حدثت تقارير صحفية، عن وصول 30 شاباً يهودياً مغربياً إلى إسرائيل عبر روما، وخضوعهم لتدريبات عسكرية، في إطار محاولات بعض المنظمات الإسرائيلية الصهيونية تشجيع من تصفهم بـ”يهود الشتات” على الالتحاق بجيش الاحتلال. فيما تشير التقارير، إلى أنهم مكثوا قرابة الشهر في إسرائيل، زاروا خلاله المناطق اليهودية الدينية بالأراضي المحتلة، فضلا عن زيارة لكل من تل أبيب وإيلات، ضمن جولات تعريفية هدفها تشجيعهم على الهجرة إلى إسرائيل.
ويعتبر هذا هو العام الثاني على التوالي، الذي يشهد زيارات لفتيان أو شباب يهود ممن يعيشون خارج إسرائيل، ضمن خطة وضعها “المجلس الصهيوني الإسرائيلي”، بالتعاون مع “الاتحاد الصهيوني العالمي”، ضمن تقليد يتم ترسيخه حاليا، لتشجيع هؤلاء على الهجرة والانضمام لجيش الاحتلال لاحقا.
ويتم تأهيل هؤلاء الفتية في مركز التأهيل العسكري (عاميحاي)، الذي أسسه المجلس الصهيوني الإسرائيلي عام 2000، في مستوطنة (أرجمان) الواقعة في غور الأردن، قبل نقل مقره عام 2008 إلى كيبوتس (كراميم) شمالي صحراء النقب.
أهداف المشروع
ويهدف المشروع، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع الشعبة الأمنية – الاجتماعية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، وبدعم من جمعية (سابا)، المسؤولة عن ضم الفتيان المغاربة إلى المشروع هذا العام، تنمية الوازع الصهيوني لديهم، واطلاعهم على طبيعة الحياة في إسرائيل وطبيعة الخدمة بجيش الاحتلال، بهدف حثهم على الهجرة مستقبلا.
ومكث الفتية المغاربة 30 يوما في إسرائيل، زاروا خلالها حائط المبكى (حائط البراق الشريف)، وزاروا المدينة القديمة بالقدس المحتلة، وجبل هيرتسل، فضلا عن جولات في الشمال والجنوب، كما خضعوا لدورة تدريبية عسكرية في كتيبة الطليعة العبرية لمدة أسبوع.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن يائير تيكتين، مدير مركز التأهيل (عاميحاي)، أن “مشروع التدريب الصيفي هو مشروع صهيوني من الدرجة الأولى”، مضيفا أن “العام الماضي، وخلال عملية الجرف الصامد، شهد بداية تنفيذ هذا المشروع، وشهد مشاركة مجموعات من الفتيان اليهود من الخارج، في جنازة الجندي شون كرميلي، الذي قتل خلال العملية، في إطار دفعهم للتعايش مع الأحداث التي تمر بها إسرائيل”.
ولفت تيكتين، إلى أن هذا العام يشهد التركيز على الفتية الذين يتحدثون الفرنسية، ولكن أضيف إليهم فوج من الفتية المغاربة اليهود، متوقعا أن “تشجعهم البرامج التي خضعوا لها على الهجرة والانضمام للجيش الإسرائيلي”.
يهود الشتات
وأشار يعقوب حاجوئيل، رئيس قسم إسرائيل، ومكافحة معاداة السامية بالاتحاد الصهيوني العالمي، إلى أن “اليهود في الشتات يضطرون يوميا لمواجهة أفعال معادية للسامية، وأن الكثير من الدول المعادية لإسرائيل تشجع على هذه النزعة”، على حد تعبيره.
وأكد حاجوئيل، على أن هدف المشروع هو تشجيع يهود الشتات وبخاصة من الشباب والفتيان في المغرب على الهجرة إلى إسرائيل، لافتا إلى أن الاتحاد ينظر إليهم على أنهم جزء من إسرائيل، وأنهم مفعمين بحب إسرائيل، داعيا إلى “فتح الأبواب والقلوب في وجههم، وتذليل العقبات أمام هجرتهم” على حد قوله.
الهجرة إلى إسرائيل
وتفيد تقارير، أن أعداد اليهود بالمغرب حاليا تقدر بـ 2000 إلى 2500 يهوديا، يعيش غالبيتهم في الدار البيضاء (التي تضم 30 معبدا يهوديا غالبيتها مغلقة)، فيما تعيش أعداد قليلة في الرباط، وأغادير ومراكش، حيث تتراجع أعدادهم سنويا بفعل الوفيات الطبيعية نظرا لتقدم أعمارهم.
ويتوجه غالبية الشباب اليهودي المغربي للدراسة بالخارج، فيما تشير مصادر إلى أن قرابة 40 شابا مغربيا يهوديا يهاجر سنويا إلى إسرائيل.
ومن غير المعروف، ما إذا كانت السلطات المغربية تسمح بمثل هذه الزيارات، التي تتخللها تدريبات عسكرية في إسرائيل، أو ما إذا كان هؤلاء الفتية لن يعودوا مجددا إلى المغرب، رغم تأكيد التقارير على أن الهدف من التدريب والزيارة هو تشجيعهم على الهجرة مستقبلا.