بقلم/ د. علي الدرورة
في نهاية ديسمبر من عام 2022 هناك الكثير من الذين لم ينجزوا أيّ شيءٍ في عامهم المنصرم 2022م. لقد مرّ بهم العام دونما إنجاز يذكر، وحين اطّلعوا على مقالي الذي كان بعنوان: (حدّثني عن إنجازك) حين نشرته في اليوم الأول من ديسمبر أعجب به الكثير، وقرّروا تغيير مسار حياتهم ليكونوا منجزين في العام التالي 2023م.
لم يكن قرارهم هذا آتياً من فراغ، ولكنّ إحساسهم الشديد بالتقصير بأيّ منجز يمكن أن يتفاخروا به أينما ذهبوا ويكون لهم بصمة تصنع لهم شأناً في مجتمعهم.
أكّد لي كثير من الكتاب والشعراء والتشكيليين وغيرهم من المثقفين بأن يغيّروا من مسار حياتهم
إلى الأفضل والأرقى؛ ليكونوا في مصافّ الشخصيات الفاعلة والمنجزة في المجتمع، إذ يُشار لهم بالبنان على أعمالهم المميزة.
حين يمضي عام من أعمارنا ونحن لم ننجز فيه أيّ شيء ينفعنا وينفع المجتمع الذي نعيش فيه ويخلّد ذكرنا في الوقت ذاته، نكون أضعنا عاماً كاملاً بلا طائل، وهذا العام لا يمكن إعادته إلى الوراء تماماً كما هو الحال بالنسبة لعقارب الساعة.
ولكن علينا أن نسعى بجدّ وعزيمة الأبطال لنحقق ما فاتنا من تطلّعات وآمال نحوّلها إلى واقع مشاهد، عند ذلك نكون قد اتضح لنا جلياً الإنجاز الذي نتطلّع إليه ويشرفنا ويشرف مجتمعنا.
ذلك الإنجاز لا شك أنه فخر لنا، وكذلك الأجيال تفاخر هي الأخرى به؛ لما يمثله من عمل جليل ومشرّف فيه عزّة وكرامة الفرد الذي هو جزء من المجتمع.
إنّ عطاء الفرد في المجتمعات المتحضرة هو مجد يمثل الجميع، وتلك المجتمعات تفاخر بعطاء أبنائها، فلا خير في فردٍ لا يخدم مجتمعه، ولا خير في مجتمعٍ لا يمجّد عمل أبنائه.