وفتاة أخرى، أرادت أن تذكر الجميع أن مأساة المغتصبة لن تتوقف عند هذا الحد، وكتبت تقول “الجدير بالذكر أن البنت في سن ١٨ بتنخطب، ولن يتم عقد نكاحها بدون موافقة وتوقيع “مُغتصبها” الحرّ الطليق”.