قال نائب كويتي شيعي مثير للجدل، إنه يضمن عدم اعتداء إيران على بلاده، بالتزامن مع تصاعد خلاف البلدين حول ملكية حقل الدرة النفطي الذي تستثمره الكويت حالياً وتدعي إيران أن لها جزءاً فيه.
وتتعارض تصريحات النائب عبدالحميد دشتي، مع موجة غضب كويتية عارمة على المستويين الرسمي والشعبي من طرح إيران مناقصة لتطوير حقل الدرة النفطي دون التنسيق مع الكويت التي استدعت القائم بالأعمال الإيراني حسن زرنكار، وسلمت إليه رسالة احتجاج على التصرف الإيراني.
وأكد النائب “دشتي” ضمانه عدم اعتداء إيران على الحقوق السيادية لدولة الكويت، داعياً لطهران بأن “يجزيها الله كل خير… عرفتُ بها عدوي من صديقي”، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام كويتية، اليوم الخميس.
وتعهد “دشتي” الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع طهران وحزب الله الللبناني ونظام الرئيس السوري بشار الأسد، بأنه إذا “حدث المحال، وهو لم ولن يحدث، فسنتصدى في الذود عن سيادتنا ضد أي أحد، كائناً من كان”.
وقال “دشتي” الذي طالما انتقد النظامين السعودي والبحريني “ليعلم الجميع حقيقة جلية ثابتة، سبق لي أن أفصحت عنها وصدحت بها، بأنني أضمن لكم أن إيران لن تعتدي على أي من حقوقنا السيادية، بل ستتعاون معنا متى طلب منها ذلك”.
وأضاف “دشتي”، الذي يعارض مشاركة بلاده في العملية العسكرية التي تقودها السعودية ضد جماعة الحوثيين اليمنية المدعومة من طهران: “يسكت الدواعش بأشكالهم، والإخونجية دهراً، وإذا ما نطقوا اليوم بالكفر كله فلا غرابة، لأنهم ماضون في مشروعهم”.
وتابع “حقوقنا النفطية في الخفجي والوفرة، انتهكت قبل ذلك، وكأنهم قد حط الطير على رؤوسهم”، في إشارة إلى الخلاف القائم بين الكويت والسعودية حول الحقلين النفطيين المشتركين الذين أوقفت المملكة الإنتاج فيهما.
وكثيراً ما يثير نواب كويتيون شيعة، مثل دشتي والنائب نبيل الفضلي، وغيرهم، الجدل بتأييدهم لسياسة إيران أو عند الحديث عن السعودية والبحرين، واللتان رفعتا دعاوى إساءة على عدد من نواب الكويت مازالت منظورة أمام القضاء الكويتي.
وتسبب انتشار صور للنائب دشتي الشهر الماضي، وهو يقبل رأس والد القيادي العسكري السابق في حزب الله اللبناني، عماد مغنية، الذي اغتيل عام 2008 بدمشق، في موجة غضب رسمية وشعبية واسعة في الكويت.
وتعتبر الكويت، عماد مغنية المسؤول الأول عن عملية خطف طائرة “الجابرية” الكويتية عام 1988، والتي أدت إلى مقتل مواطنَين كويتيين، إضافة إلى محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985.
ويكافح البلد الخليجي للنأي بنفسه عن اضطرابات مذهبية في دول الجوار، لاسيما في العراق المحاذي للحدود، ومنع وصولها إلى البلاد التي شهدت أواخر يونيو/حزيران الماضي تفجيراً عنيفاً استهدف مسجداً شيعياً تبناه تنظيم “داعش” وتورط كويتيين وخليجيين فيه.