كشف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، النقاب عن مصادقته هو ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إبان ولايته الثانية، على خطة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران عام 2009، مضيفا أن ثلاث فرص كانت مواتية لتنفيذ تلك الخطة، في الفترة (2010 – 2012) ولكن وزراء بالحكومة هم من تصدوا لها، من بينهم وزير الدفاع الحالي موشي يعلون، ويوفال شتاينتس، من يتولى حاليا منصب وزير البنى التحتية والمياة والطاقة، فضلا عن رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق جابي أشكنازي.
وبثت القناة الإسرائيلية الثانية تسجيلا صوتيا لباراك، بعد موافقة الرقابة العسكرية على ذلك، بحسب ما أكدته القناة، جاء فيه أن باراك ونتنياهو ومعهما وزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان، كانوا قد تبنوا الخطة عام 2009، وأن ثلاث فرص كانت مواتية لتنفيذها في الفترة 2010 – 2012، ولكن وزراء بالحكومة منعوا ذلك.
وطبقا لما أكده باراك، رفض رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق جابي أشكنازي تنفيذ الخطة عام 2010، بزعم أن الجيش غير مستعد لذلك، فيما شهد عام 2011 رفض وزير الشؤون الإستراتيجية وقتها موشي يعلون، ووزير المالية وقتها يوفال شتاينتس تنفيذ الخطة، بينما كان سبب وقف تنفيذها عام 2012 لتزامن الموعد المحدد مع مناورة أمريكية كبرى بالمنطقة.
ويقول باراك أن تنفيذ الخطة في البداية كان يتطلب الاستماع إلى رأي قيادات الجيش الإسرائيلي وعلى رأسهم أشكنازي، الذي كان عليه أن يجبب على سؤال حول إذا ما كان الجيش على استعداد لخطوة من هذا النوع، مضيفا أنه أكد على عدم جاهزيته لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
وبحسب رواية باراك، اجتمع عدد محدود من الشخصيات، من بينهم رئيس الحكومة ووزيرا الدفاع والخارجية، ورئيس الموساد، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش، ورئيس الشاباك، ورئيس هيئة الأركان العامة، ضمن ما عرف وقتها بـ”منتدى الثمانية”، وأن رد أشكنازي كان سلبيا، لذا لم تنفذ الخطة عام 2010.
ولفت باراك إلى محاولات أخرى قادها إلى جوار نتنياهو وليبرمان في العام التالي، وقال إن رئيس هيئة الأركان العامة وقتها كان بني جانتس، وأنه أكد على جاهزية الجيش لتنفيذ الضربة العسكرية لإيران، ولكن موشي يعلون ويوفال شتاينتس تمسكا بمعارضتها، لذا لم تصل النقاشات إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية.
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، أن عام 2012 كان العام الذي سيشهد توجيه ضربة عسكرية لإيران، ولكن الموعد المحدد تزامن مع مناورة أمريكية كبرى بالمنطقة، مضيفا أنه توجه وقتها إلى وزير الدفاع الأمريكي ليون بتانيتا، عارضا عليه الأمر، ولكنه رفض تأجيل إجراء المناورات الأمريكية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب وزير البنى التحتية والمياة والطاقة يوفال شتاينتس أنه “ينظر إلى ما قاله إيهود باراك على أنه خطير للغاية، وأنه ما كان ينبغي أن يكشف تفاصيل اجتماعات من هذا النوع”، فيما صدر عن مكتب يعلون بيانا، جاء فيه أن “وزير الدفاع يرفض التطرق إلى ما دار داخل منتدى الثمانية، أو الروايات المشوهة التي وردت على لسان البعض”.