و التي تتم مصادرتها على الحدود الروسية إلى بلدانها الأصلية، وأن يتم إتلافها في ذات الموقع الذي تُصادر فيه، ليس في صالح المربين والمزارعين الفرنسيين.
إذ أن روسيا قررت تمديد الحظر المفروض على المنتجات الزراعية الفرنسية.
وقد تم يوم الخميس سحق أطنان من الخوخ والنكتارين التي تم ضبطها، وكذلك الجبن واللحوم البولندية، تحت عجلات الجرارات.
وأعلنت وزارة الزراعة الروسية في بيان لها، وفقا لأوامر فلاديمير بوتين “اعتبارا من اليوم، يجب إتلاف كل المنتجات الزراعية والمواد الخام والمواد الغذائية الواردة من أي بلد فَرض عقوبات على روسيا ومواطنيها، والتي تم حظرها على الأرض الروسية”.
وتفيد التقارير أنه حتى الآن، كل هذه المنتجات المحظورة، لأنها قادمة من بلدان تُعاقب روسيا لدورها المزعوم في الأزمة الأوكرانية، كانت روسيا تكتفي بإعادتها إلى موطنها الأصلي، لكن من الآن فصاعدا سوف يتم تدميرها في مكان تواجدها من قبل السلطات، سواء احتجزت على الحدود أو في المخازن.
تدمير 319 طنا من المواد الغذائية
ومن دلائل إصرار السلطات إعلان وكالة الصحة الروسية في وقت مبكر من صباح يوم الخميس ضبط 73 طنا من الخوخ والنكتارين على حدود بيلاروسيا، والعابرة عبر تركيا بموجب شهادة تركية كاذبة.
وعند المعبر الحدودي نفسه، فضل سائق آخر يحمل طنا ونصف طن من الطماطم (البندورة) غير المصدقة أن يعود إلى روسيا البيضاء، وفقا لوكالة أنباء ريا نوفوستي.
وفي نهاية اليوم تم تدمير ما مجموعه 319 طنا من المواد الغذائية، بما في ذلك اللحوم من إيطاليا والتي تم إتلافها في محرقة في سان بطرسبرج.
وقد اعترف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن تدمير الغذاء “ربما لم يكن مستحبا”، مطالبا وسائل الإعلام بعدم “المبالغة في المشكلة”، لأن هذا الغذاء “تهريب غير مشروع”.
كانت قالت وسائل الإعلام إن أنباء اكتشاف وتدمير المواد الغذائية توالت طوال اليوم.
وهكذا، بث تلفزيون الدولة الروسية صورا من مدينة بيلغورود، في جنوب غرب روسيا بالقرب من أوكرانيا، لمئات الكميات من الجبن التي تم رميها على الأرض في موقع لكب النفايات، ثم إتلافها بواسطة جرار.
وتفيد قناة فيستي التلفزيونية أن تسعة أطنان من المواد الغذائية تم إتلافها، من بينها خمسة أطنان ضبطت في المتاجر.
وأضافت القناة أن المنتجات التي تم إتلافها تحتوي على لحوم من ايرلندا وبولندا تم مصادرتها بعد غارة للشرطة في ريوتوف، ضاحية شرق موسكو.
وفي أورينبورغ، بالقرب من الحدود مع كازاخستان، تم ضبط ومصادرة عشرين ألف طن من الجبن المنتج في لاتفيا وإتلافها، وفقا لوكالة الأنباء الروسية تاس.
أما المنتجات المستوردة من قبل الأفراد للاستهلاك الشخصي، فهي مرخصة.
إتلافات في عز الأزمة الاقتصادية
تسارع السلطات في تدمير المواد الغذائية التي كان من الممكن إعادة توزيعها أثارت انتقادات من قبل المجتمع المدني وشخصيات من جميع الخلفيات السياسية، حيث نددت صحيفة فيدوموستي الاقتصادية في افتتاحيتها بما وصفته بـ “الهمجية المتباهية” و”الحرب العبثية ضد الغذاء في أوقات الأزمات الاقتصادية”.
وقد وقع أكثر من 280 ألف شخص عريضة نشرت على موقع Change.org طالبوا فيها توزيع الغذاء الذي تمت مصادرته على “قدامى المحاربين والمعوقين، والأسر الكبيرة، على من يعانون من الكوارث الطبيعية الأخيرة”.