وجه وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون، تهديدا صريحا باستهداف علماء الذرة الإيرانيين، في حوار أدلى به لمجلة “دير شبيجل” الألمانية، تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم الجمعة.
وقال يعلون، إن إسرائيل لديها أمر واضح، وهو أن المشروع النووي العسكري الإيراني ينبغي أن يتوقف بطريقة أو بأخرى، وأن بلاده غير مستعدة لقبول إمتلاك إيران للسلاح النووي.
وجاء تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، بإستخدام العمليات السرية لإغتيال العلماء الإيرانيين عبر تصريحه للمجلة بأنه “غير مسئول عن طول أعمار علماء الذرة الإيرانيين”، ما يعتبر التهديد الأكثر صراحة، والذي يوجهه مسئول إسرائيلي رفيع المستوى بشأن البرنامج النووي الإيراني، منذ عمليات الإغتيالات التي طالت العديد من علماء الذرة في إيران قبل سنوات، دون أن تعلن إسرائيل مسؤوليتها.
وأشار يعلون، خلال الحوار إلى أنه “لا يؤمن بأن البحوث التاريخية الكثيرة ستنشغل بمحاولة التوصل إلى إجابة حول كيفية التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران”، مضيفا أن “لديه شعور بأن زعماء سياسيين في الغرب فضلوا تأجيل المشكلة إلى يوم آخر، أو إلى عام آخر، أو ترحيلها إلى الزعماء الذين سيخلفونهم في الحكم”.
وعبر يعلون، عن اعتقاده بأن “الكثير من التجارب التاريخية كانت تسير في اتجاه التصالح بهدف إيجاد حلول، ولكن تبين في نهاية المطاف أن ثمنا باهظا يتم دفعه بسبب هذه المصالحات، وهو ما ينطبق على حالة إيران”، على حد قوله.
أمريكا.. والخطأ التاريخي
وجدد يعلون، تأكيده على أن المفاوضات التي أدارتها الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران كانت خطأ تاريخي، وقال إن إسرائيل لن تتردد في مهاجمة إيران لتدمير مشروعها النووي. مضيفا أن “الإتفاق النووي سيمكن إيران من الوقوف على عتبة إمتلاك السلاح النووي، وأنها في غضون عقد ستباشر عمليات تخصيب اليورانيوم بدون أي قيود”.
ولفت يعلون إلى أن رفع العقوبات عن إيران، يدر عليها مليارات الدولارات، التي يمكن أن تستخدمها في تحسين اقتصادها، ما يُعينها على “تصدير الثورة الإسلامية”، والإغداق بالأموال والمساعدات العسكرية على منظمة حزب الله اللبنانية، وحركة حماس الفلسطينية، وكذلك حركة الجهاد الإسلامي، والحوثيين في اليمن، والشيعة في البحرين والسعودية.
استراتيجية فعالة
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إن “الإستراتيجية الفعالة الوحيدة ضد إيران هي ممارسة ضغوط ووضع النظام الإيراني في مأزق، وأن هذه الإستراتيجية كانت تقوم على عزل القيادة الإيرانية عبر عقوبات معقدة، وأخيرا كان الخيار العسكري، وأن الوضع الجديد لا يعني أن تلك الإستراتيجية تبددت، بل إن الخيار العسكري سيظل قائما حال تبين إنتهاك إيران للإتفاق”.
وفيما يتعلق بالآمال التي يعقدها الغرب على الاتفاق النووي، الذي تم التوقيع عليه 14 تموز/ يوليو الماضي في فيينا، قال يعلون إن “الإتفاق لن يؤدي إلى إصلاحات سياسية في إيران، بل سيزيد من إنتهاكات حقوق الإنسان هناك، وأن النظام الإيراني مازال يشنق المعارضين في الأسواق والشوارع، وأنه في حال اعتقد الغرب أن الحديث يجري عن ربيع إيراني فهو مخطئ”.
امبراطورية شيعية
وبشأن الدور الإيراني في الحرب ضد تنظيم “داعش”، رد يعلون بقوله إن “هذا هو الدور الوحيد الذي يمكن لإيران أن تلعبه، فهي ضالعة في جميع الصراعات في سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة ولبنان”، مضيفا أن الحديث يجري عن “نظام أصولي عدواني يسعى لتأسيس إمبراطورية شيعية”، على حد تعبيره.