بدأ اليوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، زيارته الثالثة إلى روسيا منذ توليه منصب الرئاسة في يونيو / حزيران 2014، وذلك في إطار تمتين العلاقات بين البلدين بحسب مراقبين للجولة التي ستستكمل بالصين وماليزيا وسنغافورة .
الزيارة يتصدرها ملفات الجذب الاستثماري من جانب القاهرة للمال الروسي في منطقة قناة السويس، العلاقات العسكرية والتسليح، الأزمة السورية، بالإضافة إلى فتح أسواق مصرية جديدة في ظل الحصار الذي تتعرض له موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وفي هذا الإطار، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر الأسبق في روسيا، السفير عزت سعد، إن زيارة السيسي تأتي لإحداث توازن بالذهاب إلى موسكو للمرة الثالثة، بعد أن أصبح رئيسًا، لافتًا في تصريحات خاصة إلى أن السياسة الخارجية المصرية لم تعد كما كانت من قبل في إطار العمل من خلال خط يقوم على الانفتاح على مراكز القوى في العالم.
وأشار إلى أن الملف السوري في صدارة المباحثات، لاسيما أن الأزمة بها لاعبون كثيرون دوليون، والموقف المصري يتمسك بنقطة واحدة فقط، هي عدم تقسيم سوريا حفاظًا على السلام الإقليمي بالمنطقة، ونظافة يد مصر من أي دماء سورية جعل الفرقاء السوريين يعقدون اجتماعين في القاهرة، مما يحتم تغير التعاطي من جانب موسكو مع القاهرة في الملف الروسي على أنها باتت لاعبًا أساسيًا.
فيما أوضح الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سيد الجابري، أن ما جرى في الستينيات ليس له مكان الآن، لأننا في عهد العولمة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وقال: “بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة أصبحنا نواجه القطب الواحد، ثم خرجت دول البريكس الخمس، التي ظهرت على الساحة الدولية بقوة، ومثل ما كان يتحكم البنك الدولي التابع لأمريكا في العملية الاقتصادية، تقوم الصين ببنك دولي آخر، لتكوين اقتصاد موازٍ”.