صادر تنظيم داعش عشرات المنازل التي تعود لمواطنين من أهالي قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار، غربي العراق، بسبب مغادرتهم المدينة دون إذن التنظيم الذي منع الخروج منها، بحسب مصدر عشائري.
وقال جراح الكبيسي، أحد شيوخ ووجهاء قضاء الرطبة، وأحد الذين صادر التنظيم أملاكهم عقب مغادرته القضاء، إن “داعش أجبر جميع الأهالي على البقاء في الرطبة دون أن يعلن عن سبب ذلك”.
ولفت إلى أن “كل من يحاول مغادرتها يتعرض للسجن والتعذيب والحجز داخل قفص حديدي، وسط السوق، وعلى مرأى المارة للتشهير به وليكون عبرة لكل من يخالف أوامره”.
وأضاف الكبيسي “صادر داعش خلال الفترة الماضية عشرات المنازل والأملاك التي تعود لأهالي القضاء، عقب خروجهم منه، دون علم التنظيم، وأنشأ سوقا لبيع ممتلكات وأثاث المواطنين الذي صدر بحقهم حكم المخالفة بأسعار زهيدة، بما فيها الملابس وألعاب الأطفال”.
وعبّر عن استيائه من أعمال التنظيم، قائلا “ما يقوم به داعش اليوم، إهانة واستخفاف بأرواح وكرامة الناس، الذين يعانون أصلا من البطالة وقطع الرواتب، وانعدام فرص العمل”.
من جهته تحدث المواطن واثق الكبيسي (40 عاما) عن رحلته الذي استطاع خلالها مغادرة “الرطبة” متوجها إلى بغداد، مضيفا أن رحلته استغرقت أسبوعين حتى وصل العاصمة، بعد أن عرّض حياته وأسرته إلى الخطر، بسبب المسافات الطويلة التي قطعوها في الصحراء للهروب بعيدا عن أعين عناصر التنظيم.
وبيّن الكبيسي أن “فراره من الرطبة جاء بعد أن أصبح بلا عمل، وأطفاله بلا تعليم، وبسبب سوء معاملة عناصر التنظيم”، معتبرا أن “من تبقى من الأهالي داخل الرطبة يعيشون في سجن كبير، بين يدي سجانين لا يعرفون الرحمة، يتعاملون مع معارضيهم على أنهم أعداء، وكفرة، ومرتدين”.
وأشار إلى أنه “ضحى بكل ما يملك، ليشتري حريته وخلاصه من براثن التنظيم، الذي استباح كل شيء، وأطاح بكرامتهم، عندما وضعهم داخل أقفاص حديدية، وكأنهم حيوانات”.
وبالرغم من خسارة “داعش” للكثير من المناطق، التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار منذ مطلع عام 2014.