نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية اليوم الثلاثاء عن مصدر رفيع المستوى أن لقاء عاصفاً جرى قبل يومين بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، لدى مشاركة الأخير في اجتماع للهيئة السياسية للتحالف الوطني الشيعي الحاكم برئاسة إبراهيم الجعفري وزير الخارجية، ومشاركة كل من نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي وزعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم وزعيم منظمة بدر هادي العامري وممثل عن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقال المصدر: “إن العبادي لدى دخوله إلى مكان الاجتماع فوجئ بوجود سليماني الذي كانت مهمته المكلف بها من القيادة الإيرانية عدم محاكمة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أو فتح أي ملف ضده يمكن أن يؤدي في النهاية ليس إلى محاكمة شخص بل إلى محاكمة النموذج الشيعي في الحكم، وهو ما لا تريده إيران”.
وأضاف المصدر الرفيع المستوى: “حين بدأ سليماني يتكلم عن الإصلاحات التي يقوم بها العبادي بما يوحي بعدم رضاه عن الكثير منها، لاسيما تلك التي يمكن أن تشكل مساساً بالمالكي، اعترض العبادي بقوة على ما تكلم به سليماني، الأمر الذي فاجأ جميع قادة التحالف الوطني ممن لم يكونوا يتصورون أن الجرأة يمكن أن تبلغ بالعبادي إلى حد يوجه ما يشبه الإهانة إلى شخصية من وزن سليماني الذي غادر الاجتماع غاضباً دون أن يأبه العبادي لذلك”.
ويمضي المصدر الرفيع المستوى في رواية ما حصل، قائلاً: “إن إيران لا تعارض من حيث الجوهر الإصلاحات كما أنها لا تعارض عزل المالكي، لكنها تعارض محاكمته لأنها أشبه ما تكون بمحاكمة نموذج في الحكم أثبت فشله وأن هناك جهات الآن تحاربه من خلال الشعارات والأهداف التي يرفعها المتظاهرون”.
وكشف المصدر أن سليماني موجود حالياً في مدينة النجف لمقابلة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني الذي يبدو أنه لم يحدد له موعداً حتى الآن، مبيناً أن هذا هو أول خلاف يطفو على السطح تقريباً بين المرجعية في النجف، التي تدعم الإصلاحات بوصفها مشروعة تماماً بسبب الفساد المستشري في الدولة ولا علاقة لها بالمخاوف من مسألة الحكم والدولة الدينية أو المدنية، وإيران التي لها موقفها من هذا الأمر، وإن كان يخص المالكي بالدرجة الأساس.