قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتوقيع وثيقة حفر قناة السويس الجديدة في 5 أغسطس 2014، وتقديمها للفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس لتنفيذها. وفيها ألزم الرئيس منفذي المشروع بالانتهاء منه بعد عام واحد فقط، بدلاً من ثلاث سنوات كما عرض رئيس الهيئة على الرئيس خلال الاحتفال بتوقيع وثيقة الحفر.
وأعلنت هيئة قناة السويس أن تكلفة الحفر بالقناة الجديدة 8 مليارات دولار، 4 مليارات دولار لحفر قناة موازية للمجرى المائي الحالي لقناة السويس، والذي يبلغ طوله بعد آخر تطوير أُجري للقناة في عام 2009 نحو 192 كيلومترا، ويبلغ طول القناة الموازية 72 كيلومترا، سوف يتم شق 35 كيلومترا منها بتقنية الحفر الجاف، بينما سيتم استكمال ما تبقى من الطول المقترح للقناة (وهو 37 كيلومترا) بتعميق مجرى القناة الحالية ووصله بالجزء المنفذ بالحفر الجاف.
بالإضافة إلى 4 مليارات أخرى لحفر 6 أنفاق تعبر أسفل قناة السويس، 3 في الإسماعيلية، و3 في السويس، و2 لعبور السيارات، وواحد للقطارات، وذلك لكل محافظة، أي ما يوازي 60 مليار جنيه مصري تقريباً.
وبسبب أن ميزانية الدولة المصرية في ذلك الوقت لا تتحمل هذه التكلفة العالية، طرحت الحكومة المصرية شهادات استثمار على المواطنين، بعائد 12% ولمدة 5 سنوات، بهدف جمع 60 مليار جنيه مصري خلال شهر من طرح الشهادات، ولكن بسبب إرادة المصريين لعبور أزمتهم، والوقوف بجانب القيادة الجديدة، تم بالفعل جمع 64 مليار جنيه، أي أكثر من المبلغ المطلوب في ثمانية أيام فقط. في ملحمة اعتبرت تأييدا جديدا للرئيس المصري وحكومته الجديدة.
المشروع بشكل عام يتكون من ثلاث مراحل، انتهت اثنتان حتى الآن، وتبقى مرحلة ثالثة وأخيرة “تنمية إقليم قناة السويس”، فينقسم مشروع القناة الجديدة إلى مرحلة حفر على الجاف (الناشف)، ثم مرحلة الحفر المائي والتكريك، ومرحلة أخيرة، مرحلة تنمية المنطقة المحيطة بالقناة، أو ما يطلق عليه “تنمية إقليم قناة السويس “.
المرحلة الأولى (الحفر الجاف)
بدأت المرحلة الأولى للمشروع في السابع من أغسطس 2014، أي بعد يومين فقط من تكليف الرئيس السيسي لرئيس أركان الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة اللواء كامل الوزيري، والتي كُلفت بالإشراف على المشروع، خاصة في مرحلته الأولى، الحفر الجاف، ولكي يتم الانتهاء من المشروع في الزمن المحدد – عام واحد – كان لابد من الاستعانة بعدد أكبر من الشركات والعمالة التي ستقوم بإنجاز هذه المرحلة، وبالفعل شارك في هذه المرحلة 44 ألف مواطن مصري، بمصاحبة 4500 معدة، و62 شركة مصرية، وتمت إضافة كتيبتين من القوات المسلحة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، إضافة لكتيبتي الطرق للمساعدة في عمليات الحفر.
واستطاعوا إنهاء الحفر الجاف بنسبة 100% خلال 9 شهور، وكانت الكمية المطلوب حفرها من الرمال حوالي 250 مليون متر مكعب من الرمال.
