أعلنت الأطراف المتحاربة في سوريا وقفا لإطلاق النار مدته 48 ساعة في منطقة مواجهات اليوم الأربعاء بعد شهر من جهود للوساطة لم يسبق لها مثيل قامت بها تركيا وإيران.
ويعكس هذا نهجا جديدا لبعض دول المنطقة التي تساند أطرافا متنافسة في الصراع.
وأوقفت الهدنة القتال بين مقاتلي المعارضة من جهة والجيش السوري ومقاتلي حزب الله المتحالف معه من جهة أخرى في بلدة الزبداني الخاضعة لسيطرة المعارضة وفي قريتين يغلب على سكانهما الشيعة بمحافظة إدلب.
ووصف ثلاثة مسؤولين قريبين من دمشق الهدنة بأنها نتيجة وساطة قامت بها تركيا التي تدعم مقاتلي المعارضة الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وايران التي تسانده بقوة.
وتمثل هذه الخطوة أحدث المؤشرات حتى الآن على ظهور نهج جديد بالمنطقة تجاه الصراع الذي أسفر عن مقتل ربع مليون شخص وتشريد عشرة ملايين وأدى الى سقوط أجزاء كبيرة من سوريا في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وأثار خلافات بين دول المنطقة.
وبعد أربع سنوات لم تحرز فيها الجهود الدبلوماسية تقدما نحو السلام اتجهت الدول التي تدعم الأسد ومعارضيه لبحث سبل إنهاء الحرب والتعامل مع التهديد المشترك المتمثل في الدولة الإسلامية. لكن مصير الأسد لايزال عقبة رئيسية أمام الجهود الدبلوماسية الجديدة.
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الإيراني الى دمشق في وقت لاحق اليوم الأربعاء ويتوقع أن يناقش خطة جديدة للسلام في سوريا.
وكانت مصادر من الجانبين قد ذكرت لرويترز في وقت سابق اليوم أن من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0300 بتوقيت جرينتش). وستستمر المفاوضات بين الجانبين على موضوعات أخرى. وقادت المفاوضات من جانب المعارضة حركة أحرار الشام الإسلامية حليفة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني إن وقف إطلاق النار بدأ في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي اليوم الأربعاء وإنه يشمل ايضا قريتي الفوعة وكفريا بريف ادلب.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أنه لم ترد تقارير بوقوع اشتباكات في الزبداني أو كفريا أو الفوعة بعد بدء سريان الاتفاق. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز “حتى الآن الأوضاع هادئة”.
كانت حركة أحرار الشام قالت الأسبوع الماضي إنها تجري محادثات مع وفد إيراني بشأن مدينة الزبداني المحاصرة حيث يقاتل الجيش السوري بدعم من مقاتلي حزب الله اللبناني قوات المعارضة منذ أسابيع.
وقالت الحركة في ذلك الوقت إن المحادثات توقفت بسبب اصرار الوفد الإيراني على اخراج المدنيين والمسلحين من الزبداني ونقلهم إلى مناطق أخرى.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المفاوضات جرت بين أحرار الشام ووفود إيرانية وحزب الله لكن المصدر المقرب من دمشق قال إنه جرى التوصل لاتفاق بين الجماعة المعارضة المسلحة والحكومة السورية.
ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين سوريين لطلب التعقيب.
وستمثل استعادة السيطرة على الزبداني التي تبعد عشرة كيلومترات عن الحدود اللبنانية مكسبا استراتيجيا كبيرا للجيش السوري الذي يقاتل جماعات مسلحة مختلفة على عدد من الجبهات.
ويزداد الدور العسكري لحزب الله داخل سوريا منذ بدء الصراع في عام 2011. وقد وصفت الحكومة السورية الجماعة اللبنانية بأنها حليف رئيسي في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلحة التي تريد الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وأطلق مقاتلو المعارضة عشرات الصواريخ على دمشق اليوم الاربعاء قبل وصول وزير الخارجية الايراني. وقال المرصد إن صواريخ المعارضة التي سقطت على العاصمة أسفرت عن مقتل شخص وإصابة 20 بينما قتلت ضربات الجيش الجوية 30 شخصا تقريبا في مناطق قريبة خاضعة لسيطرة المعارضة.
وقالت متحدثة باسم الخارجية الإيرانية إنه سيتم الكشف عن تفاصيل خطة جديدة للأزمة السورية بعد محادثات ظريف مع دمشق ولاعبين آخرين.