في جريمة مروّعة وقعت منذ حوالي الأسبوعين، قام المهندس نزار ابراهيم بقتل زوجته سوسن زين العابدين محمد، في محافظة طرطوس الساحلية السورية، بعدما عادت إلى البيت من زيارة عمل.
وكان من الممكن أن تكون جريمة كأي جريمة جنائية أخرى، لولا أن الأخبار بدأت تحمّل “داعش” المسؤولية. علماً أن القاتل والقتيلة من بيئة تتناقض كليا مع الدواعش، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتعرضا لأي مؤثرات داعشية.
فقد بدأت التعليقات، والمصحوبة بتحليلات مختلفة، تحمل ماسمّوه “تطور الدواعش في المنطقة الساحلية” بتفسير الجريمة على أنها تصرّف داعشي، وبمؤثرات داعشية. خصوصا أن الإعلام الرسمي سكت عن الجريمة، ربما لأسباب تتعلق بكونها مجرد جريمة جنائية، يمكن أن تحصل في أي وقت وفي أي مكان.
نص الخبر كما أورده موقع محلّي
عذّبها ثم رماها من الطابق الرابع
وحصلت الجريمة بعد عودة الزوجة إلى بيتها، حيث ذكرت الأنباء أنها تغيبت ساعتين “زيادة” عن موعدها الروتيني، ففوجئت بالزوج ينتظرها، ثم بادر إلى التعامل العنيف معها، وبدأ بتعذيبها للحصول منها “على اعتراف” لسبب تغيبها، بعدما عبّر عن شكه في سلوكها، علما أنه لم يكن قد مر على زواجهما أكثر من 18 يوماً.
ومع أن الزوجة كانت بصحبة أخيها، في غيابها الذي أثار قلق الزوج وشكوكه، إلا أن الأخير رفض المبررات. وبعد تعذيب قيل إنه استمر 8 ساعات، ودون أن يتدخل أحد من الجيران، قام برمي الزوجة من الطابق الرابع، لتسقط جثة هامدة.
ولوحظ أن كثيرا من المواقع الإلكترونية التي تعنى بالشأن المحلي، وبعدما كانت قد نشرت خبرا موجزا عن الجريمة، قامت بحذفه. دون إبداء الأسباب. إلا أن موقعا محليا وهو “شوكو ماكو طرطوس” قد نشر الخبر ولم يقم بحذفه، بل نشر مزيدا من التفاصيل حول ملابسات الجريمة التي هزت المنطقة.
“داعش” جسمها لبّيس.. فلم لا؟
وكان من الممكن لهذه الجريمة أن تكون كأي جريمة أخرى، وتصنف تحت جرائم الشرف والغيرة وما شابه. إلا أن الاتجاه لتحميل الدواعش المسؤولية عن الجريمة، تحريضا أو انتماء، هو الذي غير من ملامح هذه الجريمة، من جريمة جنائية واردة، إلى جريمة طائفية وسياسية ودينية، كما شاء مطلقو الاتهام أن يشيروا اليه.