المرحلة الثانية الحفر المائي (التكريك)
بدأت مرحلة الحفر المائي مباشرة بعد انتهاء الحفر الجاف، والوصول إلى العمق المطلوب وظهور مياه بأرضية القناة الجديدة، وشارك في هذه المرحلة 5000 عامل ومهندس شاركوا في التكريك المائي، إضافة إلى “تحالف التحدي”، وهو عبارة عن تحالف أسطول كراكات هيئة قناة السويس، وشركة الجرافات الوطنية الإماراتية (NMDC) وشركتي “فان أورد” و ” بوسكالس” الهولنديتين وشركتي “جان دو نيل” و”دريدجينج انترناشيونال” البلجيكيتين وشركة “جريت ليكس” الأميركية. واشترك خلالها 45 كراكة، 23 منها أنهت عملها بالفعل، و22 أخرى تغادر الموقع بالتناوب، إضافة إلى 4 فنادق عائمة منذ بداية المشروع لاستراحة العاملين وتناوب الورديات. وأنهى تحالف التحدي عمله في 267 يوماً.
المرحلة الثالثة (تنمية إقليم قناة السويس)
وهي المرحلة المتوقع بدؤها مباشرة بعد افتتاح القناة الجديدة، يوم 6 أغسطس الجاري، وتتضمن هذه المرحلة كما هو معلن حتى الآن 42 مشروعاً ذات أولوية، منها 6 مشروعات ذات أهمية قصوى، وهي “تطوير طرق القاهرة/ السويس -الإسماعيلية– بورسعيد إلى طرق حرة، للعمل على سهولة النقل والتحرك بين أجزاء الإقليم والربط بالعاصمة، وإنشاء نفق الإسماعيلية المار بمحور السويس للربط بين ضفتي القناة “شرق وغرب”، وإنشاء نفق جنوب بورسعيد أسفل قناة السويس لسهولة الربط والاتصال بين القطاعين الشرقي والغربي لإقليم قناة السويس، إضافة إلى تطوير ميناء نويبع كمنطقة حرة، وتطوير مطار شرم الشيخ وإنشاء مأخذ مياه جديد، على ترعة الإسماعيلية حتى موقع محطة تنقية شرق القناة لدعم مناطق التنمية الجديدة.
ويمكن تقسيم هذه المرحلة جغرافياً كما يلي:
1- منطقة شرق بورسعيد: يقترح لهذه المنطقة أن تتضمن محطتين للحاويات ومحطتين للصب السائل ومحطة تموين (لوجستية) ومحطة للحبوب.
2 – منطقة الإسماعيلية الجديدة ووادي التكنولوجيا: تشمل مراكز التنمية لهذه المنطقة صناعات الإلكترونيات والميكروالكترونيات والهندسة الطبية والآلات الدقيقة ومعدات الاتصال، وتضم هذه المنطقة أيضا المنطقة الصناعية لمدينة القنطرة شرق.
3 – منطقة شمال غرب خليج السويس: تضم هذه المنطقة كلا من المنطقة الصناعية في شمال غرب خليج السويس ومنطقة الصناعات الثقيلة التي تقع غرب المنطقة الجنوبية للخليج، وستشمل المنطقة أيضا مركز معلومات ومجمع خدمات تموينية ومجمعا طبيا ومراكز أبحاث وجامعة ومعاهد تعليمية.
الأرباح المتوقعة من المشروع
وأكد الفريق مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن المشروع الجديد للقناة سيخفض زمن انتظار السفن عند عبورها القناة إلى ثلاث ساعات فقط، بدلاً من 11 ساعة، مما يعمل على زيادة عدد السفن العابرة للقناة، حيث تمر بالقناة حالياً في المتوسط 49 سفينة يومياً.
توقع الدكتور أشرف سالمان، وزير الاستثمار المصري، أن تصل إيرادات القناة إلى 10 مليارات جنيه سنويا، حيث تقدر الإيرادات الإضافية المتوقعة من وراء تنفيذ مشروع توسيع قناة السويس بنحو4.7 مليار دولار سنويا، تضاف على نحو 5 مليارات دولار، هي الإيرادات المقدرة للقناة عن عام 2014، مرجحين أن ترتفع هذه العوائد إلى أكثر من ذلك في حال اكتمال المشاريع المرتبطة بالمشروع (تنمية إقليم قناة السويس).